طالبت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية الرئيس حسني مبارك بتشكيل حكومة نظيفة وتبني سياسات فعالة يريدها الشعب بدلا من القلق من جماعة الإخوان المسلمين. وقالت الصحيفة المسيحية إن أفضل طريقة لضمان عدم صعود جماعات مزعجة تقصد جماعة الإخوان فإن الزعماء مثل مبارك عليهم تبني حكومة نظيفة وسياسات فعالة يريدها الشعب. وقالت: بدلا من القلق من طرف آخر كثيرا، فعليهم إلقاء نظرة فاحصة في أدائهم. جاء ذلك في افتتاحية الصحيفة التي سلطت فيها الضوء على الفوز التاريخي الذي حققته جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية التي تشهدها مصر في الوقت الحالي وهو الفوز الذي دفعها أيضا إلى التساؤل: هل يجب على النظام المصري منح الشرعية للجماعة "السياسية الاجتماعية ذات الشعبية التي تسعى للحكم بالشريعة الإسلامية؟". واعتبرت الصحيفة أن الاستجابة لمطلب جماعة الإخوان بتحولهم إلى حزب سياسي يوضح الخطر من دفع الدول العربية نحو الديمقراطية. وقالت الصحيفة إنه من الواضح حتى الآن أن تطبيق الديمقراطية في الشرق الأوسط ينطوي على تعقيدات. فرأت أن تشجيع انتخابات حرة وعادلة، على سبيل المثال، يفتح الطريق أمام المنظمات الإسلامية المزعجة للمشاركة، مثلما حدث في الانتخابات البرلمانية المصرية وسيحدث في الانتخابات العراقية الشهر المقبل والانتخابات الفلسطينية في يناير. وأضافت الصحيفة أن الخطر من جماعة الإخوان المسلمين في مصر أنها إذا حصلت على السلطة الكافية فإن ثمة مخاوف من أنها قد تتخلص من الدولة العلمانية مثلما حدث في إيران. مشيرة إلى أن جماعة الإخوان على الرغم من نبذها العنف وتعريف نفسها بأنها معتدلة وتحترم صندوق الانتخابات فإنها تدعم أيضا تطبيق الشريعة الإسلامية. أشارت الصحيفة إلى أن منح الشرعية لجماعة الإخوان يعد مسألة حساسة للغاية وهو ما جعل وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، رغم مطالبتها لمبارك بفتح العملية السياسية، تبتعد عن اتخاذ موقف علني أو صريح من الجماعة وقالت إن القرار يعود للحكومة المصرية.