قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن حرية الرأي مكفولة أكثر مما ينبغي في مصر خاصة في الإعلام والتلفزيون، موضحًا أن حقوق الإنسان وكرامة المواطن حق لكل مصري. وحذر السيسي في حواره مع الإذاعة الألمانية "دوتش لاند فونك" من استغلال سد النهضة سياسيًا، رافضًا تقييم مصر بالمعايير الأوروبية نظرًا للفارق الكبير بين أوروبا وأفريقيا، غير أن مصر تقترب من ألمانيا في التخطيط والتنظيم. حرية الرأي مكفولة أكثر مما ينبغي وعن حرية الرأي قال الرئيس عبدالفتاح السيسي حين تتابعوا مصر ووسائل الإعلام والقنوات التلفزيونية والصحافة والجرائد والصحف على مدار الأسبوع، ستتأكدون من مدى الحرية التي يتمتع بها الناس في التعبير والنقد، ففي مصر يتحدث الناس عن كل المواضيع الممكنة بحرية وبصراحة دون تدخل من أحد، سواء إن تحدثنا عن التلفزيون والصحافة، وإذ تتابعتم كل هذا ستتأكدون من أن الحرية مكفولة أكثر مما ينبغي. الكلمة الأخيرة للقضاة من المهم أيضًا أن يكون هناك توازن بين كفالة حقوق الإنسان والحفاظ على الأمن ووحدة البلاد، نحن بلد تعدد سكانه93 مليون نسمة وإذا انهارت مصر، سترون أن الناس في مصر سيضطرون إلى الهروب واللجوء في أي مكان، وأنتم شاهدتم بأنفسكم كمًا من اللاجئين السوريين وغيرهم من دول عربية أخرى قدموا إلى أوروبا وألمانيا في السنوات الأخيرة، وهم الآن يعيشون في مخيمات للاجئين عديدة في بلاد مختلفة، ولهذا أريد أن استغل الفرصة لأعبر عن احترامي للحكومة الألمانية؛ إذ تميز قرارها باستقبال اللاجئين بالشجاعة والكرم والنبل. وتابع السيسي: "في الوقت نفسه أريد أن أجنب بلدي من الانهيار وأحمي شعبي، "الشعب المصري"، ولكن هذا لا يعني أنني أغفل حقوق الإنسان، ولكن من الضروري أيضًا أن تعرفوا أن كثيرًا مما يقال غير حقيقي وغير دقيق؛ فدولتنا دولة مدنية، ومن يتابعنا يعرف أن للقضاء الكلمة الأخيرة؛ فلا أحد يتدخل في الأحكام التي يصدرها القضاة"، على حد وصفه. يتم التصدي لتجاوزات الشرطة كلها وعن تجاوزات الشرطة أشار "السيسي" إلى أن كل التجاوزات، أيًا كانت، يتم التصدي لها قانونيًا، فهذا مبدأ وحماية كرامة الإنسان حق مكفول لكل مواطن، ولكن في الواقع ينتظر منا الكثير من العمل لتأمين الدولة المصرية، أنتم تعرفون كم عدد الهجمات الإرهابية في مصر التي ارتكبت في السنوات الثلاث الأخيرة؛ ولهذا يلقى على عاتق قوات الأمن، أي الشرطة، أعباء كبيرة، فهم تحت الضغط على مدار 24 ساعة في اليوم، حتى لا يحدث مكروه للمواطنين، وهذه مهمة صعبة . وشدد الرئيس على أن كل التجاوزات يتم التصدي لها قانونيًا، فلا أحد فوق القانون، حتى وإن كان رئيس الجمهورية، فكل واحد عليه أن يحترم القانون وأن يخضع لمحاسبته. لا يجب استغلال سد النهضة سياسيًا وفيما يخص سد النهضة علق الرئيس بأننا انتهجنا طريقة عملية وموضوعية، أساسها أنها تضع مصالح جميع الأطراف في عين الاعتبار، مشيرًا إلى أن مصر دخلت في حوار مع الأشقاء الإثيوبيين منذ توليه المنصب، مصرحًا بأننا اتفقنا على ضرورة تنمية إثيوبيا وأكدنا على حقها في ذلك، ولكن أيضًا عليهم أن يتفهموا أمورنا؛ إذ إن المصريين يعيشون فقط على مياه النيل، ولهذا فهم عليهم بناء سد النهضة، ولكن دون أن يهدد ذلك مواردنا المائية، ولا يجب ألا يؤثر على بحيرة السد سلبيًا، وشدد على أن مصالحنا يجب ألا تضر، موضحًا أنه لا يجب استغلال السد لأهداف سياسية. مصر تقترب من أوروبا في التنظيم وعن أموال المساعدات الألمانية والأوروبية قال الرئيس إن الرأي العام الأوروبي والألماني لديه رؤى مختلفة ويقيم الأمور بالمعايير الأوروبية، وهذا طبيعي وواضح جدًا، ولكن عليهم أن يعرفوا أن هناك فارقًا كبيرًا بين أوروبا وألمانيا وبين أفريقيا، نحن لسنا بعيدين عن أوروبا وألمانيا فيما يخص التنمية والتخطيط والتنظيم. ولكن من الظلم أن يتم تقييمنا بالمعايير الأوروبية، حيث إننا لسنا متقدمين مثلكم، والألمان يريدون دائمًا معرفة أين تذهب أموالهم بالضبط، أموالكم يتم إنفاقها في القنوات السليمة، عليكم أن تفهموا: نحن نتحدث عن أكثر من 50 دولة أفريقية، نحتاج إلى مليارات لإعادة بناء تلك الدول، فليس هناك مواصلات ولا شبكة نقل ولا شبكة سكك حديدية بين الدول الأفريقية حتى بين الدول المجاورة بعضها البعض.