دق الرئيس السوداني عمر البشير ناقوس الخطر، محذرًا من أن احتمال انهيار سد النهضة الإثيوبي سيمثل كارثة للسودان، وتأكيده أن موعد ملء البحيرة يحتاج إلى الالتزام بالمواقيت الزمنية، الأمر الذي لطالما عبر خبراء الري في مصر عن المطالبة به خوفًا من انعكاسات بناء السد على دولتي المصب. وقال حسام رضا, الخبير بالشأن المائي, إن "الأرض التي يقام عليها السد منقطة غير مؤهلة للبناء عليها, ويعرف عنها أنها منطقة الزلازل, وهو ما حذر منه أيضًا خبراء سودانيون قبل أن تشرع إثيوبيا في بناء السد", مشيرًا إلى أن "تصريحات الجانب السوداني باتت غير مفهومة". وأضاف رضا ل"المصريون": "إثيوبيا تنوي تخزين 74 مليار متر مكعب من المياه، وهذه الكمية ضخمة، وتشكل خطورة كبيرة جدًا وتهدد بانهيار السد الذي تم بناؤه على أرض غير مستقرة". وأوضح أن "السودان يقع بالقرب من منطقة السد, وانهياره بالفعل سيحدث أضرارًا جسيمة بالمناطق السودانية التي تقع بالقرب منه, وسيزيل كل مَن يقع في وجهه". وقال إن "مصر لن تتأثر بقدر السودان حال انهيار السد, نظرًا لبُعد المسافة الكبيرة, كما أن المياه الزائدة التي ستأتي إلى مصر من السودان بعد الانهيار سيتم تحويلها من قبل الجانب المصري إلى "مفيض توشكى" المتواجد خلف السد العالي بأسوان مباشرة". وحول التأييد المطلق من جانب السودان لبناء السد الإثيوبي, أشار الخبير المائي إلى أن "هناك اتفاقيات موقعة بين الخرطوموأديس أبابا لكنها غير معلنة, تصب في مصلحة السودان، وتتمثل في إنشاء قناة مائية خلف السد تستقبل السودان المياه من خلالها, بالإضافة إلى أنه سيحصل على الكهرباء التي سيولدها السد بسعر التكلفة". وخلال اللقاء مع رئيس وزراء إثيوبيا، هايلي ماريام ديسالين، قال البشير إن تلك المخاوف انتهت، بعد أن تلقت الخرطوم تضمينات من أديس أبابا بإجراء تعديلات جوهرية على جسم السد, مؤكدًا الالتزام باتفاقية 1959، التي قسمت مياه النيل بين مصر والسودان، وحصة مصر من مياه النيل لن تتأثر بقيام سد النهضة. وقال الدكتور عبدالله الأشعل, مساعد وزير الخارجية الأسبق, إن "التصريحات السودانية لم تعد مفهومة, وأصبحت تثير الدهشة في كثير من الأحيان والمواقف, فتارة يتحدث عن أن الأمن القومي المصري جزء لا يتجزأ من أمن مصر, وتارة يثير جدلاً واسعًا بتصريحاته حول المثلث الحدودي". وأوضح ل"المصريون"، أن "عدم الشفافية والتكتم بين البلدين يخلق العديد من الشبهات وخطورة الفترة المقبلة من ناحية سد النهضة الإثيوبي, ما يعيد فتح الملفات والقضايا الخلافية مجددًا", مشددًا على أنه "ليس من مصلحة البلدين حدوث أي خلاف جديد قد يؤجج القضايا الخلافية بين الجارتين". وحول جولة الرئيس عبدالفتاح السيسي الأخيرة في عدد من الدول الإفريقية, قال الأشعل: "ربما يكون هناك شيء ما حدث زاد من تأزم الأمور المتعلقة بملف السد؛ فالتكتم الأخير والتصريحات الغامضة تثير العديد من القلق والشكوك, لذا أعتقد أن السيسي حاول في جولته الأخيرة صنع صديق إفريقي جديد في كل من تشاد, وتنزانيا، ورواندا، والجابون, بهدف الضغط على إثيوبيا حال تعنتها وعدم مراعاة حق مصر في المياه". ومنذ أن شرعت إثيوبيا في بناء السد على مجرى النيل وتخشى مصر أن يحدث لها ضرر، بحصتها في مياه النهر، البالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويًا.