أصدر الأزهر الشريف بيانا دعا فيه الجماعة الوطنية المصرية في هذه الظروف التي يحتاج فيها الوطن، إلى التماسك والثبات والحكمة أكثر من أي وقتٍ مرَّ بنا منذ ثورة الشعب في الخامس والعشرين من يناير. وقال الدكتوراحمد الطيب شيخ الازهر أن الازهر يتقدم الي جميع المواطنين على اختلاف آرائهم واجتهاداتهم ومواقفهم، ألا يستجيبوا لدواعي الاستقطاب والفُرقة والتنازع، وأن تقدموا مصلحة الوطن على شيء آخر. وشدد شيخ الازهر علي أن مصر مرًّت بصعوبات جمَّة، و"خرجنا منها – بحمد الله – متماسكين، برغم ما قدمناه من تضحيات، ولعل هذا الموقف الذي نواجهه الآن يُذكِّرنا بما التقينا عليه جميعًا، بدافع الغيرة الوطنية، والحكمة النضالية، والخبرة التاريخية، بكل أطيافنا وانتماءاتنا وهي "وثيقة الأزهر الأولى" بما تؤكده من أولياتنا وثوابتنا المصرية وهي: "تأسيس الدولة الديموقراطية الوطنية الدستورية الحديثة والمساواة الكاملة في حقوق المواطنة وعدم التمييز لا لجنس ولا لدين ولا لأي اعتبار آخر، ورعاية حقوق الإنسان المصري وكرامته وعدم المساس بها على أي وجه كان، وتطبيق القوانين على جميع المصريين دون استثناء أو تمييز، مع ضمان الفصل بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية، ومحاربة المرض والفقر، والأمية والجهل، وتحقيق العدالة الاجتماعية للمواطنين كافة، والحفاظ على وَحدة النسيج الاجتماعي الوطني وحمايته من أي خطر، مع حماية الأسرة والمرأة والطفل مما نالهم من متاعب وأضرار في العقود السابقة". كما تؤكد الوثيقة على "الإلتزام بحرية الرأي والتعبير عنه، دون مساس بالغير أو إساءة إليه على الإطلاق، وحرية العبادة والعقيدة لأتباع الأديان السماوية الثلاثة من المواطنين، في حماية القانون والنظام العام.والتمسك بمؤسساتنا الوطنية، واحترام دورها: دينيًا، واجتماعيًا، وسياسيًا، وعسكريًا، في مواجهة كل التحديات". وأكد الطيب أن الازهر سيبقى بيتًا للوطنية، وموئلاً للمناضلين، وذخرًا للعمل الوطني المخلص على مرّ الأيام بوطننا العزيز، أيها الإخوة المصريون: "إن صوت الوحي يناديكم".