على الرغم من أنه يتبقى أقل من عام على إجراء الانتخابات الرئاسية المقلبة، المقررة في منتصف العام المقبل، إلا أنه لم تُحسم أي شخصية حتى الآن بشكل رسمي، عزمها خوض المنافسة على كرسي الرئاسة، ما أثار تساؤلاً حول الأسباب والدوافع التي تقف وراء ذلك. وبرز على السطح أسماء شخصيات من المحتمل خوضهم الانتخابات، أبرزها الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي الأسبق، لكن لا تخرج عن كونها تكهنات واجتهادات حتى الآن. وإلى جانب شفيق، تردد أسماء الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة سابقًا، المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، وحمدين صباحي، المرشح الرئاسي الأسبق للرئاسة، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب "مصر القوية"، والمحامي خالد علي ، والمحامي خالد العوضي، والدكتور عصام حجي، والدكتور مصطفى حجازي المستشار السياسي للرئيس السابق عدلي منصور. وشهدت الفترة الماضية، حملات تم شنها ضد المحتمل خوضهم سباق انتخابات الرئاسة 2018، فتم تلويث سيرة بعضهم، وإلصاق التهم والتشهير بآخرين، ونشر معلومات مغلوطة عنهم، كاتهام بعضهم بالحصول على تمويلات من الخارج، أو الانتماء وتمويل جماعات متطرفة، وغيرها من الوسائل التي تنتقص من رصيدهم. وقال السفير معصوم مرزوق، المرشح الرئاسي المحتمل، ومساعد وزير الخارجية الأسبق، إن "المناخ السياسي الحالي غير مشجع لأن يفكر أحد في الترشح، كما أنه مسمم لأي تفكير ديمقراطي". وأوضح ل "المصريون"، أن "التشهير والتشويه اللذين يتعرض لهما أي اسم يتردد أنه سيكون منافسًا للرئيس السيسي، يجعل الجميع يرى أنها لن تكون انتخابات نزيهة ولكنها ستكون معركة لقتل سمعته وتشويه سيرته"، متسائلاً: "ما فائدة خوض معركة وأنت تعلم أنها خاسرة من جميع الجوانب"؟ وأشار مرزوق إلى أن الحديث داخل مجلس النواب عن تعديل الدستور، لا سيما المواد الخاصة بفترة الرئيس في الحكم، يؤكد أن هناك نية مبيته لأن يستمر هذا النظام أطول فترة ممكنه، وعدم السماح لأحد أن ينافسه. وتابع: "لو أن هناك جدية لإقامة حياة ديمقراطية في مصر، لابد أن يعلن السيسي عن عدم ترشحه للانتخابات القادمة، ذلك للحفاظ على أحد مكتسبات ثورة الخامس والعشرين". ورأى أن "وجود شخص تقف خلفه جميع الأجهزة الرسمية ووسائل الإعلام وتدعمه وفي المقابل تشوه المنافسين له، كل ذلك سيؤدي إلى قتل فكرة التعددية السياسية وتداول للسلطة، منوهاً بأن النظام الحالي يعلم أنه حال السماح بحياة ديمقراطية، لن يحصل على 20% في الانتخابات القادمة، وذلك حال إجراؤها في موعدها". الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية قال إن "هناك شخصيات لاتريد الإعلان عن ترشحها بشكل رسمي، إلا قبل موعد إجراء الانتخابات بوقت قصير؛ لأنهم يرون أن قصر الوقت بين موعد إجرائها وبين الإعلان عن ترشحهم، سيفوت الفرصة على النظام لتشويههم والنيل من سمعتهم". ورأى دراج في تصريح إلى "المصريون"، أن "أحد أهم الأسباب التي دعت كثيرًا من المؤهلين لخوض انتخابات الرئاسة، للعزوف عن إعلانهم بشكل رسمي الآن، هو ما تتعرض له الشخصيات التي تم طرحها كمرشحين محتملين من هجوم". وأضاف: "السلطة الحالية تستخدم كافة الأساليب المشروعة وغير المشروعة بل وغير الأخلاقية؛ لتشويه المرشحين المحتملين، إذ أنها تلصق بهم التهم الكاذبة كالأخونة وتلقي تمويلات من الخارج، وغيرها من التهم، حتى تقضي عليهم". وقال إن "الحكم بالنسبة للبعض خدمة وليس مغنمًا كما يعتقد النظام الحالي؛ لذا هم يرون أنه من الأفضل عدم دخول تلك الدائرة التي تلوث سمعتهم وتشوه صورتهم". وتابع دراج: "عزوف البعض أو تأخر الإعلان ليس بسبب نقص الكفاءة أو عدم القدرة على المنافسة، كما يروج البعض، ولكن لكل شخصية خططها ورؤاها". وأشار إلى أن "مصر بها شخصيات كثيرة قادرة على قيادة تلك المرحلة والعبور بمصر إلى بر الأمان، فالرئيس السيسي لم يكن معروفاً بين قطاع عريض من المواطنين".