10 سنوات كاملة قضاها النوبى بسام حجازى فى القوات المسلحة المصرية، كان شاهدًا فيها على النكسة وعلى الاستنزاف والنصر، بدأها برؤية القدس الشريف، وختمها بتقبيل رمال سيناء الغالية، مزق خطاب التأجيل راغبًا فى خدمة وطنه، الذى يأمل أن يقدم له التكريم يومًا ما. "المصريون" التقت السبعينى أحمد حسين حجازي، المولود بقرية وادى العرب بمركز نصر النوبة بمحافظة أسوان، لتعرف منه أنه ولد فى العام 1945، ومن ثم حصل على الثانوية الأزهرية، ليعمل بالسد العالى الذى وقع له على خطاب لتأجيل تجنيده لمدة ثمانى سنوات، حسبما كان ينص قرار من الدولة بتأجيل تجنيد العاملين بالسد العالى فى ستينيات القرن الماضي. يقول إنه حينما كان متوجهًا إلى منطقة تجنيد أسيوط بالقطار، قام بتمزيق خطاب التأجيل، ليتم تجنيده فى الثامن من يوليو 1965، ليتم إلحاقه بسلاح المدفعية بعيدة المدى بمنطقة الكونتلا التابعة لمدينة الحسنة بشمال سيناء، ليصبح ضمن فريق الاستطلاع ليتيح له هذا الأمر الوصول لمناطق قريبة للغاية من مدينة القدس الشريف، ليرى بعينيه قبة المسجد الأقصى. وأضاف، أنه كان مع زملائه المنسحبين من منطقة الكونتلا فى القطاع الجنوبي، حتى الوصول إلى السويس عام 1967م، ليذكر أنه كان سائقًا لإحدى السيارات، محاولين العبور بأقصى سرعة للوصول إلى السويس، ولكن اعتراض الطيران الإسرائيلى منعهم، وقام بقصف المعدات، ما اضطرنا للسير على الأقدام، ما يزيد على ال20 كم للوصول إلى السويس. وأضاف، أن قائدة إسرائيلية ولدت فى الإسكندرية هى مَن ساعدتهم على الوصول إلى السويس، بعد أسرهم فى المرة الثالثة، حيث يقول "القائد بتاع الدبابات الإسرائيلى كانت بنت نقيب من مواليد إسكندرية فهى قالتلى أنت نوبي؟ أنت من أسوان؟ قولتلها أيوه أنا نوبي.. قالتلى منين فى النوبة؟.. قولتلها من بلد نصر النوبة.. قالتلى أنا صحابى فى إسكندرية كلهم نوبيات". وتابع: "أنها قامت بتوزيع مياه وأكل عليهم، ثم دلتهم على الطريق الصحيح للوصول إلى السويس"، مقدمًا الشكر لأهالى السويس الذين فتحوا منازلهم ومساجدهم لاحتضان الجنود العائدين. وأردف حجازي، أنه انتقل إبان حرب الاستنزاف من منطقة الإسماعيلية لمنطقة بورسعيد، ومن ثم العودة مرة أخرى إلى الإسماعيلية قبل حرب أكتوبر، مؤكدًا أنه كان موجودًا بمنطقة سرابيوم بفايد، والتى حدثت فيها الثغرة فيما بعد، مشيرًا إلى أن دوره كان استطلاعيًا من أعالى الأشجار لمعاونة الإحداثيات وتبليغها للقيادة لضرب الأهداف فى عمق سيناء. وأشار إلى "كنا صائمين يوم 6 أكتوبر، وجاءتنا تعليمات بعد الظهر علشان نفطر، ففرحنا وزغردت العساكر لدرجة إن الفلاحين فى منطقة سرابيوم قالولنا أنتم عندكم فرح ولا إيه، ورفضنا أن نفطر وحلفنا أننا منفطرش والقوة من الله". وأكد صاحب ال72 عامًا، أن الدولة أو سلطات المحافظة لم تسع لتكريمه ولا من هم مثله، مفصحًا عن كونه لا يطلب سوى توظيف واحد من أبنائه التسعة، حيث قام بتزويج 5 بنات، بينما ولم يزوج إلا ولدًا وحيدًا.