تستضيف مدينة هامبورج الألمانية اليوم قمة مجموعة العشرين وسط أجواء من التوتر والعنف بعد توعد نشطاء مناهضون للرأسمالية بمظاهرات تتوعد»بالجحيم» يتوقع أن تتخللها أعمال عنف واسعة، فضلا عن توتر سياسى بين عدد من قادة العالم الذين تبادلوا الاتهامات إزاء العديد من القضايا الدولية عشية انطلاق القمة. ودعا نشطاء مناهضون للعولمة ومجموعات مدافعة عن البيئة ونقابات وطلاب وكنائس إلى 30 تظاهرة قبل وخلال القمة.ومن المتوقع أن ينزل 100 ألف متظاهر إلى الشوارع على هامش القمة التى تبدأ الجمعة وتستمر يومين. وقال أحد منظمى الاحتجاجات ويدعى أندرياس بليشميت لوكالة الأنباء الفرنسية: إن شعار المظاهرات "أهلا بكم إلى الجحيم" يرمز إلى أن سياسات مجموعة العشرين فى أنحاء العالم مسئولة عن الظروف الشبيهة بالجحيم مثل الجوع والحرب والكوارث المناخية. وأضاف أنه أثناء القمة سيسعى المحتجون إلى منع الوصول إلى موقع انعقاد القمة، كما توعد البعض بعصيان مدنى وقطع طرق لتخريب التنظيم اللوجستى للقمة. من جانبها، حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من أنه من يلجأ إلى العنف فى المظاهرات يسخر من الديمقراطية. وكانت ثمانى سيارات فاخرة قد وجدت محترقة صباح أمس داخل وكالة أحد أكبر شركات السيارات الألمانية. ولم تعلن أى جهة مسئوليتها فيما تحقق الشرطة فى احتمال ارتباط الحادثة بالقمة. وسياسيا، انتقد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمس تصرفات روسيا ووصفها بأنها "مزعزعة للاستقرار" وذلك خلال زيارة خاطفة إلى بولندا وقبل يوم من لقائه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى قمة العشرين. وفى تصريح آخر مفاجئ، أقر ترامب بأن روسيا ربما تدخلت فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016 التى أتت به إلى السلطة، إلا أنه قال إن دولا أخرى ربما تكون تدخلت أيضا. وقال: "فى الحقيقة لا أحد يعلم، ولا أحد يعرف بالتأكيد إذا كانت موسكو قد تدخلت". وفى رد فعل روسي، انتقد دميترى بيسكوف المتحدث الرسمى باسم الكرملين ما قاله الرئيس الامريكى حول أن خطوات روسيا فى شرق أوروبا تؤدى إلى زعزعة الاستقرار، ولكن المتحدث أعرب فى الوقت نفسه عن أن موسكو تأمل فى توصل الرئيسين بوتين وترامب إلى موقف واضح بشأن العلاقات الثنائية بين البلدين. وفى تبادل آخر للاتهامات بين موسكو وواشنطن ، ندد الرئيس الروسى بالسياسة الحمائية التجارية التى يتباها الرئيس الأمريكى وبالعقوبات الاقتصادية الغربية على بلاده عشية قمة العشرين. وكتب فى مقال فى صحيفة "هاندلشبلات" الألمانية الاقتصادية إن "الحمائية تتحول إلى قاعدة سلوك والعقوبات الأحادية الجانب والتى صدرت لأسباب سياسية باتت نوعا مبطنا من الحمائية". وأكد بوتين أهمية مجموعة العشرين فى إدارة شئون العالم ووضع الحلول المناسبة لقضاياه الاقتصادية المعقدة مؤكدا انحيازه للمجموعة وتفضيله العمل معها عن عضوية قمة السبعة الكبار التى كانت ترتبط بها روسيا تحت اسم "الثمانية الكبار"قبل تجميد عضوية روسيا منذ اندلاع الأزمة الاوكرانية فى عام 2014. وفى غضون ذلك، وجهت المستشارة الألمانية انتقادا شديدا للسياسة الأمريكية فى عهد ترامب قبل يوم من لقائهما فى قمة مجموعة العشرين. وقالت ميركل لصحيفة دى تسايت الأسبوعية: "بينما نتطلع إلى احتمالات التعاون ليستفيد الجميع لا ترى الإدارة الأمريكية فى العولمة عملية مربحة للجميع بل تسفر عن رابحين وخاسرين".وأضافت ميركل أن تعليقات أحد مستشارى ترامب للشئون الأمنية التى ورد فيها وصف العالم بأنه حلبة لا مجتمع عالمى تتناقض مع آرائها.