اندهشت أن يطالب دارس للعلوم السياسية وممارس للسياسة مثل د.عمرو حمزاوى, جماعة الإخوان المسلمين بسحب مرشحها الرئاسى د.محمد مرسى فى مرحلة الإعادة لصالح حمدين صباحى, ولدهشتى ثلاثة أسباب, أولها: أنها المرة الأولى فى حياتى التى نرى فيها مطالبة فائز بالانسحاب لصالح خاسر, والثانية: أنه حتى لو وافق مرسى فإن انسحابه لن يصب فى صالح صباحى حيث ستكون جولة الإعادة قاصرة على الفريق شفيق وينجح إذا حصل على 50% زائد صوت واحد, وثالث أسباب الدهشة أنه جرى توجيهها لمرسى دون شفيق. تمنيت من حمزاوى أن يسأل نفسه عن السبب الذى أدى بنا إلى هذا الموقف الملتبس, ولماذا لم يتحد أبو الفتوح وصباحى معًا كرئيس ونائب, وكانا يتوقع لهما الفوز من الجولة الأولى, لكن إعلاء المصلحة الشخصية على العليا للبلاد كان طاغيًا على القرار, حيث اقتنع كلاهما أنه الرئيس المنتظر, والنتيجة خروجهما من السباق, الذى يبحث أحدهما عن محاولة الدخول إليه. الآن وقد وصلنا للاختيار الصعب, شفيق حيث الدولة الاستبدادية, وعودة حقيقية لأساليب النظام القديم ومن ثم عودة قريبة ومتوقعة للثورة, وبين مرسى حيث الدولة الدينية وسيطرة فصيل سياسى بعينه على جميع فصائل الدولة المصرية, لتنفيذ خطط الجماعة من السيطرة على مصر ثم المنطقة لإقامة الخلافة, وتلك الجماعة يرى رئيسها أن منصبه أعلى قيمة من منصب رئيس الجمهورية المدعوم من الله حسب زعمهم, ثم يطالب المصريين بانتخاب مرشحهم حتى يأخذ التعليمات من مكتب الإرشاد. أصبحنا أسرى الاختيار المر, مرسى وشفيق, هذا هو السيناريو الكابوسى للانتخابات الرئاسية, وهو وصول مرسى وشفيق للإعادة, لكن لأنه الواقع فعلينا أن نتعامل معه, وقد أعلنت كل القوى السياسية ونحن معها, أنها لن تعطى صوتها على بياض لمرشح الإخوان, فإذا أرادت الجماعة أن تحصل لمرشحها على تأييد وتصويت القوى السياسية وأنصارهم, فعليها أن تقدم التزامًا مكتوبًا وموقعًا عليه أمام الرأى العام وعلى الهواء فى مؤتمر عالمى, والتعهدات المطلوبة هى: 1- تلتزم جماعة الإخوان المسلمين بعدم تعيين إخوانى لمنصب رئيس الحكومة القادمة, وأن تكون الحكومة ائتلافية, تضم كل التيارات السياسية ولا تكون حكرًا على الجماعة, وألا يزيد تمثيل وزراء الإخوان فى تلك الحكومة عن خمسة أو ستة وزراء. 2- أن تعلن الجماعة أنه حال فوز مرشحها بالرئاسة, فسيتم تعيين نائبين لرئيس الجمهورية من غير الإخوان وبصلاحيات دستورية واضحة, وسيتم اختيار النائبين من بين خمسة أسماء تطرحها القوى السياسية. 3- الإسراع فى تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور على أن تضم كل أطياف المجتمع المصرى ومعبرة عنه. 4- إلى أن يتم صياغة الدستور الجديد, فسوف تقدم الجماعة تعهدًا مكتوبًا بالنص على الحفاظ على مدنية الدولة ومدة حكم الرئيس لا تزيد عن أربع سنوات. 5- الاعتذار عن التصريحات المهينة الصادرة عن رئيس الجماعة وبعض قيادتها تجاه مصر والمصريين. إذا تعهدت الجماعة بذلك, وبالشروط السابقة, فسوف ندعم مرشحها فورًا, أما إذا تلاعبت وراوغت فلن يصل مرشحها للرئاسة, حيث ستحصل على كتلتها التصويتية التى حققتها فى الجولة الأولى. الكرة فى ملعب الإخوان ونحن فى الانتظار. [email protected]