بات محمد صلاح نجم نجوم منتخبنا الوطنى ولاعب ليفربول الانجليزى هو الصانع الحقيقى للفرحة الكروية وقائد الجيل الحالى من كوماندوز الفراعنة الحالمين بالعودة إلى أحضان المونديال. صلاح بهدفيه فى مرمى الكونغو أثبت بما لا يدع مجالا للشك انه مايسترو و«ترموميتر» المنتخب عندما يتألق فالنصر أكيد وإذا كان خارج الفورمة فالمنتخب ككل يعانى. اللاعب الفذ صاحب ال25 ربيعا حفر اسمه فى سجلات التاريخ الكروى بحروف من ذهب إذ إن هدفيه بات رقم 32 له على المستوى الدولى ما دفعه إلى المركز الخامس فى قائمة أفضل هدافى الفراعنة طوال التاريخ وتساوى بذلك مع البلدوزر عمرو زكى نجم الزمالك السابق. وفى الوقت الذى تشيد فيه جميع وسائل الإعلام العربية والمصرية بالفرعون الصغير مدمر الحراس والمدافعين نال اللاعب الكثير من الإطراء فى الإعلام الإنجليزى تحديدا لاسيما صحيفة «ديلى ميل» الشهيرة التى كالت له المديح وأكدت انه قاد بلاده لفوز ثمين نحو الطريق إلى روسيا.
ابن طنطا محمد صلاح وصلت به أخيرًا لأن يُصبح صانعًا للبهجة في حياة المصريين، بالأهداف التي يحرزها في شباك خصومه.
شأنه شأن الآلاف من الفتيان المصريين، الذين يُداعبهم مجد المُستطيل الأخضر في مناماتهم، وتُسعدهم هدايا مُستلزمات لعب الكُرة أيّما سعادة، وتُفوّت عليهم نداهة مُباريات الشارع مع الأصدقاء المهووسين بالكُرة دروسهم، أهداه والده السيد صلاح غالي، مورّد الياسمين لمصانع الزيوت العطرية، كُرة شراب، تعلق بها قلب ذي السنوات الأربع بالساحرة المُستديرة، حسبما ذكر الوالد في حوار أجراه معه موقع «إرم نيوز» أواخر عام 2013. غير أن الأمر لم يكُن مُجرّد كُرة شراب يمضّي طفل بصُحبتها وقت فراغه، لأن فتى الثانية عشرة قد أدرج اسمه ضمن لاعبي دورة «بيبسي» التي كانت تجوب المُحافظات للترويج للعلامة التجارية، واكتشاف المواهب الكُروية في الطريق، لترصُده عيون «الكشّافين»، ويتلقفه الكابتن «رضا الملاح» من نادي طنطا الرياضي، ويهبه تزكية لدى نادي «عثامثون» فرع نادي «المقاولين العرب» في طنطا، ليوقّع لهم مُدة خمس سنوات.
بالرغم من أن توقعات الأب فيما يخُص التوقيع لنادي «المُقاولون العرب» رُبما لم تشتمل على فراقٍ سريع للشاب الصغير مصدر فخر العائلة، إلا أن دوري الناشئين كان على وشك الانطلاق عندما تم التوقيع، لتكون أولى مُبارياته أمام ناشئي حلوان فاتحة خير على الفتى تُنبّه كابتن «ريعو» مسؤول قطاع الناشئين بمُقاولين القاهرة له، ويتحتم عليه السفر يوميًا خمس أيام في الأسبوع لحضور المران مُدة عامين بنادي «الجبل الأحمر»، بتمويل من والده؛ لا لشئ إلا أنه وجد فتاه في هذا المُستقبل، فقرر أن يموّل هذا الحُلم.
بحلول عام 2010، كان الفتى على موعد مع كبار الدوري المصري المُمتاز، ليهُز شباك «نادي القرن» أول ما يهُز بهدف صحيح أنهى المباراة بتعادُل المقاولين مع الأهلي، وتُغازل أهدافه إداريي الزمالك حتى أنهم فكّروا في ضمه لصفوف الفريق، غير أن رؤية رئيس نادي الزمالك وقتها سرت في غير صالح محمد صلاح، إذ اعتبره ممدوح عباس صغير السن ومُتواضع الخبرة. وعلى ذلك، فإن القدر كان يحمل للفتي الذي ما لبث أن لفظه النادي الأبيض هدية؛ فمُباراة ودية بين نادي «بازل» والمنتخب الوطني المصري تحت سن 23 على خلفية أحداث بورسعيد كان قد نظّمها النادي السويسري، سجّل فيها مُحمد صلاح هدفين، كانا تذكرة سفره إلى سويسرا للاحتراف في «بازل»، في صفقة مُجزيه لناديه الأمُ «المقاولين العرب».
طوال عامي «بازل» من تاريخ صلاح الكروي القصير، هزّ محمد صلاح عشرات الشباك في الدوري الأوروبي جعلت ذكره ذائع الصيت في الوسط الكرويّ الأوروبيّ ليحصُل على أفضل لاعب في الدوري السويسري، وكان له من النجاحات ما مدد سيرته إلى موطنه في القارّة الأفريقية، حيث حصل على جائزة أفضل لاعب صاعد في القارة الأفريقية. أشياء كهذه، علاوة على تهديفه لصالح «بازل» في شباك النادي اللندني العريق، ليفوز «بازل» على «تشيلسي» للمرة الثانية، كانوا جميعًا تذكرة مرور صلاح إلى بوابات النادي الملكيّ الأزرق. ومع بداية عام 2014، انتقل صلاح بالفعل إلى هناك، غير أن تصريحات من «مورينيو» أحفظت عُشاق صلاح، بأن اللاعب الجديد يتحتم عليه أن يؤبد طويلاً على دكة البُدلاء حتى ينصهر ابن المقاولين في جسم النادي الإنجليزي، ليُشارك طوال عام كامل في 19 مباراة فحسب، سجل فيهم هدفين فحسب، ليُظل العام الجديد وقد أبرمت صفقة تبادلية جديدة، رحل بموجبها صلاح من الدور الإنجليزي إلى الدوري الإيطاليّ. شبه البعض بخليفة محمد أبو تريكة صاحب الشعبية الجارفة، الذي وهبه عصام الشوالي أشهر نداءاته «الله عليك يا حبيب والديك»، بعد اعتزال أمير القلوب، الذي كوّن ثُنائيًا معه قبل الاعتزال، فيتنبه الجميع إلى تقارب مُستوى اللاعب الصاعد واللاعب المُخضرم، ويُرشح هو لملأ فراغ تريكة الشعبيّ، وفراغ الملعب كذلك، ويعوّل عليه طوال الوقت عند الحديث عن مُستقبل المنتخب الوطني.
انتصارات هذه جعلت محمد صلاح فخرًا للمصريين، بالرغم من عدم اتصالها بالكُرة المصرية تمامًا، وحيّرت ردود أفعال كروية مصرية فخورة، منها ما عبّر عنه عموم الجمهور المصري بفرحة عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي.