قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن بلاده طلبت من بنجلاديش تخصيص مكان لها من أجل إنشاء مخيم لإيواء المسلمين الهاربين من إقليم أراكان في ميانمار، وأن هناك مباحثات لم تنتهِ بعد حول تخصيص جزيرة لهذا الغرض. وأكّد جاويش أوغلو، في حوار مع وكالة الأناضول، أن تركيا ستعمل على إنشاء مخيمات للمسلمين الروهينجا في الجزيرة التي يتم التباحث حولها، إذا كانت هناك ظروف تسمح لذلك، وهناك دول ومنظمات ترغب بالتعاون معها في هذا الإطار. وأضاف: "علينا أن نقدم على هذه الخطوة، حتى وإن لم يرغب أحد بالتعاون، لأنه دين على عاتقنا، وتركيا أصبحت مسؤولة عن المظلومين في العالم وعن الأمة كلها، ونعمل بناء على هذا المبدأ ولا يمكننا أن نترك إخواننا وحيدين هناك". كما انتقد الوزير التركي مواقف المجتمع الدولي، وبعض الدول المسلمة، تجاه مجازر الإبادة الجماعية والجرائم التي يتعرض لها مسلمو أراكان، على يد الجيش الميانماري والميليشيات البوذية العنصرية منذ أواخر أغسطس الماضي. وأعرب عن شكره للسلطات البنغالية بسبب اتباعها سياسة الباب المفتوح أمام اللاجئين الهاربين من الاضطهاد، مؤكّدا أهمية تقديم الدعم لها في ظل المشاكل التي تعاني منها من الناحية الاقتصادية. من جهة أخرى، شدّد وزير الخارجية التركي على أن الإرهاب لا دين له ولا لون ولا وطن ولا عرق، مبينًا أنهم لا يستخدمون عبارة "الإرهاب البوذي" لوصف المجازر ضد مسلمي أراكان، أو "الإرهاب المسيحي" تجاه هجوم "لاس فيجاس" بالولايات المتحدة. واستدرك بقوله: "إلا أنه عند مكافحة تنظيم داعش أو التنظيمات الإرهابية الأخرى، يتم استهداف الإسلام بكامله". ومنذ 25 أغسطس الماضي، يرتكب جيش ميانمار مع ميليشيات بوذية، جرائم واعتداءات ومجازر وحشية ضد أقلية الروهينجا المسلمة، أسفرت عن مقتل آلاف وتشريد عشرات الآلاف من الأبرياء، حسب ناشطين محليين. وفي آخر إحصائية أممية، أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك، أمس الثلاثاء، أن عدد مسلمي الروهينجا الفارين إلى بنجلاديش، من إقليم أراكان ارتفع إلى 509 آلاف.