سلط موقع "دويتشه فيله" الألماني، الضوء على ما أسفرت عنه اجتماعات قمة العشرين، في هامبورج، حيث اعتبر أن الشرطة هي الملامة الوحيدة على أعمال الشغب والعنف، التي وقعت على هامش القمة، في المقابل يرى أن وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا، هو النجاح "الحقيقي" للقمة . وأضاف الموقع، في تقريره، أنه برغم أن ألمانيا قدمت نفسها للعالم في قمة العشرين على أنها بلد ديمقراطي يضمن حرية التظاهر، إلا أن تصرف قوات الشرطة العنيف مع المتظاهرين السلميين يذكرنا بالقمع الممارس في موسكو ودول الشرق الأوسط . وفي السياق، قال الموقع، إن الشرطة الألمانية تتحمل جزءًا من المسئولية عن التصعيد، الذي وقع نتيجة تظاهر الملايين في مدينة هامبورج، تحت شعار "أهلاً بكم في الجحيم"، حيث قوبل المتظاهرون برشاشات المياه وعربيات الشرطة المحيطة بهم من كل جانب، لذا تعرضت الطريقة التي تعاملت بها الشرطة ضد المظاهرات عشية القمة للانتقاد. وأكد الموقع، أن النقد الذي وجه للشرطة من قبل الصحف والإذاعة الألمانية، كان في محله؛ فطريقة تعامل الشرطة كانت لا يمكن أن تؤدي إلى تخفيض حدة التصعيد والتهدئة، كما أنه تم أخذ الخوف من اندلاع أعمال شغب كمبرر لتفريق متظاهري "أهلا بكم في الجحيم"، وبرغم من أنه كان هناك عدد كبير من المتظاهرين الملثمين، لكن ذلك لا يبرر منع التظاهر المشروع لآلاف المتظاهرين السلميين، لافتًا أن التظاهر حق ديمقراطي أساسي ولا يجب تعليق العمل به خلال القمة في مدينة هامبورج. بينما نوهت صحيفة "لاندس تسايتونج" الألمانية، أن مشاهد العنف وأعمال الشغب، التي أدت إلى تكسير وجهات المحلات التجارية وإحراق عشرات العربيات في شوارع "هامبورج"، أضاعت فرصة "ثمينة" على العالم، حيث كان من الممكن أن تُستغل هذه المظاهرات في التنديد بقمع حرية الرأي والصحافة، وتوجيه نقد قوي لرؤساء دول كروسيا والصين وغيرها، وأن حرية الرأي هي أساس التقدم في أي بلد . وأدت أعمال العنف لاستدعاء تعزيزات من الشرطة، وهذا لا يبشر بالخير لإحراز تقدم في ذلك السياق، لذلك علينا القول بأن الشرطة أضاعت فرصة ثمينة على دول العالم . ومن جهة أخرى، أشار الموقع إلى اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، على هامش القمة، معتبرًا هذا الاجتماع هو بداية مشروع للعلاقات الثنائية بين البلدين، فقد يكون إنهاء الحرب السورية أو كبح "القوة النووية" ل كوريا الشمالية هو ذلك المشروع . وتابع الموقع، قد تكون محادثات هامبورج، التي جمعت "ترامب" و"بوتين" بالفعل بداية جديدة للعلاقة بين البلدين، وما يدعم هذا القول هو الأجواء الودية للغاية، أما من ناحية المضمون فلم يرشح أي شيء حتى اللحظة . في حين يرى بعض الخبراء، أن اتفاق الرئيسين على وقف إطلاق النار جنوب غرب سوريا بدءًا من اليوم الأحد، هو أهم نجاحات القمة حتى الآن، حيث رأى البعض أن توصل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وخصمه الروسي، فلاديمير بوتين، لاتفاق يمكنه الصمود فإن ذلك سيكون خطوة مهمة للنضال من أجل إنهاء الحرب المأساوية في سوريا. مشددين، على أن هذا الاتفاق لا يعني أن الأمور ستسير في القريب بشكل جيد في سوريا، ولكن اتفاق أكبر قوتين نوويتين في العالم، يعني تجنب خطر المزيد من التصعيد في سوريا حاليًا، متأملين أن تكون الهدنة في سوريا بداية لإنهاء الأزمة في أوكرانيا .