أثارت تغريدات للكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي، عاصفة من الجدل، بعد أن دافع فيها عن الإخوان وفكرهم، وأكد أنه لو أجريت انتخابات حرة في أي بلد فإن الناس ستعطي أصواتها لهم، وذلك ردًا منه على سؤال لأحد المتواجدين على صفحته. وسئل أحدهم «خاشقجي» :« سؤال بجد يا أستاذ جمال، لماذا انتشرت مؤخرا الادعاءات التي تصفك بالإخواني؟ من ورائها وما غرضها وما حقيقتها في رأيك؟». ليرد عليه :« من زمان ، أجد أن كل من يؤمن بالإصلاح والتغيير والربيع العربي والحرية ويعتز بدينه ووطنه يوصف أنه إخوان.. يبدو أن الإخوان فكرهم نبيل»، وهو ما فتح عليه عاصفة من التعليقات المتسائلة والمهاجمة للإخوان. وقال ناشط آخر يدعى «مساعد» له :« هذا رأيك أستاذ جمال في الإخوان جماعة نبيلة وفكر نبيل.. لكن أنت سعودي والدولة تقول عنها جماعة محظورة السؤال هل الدولة على خطأ.. منك نستفيد أستاذ». ورد عليه :« ومالدولة يا مساعد ؟ إنهم رجال ، هذا رأيهم اليوم ربما يختلف غدا ، لهم على ألا انضم للإخوان فأخالف نص القرار، أما الأفكار فهي طيور حرة» . وواصل متابعوه على صفحته طرح أسئلتهم، فقال أحدهم :« ليس الانضمام فقط جمال.. نص القرار يقول.. تأييدها أو تبني فكرها أو منهجها بأي صورة كانت..هي وغيرها من المنظمات الإرهابية..ركز بأي صورة كانت؟». ورد «خاشقجي» قائلًا :« هذا يستحيل تطبيقه مع الإخوان لأن منهجهم هو منهج كل مسلم وكل حركة إحيائية إذ لا ينفردون بقول أو فقه أو عبادة عما أنت عليه، عش حريتك يا مساعد». وتتواصل الأسئلة والنقاش بينه وبين نشطاء سعوديين وخليجيين :« يا أستاذ جمال.. الفكر الإخواني لا يجمع بين الاعتزاز بالدين والوطن.. الوطن لديهم وثن وحفنة من تراب.. والرؤية لديهم للأمة فقط دون اعتبار للدول». وجاء رده :« غير صحيح ، فكرهم وكتبهم موجودة ، ابحث في جوجل وستجد ، هذا القول منتحل ، يؤمنون بالوطن ويبذلون له ويتطلعون إلى الأمة وهذا حال كل مسلم». وتابع السائل :« نزولا عند طلبك..بحثت فوجدت لسيد قطب منظر الإخوان( ما الوطن إلا حفنة من تراب عفن !!)هل يكفي؟». ليرد عليه قائلًا :« استمر في البحث ، سيد رحمه الله مثقف ثوري وأفكاره ليست منهج الإخوان ، اقرأ أكثر ، لعل اأحد متابعي يرسل لك رابط مقال شهير للبنا حول الوطنية». وهاجمه أحد السائلين قائلًا :« الإخوان باختصار شديد.. جماعة متطرفة جعلت الدين مطيّة لتحقيق أهدافها.. شعارها الغاية تبرر الوسيلة.. لا أحد يتفوّق عليها في الكذب والتلوّن!». ورد عليه :« هذا رأيك و حقك أن تحتفظ به، ولكن ثمة آخرين يؤيدون الإخوان ولو جرت انتخابات حرة بأي بلد عربي سيعطونهم أصواتهم، أليس الأفضل أن يتعايش الطرفين». وتابع :« إخوان الخليج والسعودية والمغرب لا يبايعوا أحد حتى من بينهم لأن في عنقهم بيعة لملك أو أمير البلاد ، ولا علاقة تنظيمية لهم بأحد خارج الوطن». واستطرد«خاشقجي»- وهو الكاتب الذي كان قريبًا من الديوان الملكي- :« الذي يمنع المنتمي للإخوان أو البعث أو حتى التبليغ أو ماشئت من تيارات وأحزاب من إعلان انتماءه أن النظام لا يسمح وليس حرجا منها، هو طلب للسلامة».