سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السيسي في حوار مع شبكة «ARD» الألمانية: أحافظ على بلدي.. أي تجاوز يتم التعامل معه بالقانون.. ليس لدينا مصدر مياه سوى «النيل» وعلى إثيوبيا تفهم الأمر.. والمصريون متقبلون تكلفة الإصلاح الاقتصادي المؤلمة
أجري الرئيس عبد الفتاح السيسي في ختام زيارته لألمانيا، حوارا مع شبكة ARD راديو "داتشلاندفانك". واستعرض الرئيس السيسي مستجدات الساحة الداخلية والخارجية وجهود الحكومة في عملية الإصلاح الاقتصادي والتنمية فضلا عن تناوله الرؤية المصرية في حل عدد من القضايا والأزمات التي تمر بها دول المنطقة وعلى رأسها أزمات سوريا واليمن والعراق وليبيا وفلسطين وجهود مصر في مكافحة الإرهاب. فرص الاستثمار وقال الرئيس السيسي إن ألمانيا ومستثمريها لديهم فرصة كبيرة في محور قناة السويس لأسباب كثيرة أهمها أن قناة السويس ممر رئيسى للتجارة العالمية حيث أن نحو 20% من تجارة العالم تمر من هذه القناة. محور قناة السويس وأضاف أن منطقة محور قناة السويس تضم 6 موانئ ومنطقتين صناعيتين ولها قانون استثمار خاص بها، مشيرا إلى أن البنية الأساسية للمنطقة تم تطويرها خلال السنوات الثلاثة الماضية بشكل يمكنه تلبية مطالب المستثمرين بالإضافة إلى أن هناك بيئة تشريعية وإطارًا قانونيًا يحافظ على حقوق المستثمرين علاوة على ذلك فإن مصر تعد سوق كبيرا يضم نحو 100 مليون شخص ويتعامل مع أسواق أفريقيا والمنطقة العربية ما يقرب من نحو 1.6 مليار نسمة فضلا عن اتفاقيات التجارة الحرة مع المنطقتين الأفريقية والعربية، لافتا إلى أن العمالة المصرية تتسم بالكثير من القدرات وتكلفتها المالية لا تقارن بأى تكلفة أخرى. المؤتمر الألمانى الإفريقى وردًا على سؤال بشأن انطباع الرئيس السيسي عن مشاركته في المؤتمر الألماني الأفريقي ومدى نجاحه قال السيسي:" إننى أكن كل التقدير للشعب الألمانى. وأوضح أن عوامل نجاح المؤتمر تجلت في الجهد الكبير الذي بذل في فعاليات المؤتمر والعمل لمدة 10 ساعات متواصلة من جانب المستشارة أنجيلا ميركل والوزراء ورجال الأعمال الألمان. الشخصية الألمانية وأضاف "السيسي": إن "هذا النشاط أكد لى أن الشخصية الألمانية التي تتسم بالجدية والمسئولية والمثابرة كانت حاضرة بقوة في هذا المؤتمر"، موضحا أنه تم طرح كل القضايا مع القادة الأفارقة بمنتهى الوضوح والشفافية. نجاح الفكرة وتابع: "من يقوم بتجهيز هذا المؤتمر بهذه الطريقة ومستعد للعمل أكثر من 10 ساعات بهذه الجدية وحريص على نجاح الفكرة والدعم وتقدم المساندة للدول الأفريقية". الهجرة غير الشرعية وبشأن الهجرة غير الشرعية لأوروبا قال السيسي:" فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية فأنا أتحدث للشعب الألمانى من خلالكم الناس ترغب في الهجرة من بلادها من أجل الأفضل وهو موجود لديكم ممثلًا في توافر فرص عمل وحياة أفضل". مجابهة الظاهرة وأضاف الرئيس:" لو استطعنا مجابهة الهجرة غير الشرعية من خلال إستراتيجية شاملة لتوفير فرص عمل كثيرة وتحقيق التنمية في هذه البلدان بما فيها مصر وكل الدول الأفريقية فسنعطى أملًا لشباب أفريقيا الذي يمثل أكثر من 50 % من سكان القارة"، مشيرا إلى أن التنمية والتعليم وتوفير فرص العمل هي السبيل لمجابهة الهجرة غير الشرعية بالإضافة إلى الإجراءات الأمنية المطلوبة على امتداد الحدود وسواحل البحر المتوسط. وأكد أن ألمانيا والدول الأوروبية تستطيع أن تقدم الكثير لكى تعطى أملًا لأفريقيا يجعل شبابها لا يفكر في مغادرة بلاده. الإصلاح الاقتصادي وردا على سؤال بشأن وجود بعض المخاوف جراء تحمل المواطنين أعباء تبعات إجراءات الإصلاح الاقتصادى قال الرئيس السيسي: " إننى أوجه تحية وتقدير للشعب المصرى لأنه يرغب في تغيير الواقع الذي يعيش فيه ويأمل في مستقبل أفضل ولذلك فهو متقبل التكلفة المؤلمة للإصلاح الاقتصادى لأن الشعب واثق في إننا جادين في خطوات الإصلاح الاقتصادى التي سيكون الوضع في نهايتها أفضل ليس لهم فقط ولكن للأجيال القادمة". وأضاف:" لكن يجب أن نكون منصفين فحين نتخذ إجراءات للإصلاح الاقتصادى نتخذ معها إجراءات أخرى لحماية المجتمع حتى لا يتحمل ضغوطا هائلة، وقد قمنا بهذه الإجراءات خلال العاميين الماضيين وهناك حزمة أخرى من الإجراءات التي تهدف لتقليل العبء على الطبقات محدودة الدخل في مصر نحن لا يمكننا أن نطالب الشعب المصرى بالتحمل إلى ما لا نهاية لكننا نقول أنه تحمل ونشكره وهو مدرك لتكلفة الإصلاح الضرورى ولكننا كدولة علينا مسئولية أن نخفف عنهم ما أمكن ذلك". حقوق الإنسان وفيما يتعلق بأوضاع حقوق الإنسان في مصر أجاب الرئيس السيسي:" نحن لدينا التزام تجاه شعبنا، ونحن نحترمه ونحبه ونخاف على حقوقه ونحافظ عليها وأنا أحاول أن أقوم بعمل توازن حقيقى بين الحفاظ على حقوق الإنسان وبين الحفاظ على الدولة كلها". 93 مليون نسمة وتابع:" نحن شعب يصل إلى 93 مليون نسمة ولو دخلت الدولة في الفوضى، سيصبح هذا الشعب عبارة عن لاجئين ومشردين ويصعب على أحد أن يساعدهم وكما نرى في الأعوام الثلاثة الماضية عدد اللاجئين الكبير الذين تحركوا من سوريا إلى معسكرات اللاجئين في العديد من البلدان ومنها ألمانيا وأحب أن أشكر القيادة الألمانية على الإجراءات الشجاعة والكريمة والنبيلة تجاه اللاجئين". دولة قانون وتابع: "أنا أريد أن أحافظ على بلدي، ولا بد أن أحافظ على شعبنا.. وهذا لا يعنى أن أتجاوز في حقوق الإنسان توجد دولة قانون في مصر ومن يتابع أوضاعنا سيجد أن القضاء هو الذي يحكم ولا أحد يستطيع أن يتدخل في أحكام القضاء في مصر". دور الإعلام الألماني وفي رده على أوضاع حرية الصحافة والتعبير في مصر، طالب الرئيس السيسي الإعلام الألمانى بمتابعة ما يقدمه التليفزيون والصحف المصرية وترجمتها، لمعرفة حجم النقد والتوجيه الذي يقوم به الإعلام سواء راديو أو تليفزيون أو صحف وحديثه في جميع الموضوعات بشفافية دون أي تدخلات. الشرطة المصرية وردًا على سؤال حول دور الشرطة المصرية قال الرئيس السيسي:" أي تجاوز يتم التعامل معه في إطار القانون لأن حق الموطن والحفاظ على كرامته أمر ضرورى نحن حريصون عليه جدا موضحًا أن مصر تعرضت في الثلاث سنوات الماضية لعدد من الحوادث الإرهابية". وأضاف:" قوات الأمن تقوم بالحماية وبكافة الإجراءات، ويقع عليها عبء كبير ماديا ومعنويا قوات الأمن تتحمل ضغوطًا كبيرة منذ ثلاث سنوات حتى لا يقع عمل إرهابى ضد أي شخص مصرى أو منشأة مصرية وأؤكد مرة أخرى أن أي تجاوز يتم التعامل معه وفقا للقانون ولا أحد في مصر فوق القانون بدءا من رئيس الجمهورية وأى شخص في مصر يخضع ويساءل بالقانون". تطوير الجهاز الشرطى وحول ما إذا كان لألمانيا المساعدة في تطوير الجهاز الشرطى في مصر قال الرئيس:" ألمانيا تستطيع أن تساهم كثيرًا بخبراتها وبقدرتها في دعم قدرات قوات الشرطة بالشكل الذي يجعلها تؤدى مهمتها بشكل احترافي". سد النهضة وعن رؤية الرئيس للوضع مع إثيوبيا وخصوصا بشأن "سد النهضة" الذي يمثل مشكلة كبيرة لدى مصر قال الرئيس:" أخذنا مسارا يتسم بالموضوعية وإعلاء المصلحة في هذه المسألة وكان نقاشنا مع أشقائنا الأثيوبيين منذ أن توليت المسئولية وكنت حريصًا على أن نتفهم أهمية التنمية للشعب الإثيوبى وعلى الجانب الآخر عليكم أن تعرفوا أنه ليس لدينا مصدر للمياه سوى نهر النيل وتم بناء حضارة مصر كلها على هذا النيل، وبالتالى فإن المياه بالنسبة لنا أكثر من حياة وبدونها لا حياة في مصر والجانب الإثيوبى تفهم ذلك، واتفقنا على أن يكون هناك تفهم من جانبنا لبناء السد مقابل أن هذا السد لا يؤثر على مصر وحصتها المائية ولا يؤثر ملء الخزان بضرر على احتياجتنا في مصر وألا يُستخدم السد لأغراض سياسية وتم بالفعل الاتفاق على ذلك". القارة الأفريقية وحول تساؤل الرأى العام الألمانى عن مدى توظيف المساعدات التنموية والمادية المقدمة لدول القارة الأفريقية في عمليات تنمية حقيقية لصالح مواطنى هذه الدول أجاب الرئيس السيسي:" أريد أن أقول إن الرأى العام الألماني أو الرأى العام الأوروبي بشكل عام ينظر إلى الأمور بمعايير أوروبية وهذا أمر طبيعى ومفهوم لكن يجب أن نعرف الفرق الكبير بين أوروبا وألمانيا وبين الدول الأفريقية". وتابع:" نحن لسنا بالتنظيم ولا بالتقدم ولا بالتخطيط الموجود في أوروبا لذلك إذا حاسبتم الدول الأفريقية على نفس مستوى تقدمكم تكونوا قد ظلمتمونا مشيرا إلى أن أفريقيا قارة كبيرة وتحتاج إلى أرقام هائلة من المليارات على ضوء افتقادها في كثير من الأحيان لشبكات البنية التحتية من طرق وسكك حديدية وغيرها". الشعب الألماني واختتم الرئيس عبد الفتاح السيسي حديثه موجها الشكر للشعب الألمانى قائلا: أشكر الشعب الألمانى الذي أحترمه وأقدره وأحبه وأتمنى أن نكون في مصر بنفس المسئولية والجدية والعمل الذي تتمتعوا به في ألمانيا كل التقدير كل المحبة لكل من استمع للحوار.