لحظات فارقة عاشها الرئيس المخلوع حسنى مبارك ونجلاه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلى ومساعدوه داخل قفص الاتهام فى الجلسة التاريخية التى جاءت بعد عام ونصف من الانتظار وكتم الأنفاس، وعلى الرغم من المحاولات المستميتة من مبارك وأبنائه على إخفاء تعبيراتهم وكتم مشاعرهم القلقة إلا أن الجلسة المذاعة على الهواء مباشرة كشفت وجهًا آخر لمتهمين قضوا شهورًا خلف القضبان فى انتظار اللحظة الفارقة. "علاء لم يستطع إخفاء قلقه وتوتره، ومبارك ذو وجه حجرى ونظارته السوداء أخفت ما يدور بمخيلة الرئيس"، هكذا وصف الدكتور أحمد نايل أخصائى العلاج النفسى حال المتهمين خلف قفص الاتهام، قائلاً على الرغم من محاولة جمال مبارك أن يبدو ثابتًا واثقًا من نفسه محافظًا على ثباته الانفعالى إلا أن التوتر والقلق بدا بوضوح على شقيقه علاء الذى لم يستطع أن يدارى نظرة الترقب والقلق التى برزت فى عينه بوضوح فضلاً عن حركته المستمرة فى مكانه والتى أكدت الاضطراب الشديد الذى كان يعانيه علاء وسيطرة حالة من القلق الكبيرة عليه. بينما حاول الأب الرئيس السابق أن يخفى عن الشعب المصرى فى آخر مرة يراه فيها قبل أن يذهب إلى سجن طره مدعيًا حياة الرفاهية بالمركز الطبى العالى ملامحه، وبدا هادئًا ظاهريًا، إلا أن ملامح وجهه بدت أقرب لملامح صخرية ومتحجرة إلى جانب إخفاء عينه جعلنا لا نستطيع أن نصل إلى مشاعره الحقيقية ونرصدها. وأضاف نايل فى تحلليه ل"المصريون" أن وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى رغم حفاظه على الثبات الانفعالى وإخفاء لغة الجسد إلا ن عينه فضحت ما يخفيه من مشاعر قلق شديد واضطراب، فيما بدا على مساعديه التوتر منذ اللحظات الأولى التى تلا فيها القاضى بيانه والتى كانت أثقل ما تكون من لحظات فارقة على جميع المتهمين خاصة مساعدى العادلى، والذين كانوا أكثر ترقبًا وتوترًا دون الجميع حتى بعد النطق بالحكم وحصوله على البراءة لم يتمالكوا مشاعرهم، ومنهم من انخرط فى نوبة من البكاء.