"حزب الوفد".. بمجرد ذكر الاسم يتذكر المصريون نضالا كبيرا حمل لواءه هذا الحزب العريق، الذي لم يؤسس تحت راية حاكم أو ملك، بل خرج من نبع ورحم الأمة المصرية بأكملها، فبذهاب سعد زغلول وصاحبيه على شعراوى وعبد العزيز فهمى إلى المندوب السامى البريطانى مطالبين بحق مصر فى الحرية، الأمر الذى دفع المصريين لعمل توكيلات التفويض فى نجوع مصر وقراها قبل مدتها، فخرج من رحم الأمة هذا الحزب الذى تولى رئاسته كبار سياسى هذا البلد وعلى رأسهم مصطفى النحاس، ومكرم عبيد، وسراج الدين. لكن ما آل إليه حزب الوفد الآن من صراعات بين قادة الحزب أصبح لا يرتقى لمكانة الحزب العريقة فى نفوس المصريين.
حزب الود والعودة من وراء: بعودة الحياة الحزبية فى مصر مع عودة التعددية الأحزاب فى سبعينيات القرن الماضى، وانتهاء الحزب الاشتراكي "الحزب الأول والأخير" للدولة قام فؤاد سراج الدين فى يناير 1978 بطلب السماح لحزب الوفد بممارسة العمل الحزبى العلنى ومع رفض السادات القاطع، إلا أنه فى النهاية حصل الوفد على موافقة لجنة الأحزاب لتأسيسه فى 4 فبراير 1978، ولكن استمرت عملية تمزيق الحزب بعد ذلك ما دفعت قادة حزب الوفد إلى إعلان تجميد الحزب طواعية. اعتقال "فواد سراج الدين": بعد إعلان تجميد الحزب واعتقالات سبتمبر الشهيرة التى ألقى فيها السادات على جميع معارضيه وزج بهم فى السجون، وكان اعتقال "فؤاد سراج الدين" رئيس حزب الوفد الجديد ضمن المعتقلين، ولكن سرعان ما أفرج عنهم بعد تولى مبارك عقب اغتيال السادات، ومن ما انتهز الوفد الفرصة سريعًا، وأعلن عودته إلى العمل السياسى ووقف القرار السابق بتجميد الحزب، وفى أغسطس عام 2000 توفى رئيس الحزب "سراج الدين"، وانتخب من بعده نعمان جمعة رئيسًا للحزب حتى إبريل 2006. القتل اللذيذ: باعتلاء نعمان جمعة، رأس الحزب، لم يرض أعضاء الحزب عن أدائه، حتى استقال فى عهده عدد كبير من القيادات الحزبية والشخصيات التى يعتبرها الوفديون رموزًا وفدية بالإضافة لعدم اقتناع الأعضاء بة كبديل ل"سراج الدين"، ما أدى إلى عقد اجتماعات ووضعت الثقة فى اختيار محمود أباظة خلفًا له فرفض نعمان جمعة الاعتراف بهذه الإجراءات ولجأ للقضاء الإدارى الذى منحه حكمًا ببطلان إجراءات عزله وظلت تلك الأزمة متواجدة بين الطرفين حتى شهد الحزب انتخابات جديدة وفاز بها الدكتور السيد البدوى فى مواجهة محمود أباظة، ليدخل أباظة صراعًا آخر ضد "البدوي" بعدما خسر الانتخابات أمامه. أزمة البدوى وبدراوي: بانتخاب السيد البدوى رئيسًا لحزب الوفد عام 2006 استمرت الأمور على طبيعتها حتى بدأت الأزمة بعد قرار الحزب، بفصل عدد من الأعضاء المتورطين فى التمويل الأجنبى والذى يملكون جمعيات بالمخالفة للقانون، وعلى أثرها اقتحم فؤاد بدراوي، وعدد كبير من أنصاره مقر حزب الوفد بالدقى اعتراضًا على طريقة إدارة السيد البدوى للحزب وأغلق أنصار "بدراوي" البوابة الرئيسية لمقر حزب الوفد، ووضعوا أمامها لافتات مكتوبًا عليها: "ممنوع دخول السيد البدوي"، وبعد حدوث مناوشات قرر "البدوى" فصل فؤاد بدراوى فأعلن بعدها الأخير عن تأسيس تيار إصلاح الوفد، وإعلان النضال ضد السيد البدوى. تدخل الرئيس "السيسي"لحل الأزمة: احتشد الكثير من الأعضاء ضد الإطاحة ب"البدوي"من رئاسة الحزب وطالبوا بإجراء انتخابات نزيهة ومبكرة، وأكدوا أنه طبقًا للائحة فيتولى المستشار بهاء أبو شقة رئاسة الحزب لحين حودث الانتخابات، وتدخل الرئيس "السيسي" لاحتواء الأزمة وتم حلها بشكل مؤقت إلا أنها ما زالت سارية. "تيران وصنافير" واستقالة أبو شقة على خط الأزمة: تقدم بهاء الدين أبو شقة، السكرتير العام لحزب الوفد باستقالته من منصبه، بعد مهاجمة الوفديين عليه بسبب موافقته على "ترسيم الحدود بين السعودية ومصر"والمعرفة باسم "تيران وصنافير"، وأيضًا البحث عن شخص غيرة بسبب ارتباطاته الكثيرة منها البرلمان وأيضًا مكتب المحاماة الخاص بة وهو ما حسم الجدل بإعلانه التقدم باستقالته بشكل رسمي . استقالة اللواء محمد إبراهيم : أعلن اللواء محمد إبراهيم، مساعد رئيس حزب الوفد، استقالته واعتزاله العمل السياسى، وذلك على خلفية حالة من التراشق، وتبادل الهجوم، بين عدد من قيادات حزب الوفد .
وكتب إبراهيم على صفحته: "حينما يكتب الأستاذ محمد عبد العليم على صفحته عبارة: مدارس القهر والتعذيب والفساد تلقى دروس العظة للوفديين.. رحم الله خالد سعيد.. وجحم الحزب الوطنى الهالك.. وذلك ردًا على ما كتبته الليلة وما دعوت له من ضرورة التدخل من قبل رئيس الحزب وسكرتيره العام.. يعلم الله ما سطرته نابعًا من حبي للوفد.. وقراءتى للمشهد.. أشعر الآن أننى تواجدت فى مكان خطأ.. ووقت خطأ.. وأعلن أمامكم الآن.. وبصفة نهائية اعتزالى العمل السياسى نهائيًا بالأحزاب السياسية.. واستقالتى من الوفد وجميع المناصب التنفيذية به.. احترامًا لذاتى وكرامتى وحفاظا على تاريخي.. وأشكركم جميعا لتحملكم لى فترة وجودى بينكم.. متمنيًا لكم التوفيق.. ربنا معاك يا د.سيد".