تصف الهيئة العامة للاستعلامات الرسمية العلاقات بين مصر وكوريا الشمالية بأنها "تاريخية"، ويجمع بينهما 20 اتفاقية متنوعة. وحسب موقع الهيئة التابعة لرئاسة الجمهورية، فإن "العلاقات الثنائية بين مصر وكوريا الشمالية تكتسب بعدًا تاريخيًا، حيث أنها تبلورت في خمسينات القرن الماضي بين البلدين كنتاج طبيعي خلال حقبة تاريخية كانت تموج بها نداءات الشعوب الداعية للتحرر الوطني والكفاح ضد الاستعمار والنضال من أجل الحرية". وأضاف أن ذلك "ساهم ولا زال يسهم في تحقيق استتباب السلم والأمن الدوليين ومؤازرة ومناصرة قضايا التحرر الوطني وخاصة القضية الفلسطينية العادلة وقضية توحيد شطري شبه الجزيرة الكورية بالوسائل السلمية". وتابعت الهيئة أن "مصر تثمن على دور كوريا الداعم دائمًا للحق العربي وبشكل مطلق". وأشارت إلى أن علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين بدأت عام 1957، وتطورت إلى مرحلة إقامة العلاقات القنصلية عام 1961، ثم الإعلان عن تبادل التمثيل الدبلوماسي عام 1963، وافتتحت السفارة المصرية في بيونج يانج في 1963 على مستوى قائم بالأعمال، وتم رفع درجة التمثيل إلى مستوى السفراء في 1965. ويجمع بين مصر وكوريا الشمالية حوالي 20 اتفاقية تتنوع بين الاقتصاد والأمن والإعلام والتكنولوجيا والثقافة، وغيرها، وفق لما نشرته الهيئة. وأعلن وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي أخيرًا، أن القاهرة قطعت كل علاقاتها العسكرية مع كوريا الشمالية، وفقا لبيان صادر عن وزارة الدفاع الوطني في كوريا الجنوبية. ونقلت وزارة الدفاع الكورية عن صبحي قوله: "إن القاهرة ستتعامل بشكل وثيق مع سيئول ضد تصرفات كوريا الشمالية، التي تهدد سلم واستقرار المجتمع الدولي". واتفق وزيرا الدفاع، الكوري الجنوبي سونج يونج مو والمصري صدقي صبحي، خلال مباحثاتهما في سيئول، أمس الاثنين، على توثيق الشراكة بين بلديهما حول كوريا الشمالية وتطوير الأسلحة. قال السفير جمال بيومي, مساعد وزير الخارجية الأسبق ل "المصريون", إن "العلاقة مع كوريا الشمالية ليست بالقوة التي يتحدث عنها الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا, ولا يمكن أن تكون سببًا رئيسًا في الاضطراب الحادث في العلاقة بين مصر والولايات المتحدةالأمريكية، والذي انتهى بقطع جزء من المعونة الأمريكية لمصر, وإنما يتم التعامل مع كوريا الشمالية كأي دولة في العالم ولا تتم معاملتها بشكل خاص". وأضاف: "علاقتنا مع كوريا الشمالية بشكل كبير كانت مختصة بالناحية العسكرية، وخاصة فيما يتعلق بهندسة الطيران الحربي, وسبق للرئيس حسني مبارك التعامل معها على المستوى السياسي وتبادل الزيارات بين البلدين, إلا أن الحديث عن قطع العلاقة من عدمه مع كوريا الشمالية, ليس في محله, لأنه لا يوجد في هذه الفترة علاقة كبيرة بين الطرفين". فيما قال السفير معصوم مرزوق, مساعد وزير الخارجية الأسبق, إن "العلاقة مع كوريا الشمالية تاريخية, بدأت بمشاركتها بسرب طائرات حربية في حرب مصر ضد إسرائيل عام1973, ثم التعاون على المستوى العسكري والحصول على قطع غيار لاستكمال معدات عسكرية وتصنيعها في الداخل المصري, وهو الأمر الذي يرجع لتشابه التسليح ما بين الجيشين المصري والكوري الشمالي، والذي يعتمد على التسليح الشرقي من روسيا بشكل كبير". وأضاف ل"المصريون"، أن "مصر استفادت كثيرًا من كوريا الشمالية على مستوى التكنولوجيا العسكرية, ونقل أساليب حديثة تساعد جهاز المخابرات المصرية، وتصنيع معدات عسكرية بطريقة حديثة, خاصة مع تدني الإبداع المصري في مجال التكنولوجيا, ومن ثم فإن الحديث عن قطع العلاقات مع كوريا الشمالية, يضر مصر بشكل كبير, خاصة في ظل المساعدات التي تقدمها بيونج يانج للقاهرة، حتى على المستوى الاقتصادي بتصدير واستيراد منتجات زراعية وصناعية مصرية والعكس".