الاستعدادات في غزة بذروتها لاستقبال اليد اليمنى لدحلان بعد غياب أكثر من 10 أعوام عودة مشهراوي للقطاع بداية تطبيق تفاهمات حماس ودحلان بالقاهرة رغمًا عن عباس حماس توافقت مع القاهرة لإدراكها قرب انتهاء دور قطر في غزة وحلول الإمارات محل الدوحة الوضع الإنساني بغزة سيتحسن ومصر ستزيد تأثيرها ونفوذها بالقطاع والإمارات ستطرد قطر المخابرات المصرية تراقب حماس وإذا خرقت التفاهمات لن تتنازل القاهرة عن أمنها القومي بعنوان "دحلان.. مبعوث مصر والإمارات في الأراضي الفلسطينية"، قال موقع "نيوز وان" الإخباري العبري إنه "في قطاع غزة بدأ تطبيق تفاهمات بين حماس ومحمد دحلان سيعزز مركزه ويقوي تأثير مصر؛ إلا أن محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية هو الخاسر الرئيسي من هذه التفاهمات التي سيكون لها تأثير على ما يجرى بالضفة الغربية". وأضاف الموقع: "الاستعدادات في قطاع غزة لوصول سمير مشهراوي اليد اليمنى لمحمد دحلان، في ذروتها"؛ موضحًا أن "مشهراوي من شأنه الوصول لغزة من مصر خلال عدة أيام وبعد غياب قسري استمر أكثر من 10 أعوام، وبمناسبة هذا الحدث سيلقى ترحيبًا كبيرًا من آلاف النشطاء التابعين لحركة فتح وموافقة ومصادقة حركة حماس". واعتبر أن "عودة سمير مشهراوي للقطاع تدل على بداية التطبيق الفعلي والعملي للتفاهمات بين حركة حماس ومحمد دحلان التي تم التوصل إليها مؤخرا في القاهرة برعاية مصر، وذلك رغمًا عن أنف رئيس السلطة الفلسطينية". وأشار إلى أن "المرحلة المقبلة ستكون على ما يبدو عودة دحلان للقطاع، وبموجب الاتفاق مع حماس فإن دحلان من شأنه أن يكون شبه وزير خارجية بالقطاع، والمسؤول عن ضخ الأموال من أجل التطوير الاقتصادي للأخير، وهمزة الوصل المباشرة بين غزة وتل أبيب فيما يتعلق بملفات الحياة اليومية". وتابع: "يبدو أن عودة دحلان ستتزامن مع فتح معبر رفح الجدودي بشكل دائم أمام حركة الأفراد والبضائع المخصصة لعيد الأضحى المقبل، والتي ترمز بشكل فعلي لبداية التخفيف عن الحصار المفروض على غزة منذ عام 2007". وذكر أن "حركة حماس الفلسطينية سيطرت بالقوة على القطاع بعد فوزها في انتخابات البرلمان الفلسطيني عام 2006، وطردها أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية من هناك". وقال: "دحلان هو العدو اللدود لقطر التي تعتبر الداعم الرئيسي في العالم العربي لجماعة الإخوان المسلمين، وبالرغم من ذلك فإن حماس، المنظمة المتفرعة عن الإخوان، كشفت عن أسلوب براجماتي مختلف وتصالحت مع محمد دحلان لاعتبارات تتعلق بالمصالح". وتابع: "دحلان هو المبعوث غير الرسمي لمصر والإمارات، وهو المرشح من قبل هذين الدولتين ليكون الرئيس الفلسطيني القادم"، مضيفا "دحلان يتمتع أيضا بدعم كبير من قبل حركة فتح في قطاع غزة، وقد ولد في معسكر خان يونس للاجئين ويعرف منذ طفولته يحي السنوار، القائد الجديد لحماس في القطاع ومحمد ضيف القائد العسكري لكتائب عزي الدين القسام". ورأى أن "الصفقة الثلاثية الجديدة بين حماس ومحمد دحلان ومصر تعطي للحركة الفلسطينية نصيبها من الكعكة؛ والذي يتمثل في التخفيف بشكل كبير عن محاصرة غزة، وحل أزمة الكهرباء والخطو بالقطاع صوب التطوير الاقتصادي عبر الأموال التي سيجمعها دحلان من الإمارات ودول الخليج والمجتمع الدولي". ولفت إلى أن "حركة حماس تلقت ثمنا فوريا للأمر فقد تم حذفها من قائمة الإرهاب الخاصة بالرباعية العربية، مصر والسعودية والإمارات والبحرين، والتي نشرت الشهر الماضي بعد اندلاع الأزمة مع الدوحة". وأوضح أن "مصر بدأت أيضًا في ضخ السولار عبر معبر رفح داخل القطاع والمخصص لمحطة إنتاج الكهرباء في غزة، وحركة حماس اضطرت إلى التوافق في السياسة مع القاهرة في أعقاب الأزمة القطرية مع الرباعية العربية". واستطرد: "حماس اضطرت للتوافق مع القاهرة ودحلان لإدراكها قرب انتهاء دور الدوحة في القطاع وأن الإمارات ستحل محل قطر في مجال المساعدات الاقتصادية، بينما تعهد دحلان ليحيى السنوار خلال محادثات جرت بالقاهرة بالتوصل إلى مساعدات كبيرة من الإمارات لبناء محطة كهرباء تعتمد على السولار في القطاع وتشييد مستشفى في غزة". وقال إن "العقوبات التي اتخذها عباس ضد قطاع غزة تعزز دوافع حماس في التقارب أكثر من خصمه اللدود محمد دحلان وتوطيد التعاون مع القاهرة التي تحافظ على علاقات باردة مع رئيس السلطة الفلسطينية بسبب موقفه المعارض لدحلان". مع ذلك، أكد أن "حماس مطالبة بدفع ضريبة أمنية مقابل تخفيف الحصار عن غزة وبدء مرحلة جديدة في العلاقات مع القاهرة؛ فهي ستضطر إلى إيقاف عمليات الإرهاب داخل مصر والتعاون الوطيد بينها وبين داعش سيناء؛ ولهذا وافقت الحركة الفلسطينية وبدأت فعليا في إقامة منطقة عازلة على حدود غزة مع سيناء والتعاون الاستخباراتي والعملياتي مع المخابرات المصرية ضد داعش سيناء". واستكمل: "هذه الإجراءات تعزز قوة دحلان السياسية وتفاهمات الأخير مع حركة حماس برعاية القاهرة تؤسس لمركزه ومكانته بالقطاع، وتعيده للحلبة الفلسطينية كلاعب عام وتفتح أمامه نافذة مستقبلية للضفة الغربية، ولابد من الإشارة إلى أن دحلان لديه اليوم مناطق نفوذ وجماعات مسلحة تدين له بالولاء في غالبية مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية". وقال: "فيما يتعلق بدحلان، قطاع غزة هو نقطة الانطلاق صوب الهدف الرئيسي المتمثل في السيطرة على رام الله بدعم سياسي مهن صديقه المقرب مروان البرغوثي الأسير بسجون تل أبيب، ووفقا لمصادر فتحاوية فإن دحلان وصل لتفاهمات مع السنوار بأن يدرج اسم البرغوثي في قائمة صفقة تبادل أسرى جديدة مع إسرائيل مقابل 4 أسرى ومفقودين إسرائليين تتحفظ عليهم حماس، وتطبيق التفاهمات بين دحلان وحماس سيعزز تأثير مصر والإمارات في غزة ويقطع رجل قطر من هناك". ومضى الموقع قائلاً: "حماس ستضطر إلى الموافقة على هذا تحت ضغط الظروف رغم علاقاتها الوطيدة مع قطر، وعلى المدى القصير فإن هذه التفاهمات بين دحلان وحماس ستجعل الأوضاع الأمنية مستقرة في غزة، والعلاقة المتطورة بين حماس ومصر ودحلان وتخفيف الحصار سيشكلون عنصرا مهدئا إزاء أي انجرار لحرب جديدة مع إسرائيل". وخلص الموقع إلى أنه "إذا نجح دحلان في الحصول على أموال للتطوير الاقتصادي للقطاع من الإمارات ومن دول أخرى فمن شأن الأمر أن يؤدي للتهدئة على الحدود بين غزة وإسرائيل". ولفت إلى أن "المحور الثلاثي الجديد المكون من مصر وحماس ودحلان يشكل تلاقيا للمصالح ل 3 أطراف والحديث يدور عن تلاقي مصالح مؤقت لكنه قد يستمر لفترة طويلة". وذكر أن "الوضع الإنساني في قطاع غزة من شأنه أن يتحسن نتيجة لتطبيق التفاهمات التي تم التوصل إليها بين الأطراف الثلاثة، ومصر ستزيد من تأثيرها ونفوذها بالقطاع والإمارات ستضع قدمها في الداخل الغزاوي تدريجيا وتطرد قطر". وقال إن "المركز المتعاظم لمصر أمام حماس سيسمح لها بان تكون الوسيط المركزي بين تل أبيب والحركة الفلسطينية في كل الملفات بما فيها صفقة تبادل أسرى جديدة، والخاسر الأكبر هو محمود عباس الذي يحاول بكل طريقة ممكنة عرقلة هذه التفاهمات والتصالح مع حماس لتحييد دحلان مجددا، بلا أي نجاح". وتابع: "القاهرة من شأنها أن تربح من هذه الخطوة مزيدا من الهدوء الامني والتعاون الحمساوي في الحرب ضد داعش بشمال سيناء، بينما المخابرات المصرية تراقب عن كثب الذراع العسكري لحماس؛ وإذا ما خرقت الأخيرة التفاهمات التي تم توصل إليها فإن القاهرة لن تتنازل عن أمنها القومي".