قال القيادي المفصول من حركة فتح الفلسطينية، محمد دحلان، إن اتفاق سلام يحقق حل الدولتين مع إسرائيل صار مستحيلا، مضيفًا أن علاج جراح الحرب الأهلية التي قسمت الفلسطينيين يمثل أولوية الآن. وتحدث دحلان، إلى رويترز بعد أن عقدت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية أول اجتماع لها في القطاع منذ ثلاث سنوات. وحول المفاوضات مع إسرائيل التي انهارت في 2014 بسبب مسائل منها الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة والمصالحة بين فتح وحماس قال دحلان ”الوضع الفلسطيني الداخلي الآن أهم وأقدس وأجدى مما يسمى مفاوضات“. وقال في المقابلة النادرة ”هناك تهويد شامل للضفة الغربية وليس فقط للقدس وأصبح من المستحيل تنفيذ حل الدولتين... وبالتالي لا يوجد أفق سياسي“. وأقامت إسرائيل نحو 120 مستوطنة في الضفة الغربية يقيم فيها نحو 350 ألف مستوطن بالإضافة إلى 200 ألف مستوطن في القدسالشرقية وسط 2.6 مليون فلسطيني. وتدير فتح التي يقودها خلفاء ياسر عرفات العلمانيون الضفة الغربية وتقود السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليا والمسؤولة عن المفاوضات مع إسرائيل. وطردت حماس قوات فتح الموالية للرئيس محمود عباس من غزة وأدارت القطاع الساحلي الذي يسكنه مليونا فلسطيني. * مصر وحماس تحسنت العلاقات يوم الاثنين عندما سلمت حماس إدارة غزة لحكومة الوفاق الوطني الفلسطينية. وعلى الرغم من أن حماس وافقت على تسليم القطاع منذ ثلاث سنوات فإن قرار تطبيق الاتفاق يعد تغييرا كبيرا من جانب الحركة التي تعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة ودول عربية رئيسية منظمة إرهابية. وقال دحلان الذي كان في السابق رئيسا لجهاز الأمن الوقائي في غزة إنه لزم الصمت خلال جهود الوساطة لكنه قرر أن يتكلم بعد أن أتت ثمارها الآن. واتفق الجانبان على تعزيز الأمن على طول الحدود ومنع المتشددين من عبورها. وقال دحلان ”بدون مصالحة مع حماس وتفهم حماس لمطالب الأمن القومي المصري لن تكون هناك مصالحة (فلسطينية) جادة ولن يلعب أحد دورا فعالا غير مصر“. وتستضيف القاهرة مسؤولين من حماس وفتح يوم الثلاثاء المقبل لإجراء مزيد من المحادثات حول تقاسم السلطة وإجراء الانتخابات التي طال تأجيلها بسبب النزاع الداخلي. وظهرت علامة أولى على الاستياء عندما انتقدت حماس قرار عباس انتظار نتائج المحادثات قبل رفع العقوبات التي فرضها في الفترة الماضية على غزة. * ”الأمور الخيرة قادمة في الطريق“ وفي المقابلة دعا دحلان حماس إلى ”مزيد من الصبر لأن كل الأمور الخيرة قادمة في الطريق“ بفضل الوساطة المصرية.