المكان: هو إحدى قرى دلتا مصر، والزمان: منذ فترة قصيرة، أما الحدث: فهو جريمة ماجنة كادت أن تُفضي إلى كَبيرة وتتسبب في هتك عِرض طالبات عفيفات لم يتجاوز عمرهن السادسة عشر عاماً ، لولا عناية الله، الذي هو لطيف بعباده!! ومَنْ الجُناة: إنهم مجموعة من الشباب المِعْوَجْ سلوكه ، كأنهم في العِقد الثالث من أعمارهم، ربما أن بعضهم لم يُكمل تعليمه، من بينهم متزوجون، ساقهم شيطانهم المريد، لأن يتجرأوا ويتعرَوا كيوم والدتهم اُمهاتهم، ثم يختبئوا ليلاً بين الزروع وأشجار الجنائن، كي يُطاردوا الطالبات العائدات من دروسهن التي يتلقينها بالبلدة التي تجاور بلدتهن، بغرض أن يُشبع هؤلاء العُراة، شهواتهم الجنسية !! حاول الذئاب البشرية ، الإمساك بأجساد الفتيات، بينما كانت الفتيات يجرين في هلع وفزع، باكيات صارخات، مستنجدات بمن يسمع بهن فيُخلصهن من براثن الأوغاد الدياييث، الذين خططوا لاغتيال شرف مراهقات بريئات ، لا حول لهنَ ولا قوة!! ومع الجري بجنون لأجل الفرار بأعراضهن، تفرقت الفتيات في الظلام الدامس، كل جميعهن شغلهن شرفهنَ وسيرهنَ ، فأسرعت كل واحدة منهن ، لتبحث عن مأوى يؤيها، بينما استطاع أحد العُراة الإمساك بإحدي الفتيات ، وقام بشدِها داخل أحد الحقول الزراعية، مُحاولاً مراوضتها عن نفسها بالقوة، ولكن الفتاة ظلت تقاومه بكامل عافيتها، حتى كادت أن تفقد وعيها من شدة توسلاتها ونياحها، ولكن هذا الكاشف لعورته ، لم يكن يرى أمامه إلا شهوته، ومُتعته الحرام، غير مبالٍ، بما يُمكن أن يحدث من مقت وفاحشة، قد تؤذي عِرض هذه الفتاة .. ومع كثرة صراخها، ارتعدت فرائس هذا الجبان، وتركها وفر هارباً، خوفاً من أن يسمع بصراخها أحد، فيُفتضح أمره. أما باقي الفتيات، فلم يتوقفن عن الجري في الطرقات الضيقة المُظلمة، وقد بُحَت أصواتهن صراخاً، وهُنَ مرتعشات مضطربات من تعقب شياطين الإنس لهن.. حتى شاء القدر الرحيم، أن يمُر شخص ما، مُستقلاً دراجة بخارية، فيضيء أنوار دراجته البخارية، فيرى بالصُدفة، العُراة وهم يتعقبون البنات، وسماعُه لهول صراخهن، فإذا بالمجرمين، يسارعون بالهرب والاختفاء وسط الزروع، قبل أن يتعرف سائق الدراجة البخارية عليهم، فتصبح فضيحتهم على رؤوس الأشهاد !! وبعد عناء من الجري، وصلت البنات إلى قريتهن، وهُنَ في حالات نفسية يُرثي لها، بينما خرج الأهالي من بيوتهم على صرخات بناتهم، وتكاد دقات قلوبهم أن تتوقف من سوء الحالة التي يظهر عليها فتياتهم، وهم لا يملكون تفسيراً لصراخ وعويل فلذات أكبادهم .. يتساءلون فيما بينهم عن الطامة الكبرى التي حولت هدوء هؤلاء الفتيات وسكوهن ذهاباً وإياباً لدروسهن، إلى ما هُم عليه الآن، من صياح وبكاء هستيري!! سارع الأهالي باحتضان بناتهم، يبكون على بكائهن، ينصحونهن بالهدوء، ليحكين ما حدث لهن وتسبب في إصابتهن بحالة انهيار عصبي.. وبعدما هدأت الفتيات، أخبرن أهالي القرية بما حدث معهن من محاولات لاغتصابهن بالقوة، بواسطة بعض العُراة، حامدات الله على بقائهن عذارى وأبكاراً حتى تلك اللحظة. كانت صدور الأهالي تتأجج غضباً، وهم يستمعون لما تروينه فتياتهم من واقعة مريرة، لا تحمل إلا الخَسَة والندالة، بينما توعدت الأهالي بشر انتقام لسيرة وسُمعة فتياتهن الريفيات، اللاتي لم يتعلمن العيب قط، ولم يأتين به من قبل.. ولحسن الحظ استطاعت إحدى الفتيات أن تدلي بأوصاف أحد المشتركين في تلك الجريمة. وهنا تدخل بعض كبار القرية، واقترحوا إقامة جلسة عرفية، لتعنيف عُراة الليل وتأديبهم على جُرمهم، وتعويض الفتيات مادياً ومعنوياً، وبالفعل تم الإتيان بالمجرمين في حق العفيفات، وحُكِمَ عليهم بالتعويض المالي، جزاء جُرْمهم.. وأثناء إقامة المجلس العرفي، قام الأهالي بإشباع الجُناة بالضرب الشديد المُبرح ، حتى كادوا أن يَهلكوا وتفيض أرواحهم من شدة الضرب، لولا تدخل البعض لإنقاذهم. أما أنا، فقصدت بأن أبعث برسالة شديدة اللهجة، معاتباً الشخص الذي اقترح بحل مشكلة الفتيات من خلال مجلس عُرفي داخل القرية، فالمال الذي حَكَمَ به أعضاء المجلس العُرفي، لن يُعوِضْ الفتيات حجم الخوف والفزع العظيمين، الذي أصاب قلوبهن، ولقد كان الأصوب تقديم هؤلاء البُغاة للعدالة، فالسجن أو الإعدام أو الجلد كان أحدهم هو شر الجزاء لعُراة الليل، الذين كادوا أن يستحلُوا فروج الأبكار، بعدما كانوا قاب قوسين أو أدنى من الوقوع في الزنا . وأما دولة القانون الجنائي، فعليها أن تُشرع قوانين صارمة تجعلها لمواجهة جرائم "الشروع في الزنا"، أو"محاولات الاغتصاب"، أو " تجريح الأعراض " لتُعاقب بها كل باغِ على عِرض .. فما أبشع أن تفقد البنت عُذريتها بغياً وبغير رضاها! وأما هؤلاء الفتيات اللائي خرجْن ليلاً لنيل العلم، فإنني اُحمِل أهليهن المسئولية العظمى لما حدث، لسماحهم لبناتهم بمغادرة بيوتهن في الظلام، للذهاب بعيداً لأماكن دروسهن، بلا أنيس ولا رفيق لهم كأخ أو أب مثلاً، كي يُرافقهم ذهاباً وإياباً.. فكيف وافق رب الأسرة بأن تخرج ابنته في الظلام وتسير طويلاً من بلدة إلى بلدة أخرى، دون خشيته أن يصيبها أي مكروه؟! ، إن أنوار النهار كلها طمأنينة لأي فتاة، تريد أن تتحرك إلى مدرستها أو أي مكان آخر، متمتعة بأمن لا يعقبه خوف.. حمى الله أعراض بناتنا من غدرأهل اللئام والشهوة الحرام . [email protected]