من أين أبدأ الحديث عن هذا العصر الذهبى؟ سباعية العمر الذى تذوقنا حلاوة أمنه وأمانه ورقيه ونمائه وحبه ووفائه..هذه المنظومة الرائعة التى حققت لنا العيش الرغد وتعود بالحب والفداء للذى صنعها بعدله وجهده وعصارة فكره.. إنه الملك الإنسان الذى ملك القلوب بحبه وكان رائدًا للسلام العالمى وليطلق عليه رجل السلام الأول. فمنذ توليه مقاليد الحكم أطلق عنان الإصلاح فى البلاد لتحقيق العدل وحارب الفساد ليقينه بأن الفساد يستدير بالدول إلى الخلف ويحرم الشعوب لذة التطور وحلاوة العدل.. هذا الرجل الذى رسم للعالم أروع لوحات الحب والوفاء لشعبه ووطنه ولون أجمل لوحات صدق المشاعر الأخوية بوقفاته الكبيرة، التى طالت معظم دول العالم لخدمة الإنسانية ورغبة منه فى تحقيق التعايش السلمى بين الشعوب فبفكره أيها الأحبة دحر الإرهاب الذى عانت منه المملكة وفقدت كثيرًا من أبنائها بسبب الحقد الدفين ومحاولة زعزعة الاستقرار فى البلاد الآمنة وبحكمته وسياسته الرصينة رعاه الله استطاع اجتثاث منابع الإرهاب والقضاء عليها وأصبحت نموذجًا يحتذا بها فى محاربة الإرهاب وكيفية التعامل معه. إن تلك الثورات التى تعرضت لها بعض الدول العربية وأطاحت بقياداتها أكدت للعالم مدى الترابط وقوة التلاحم بين الشعب السعودى وقيادته الرشيدة كيف لا ومقولته الشهيرة (أنا خادم للكبير والصغير ودينى ووطنى وأمتى أهم شىء عندى) ماذا بعد ذلك إلا الولاء والطاعة.. وهذا يقودنى إلى ذكرى الموحد لهذه البلاد الطاهرة عهد صقر الجزيرة رحمه الله الذى وضع إستراتيجية مستدامة حدد من خلالها مسيرة البناء والتطور بما يتناسب مع حياتنا المعاصرة وبنظرة ثاقبة قرأ فيها مستقبل الأمة ورسخ على إثرها الولاء والتآلف بين الحاكم والمحكوم.. خطة بعيدة المدى تضمنت البعد السياسى وبلورت العلاقات الدولية ورسخت محاور مفهوم البنية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وتوجهها بالإخلاص لله عز وجل، مما جعل الدول الكبرى فى ذلك العهد تتسابق لمد جسور العلاقات والتعاون لمكانة المملكة السياسية والجغرافية وكثرة مصادرها الاقتصادية ومخزونها الثقافى وتاريخ حضارتها الإسلامية لكونها قبلة المسلمين. نمو مطرد حتى عصرنا الذهبى الذى تربع على عرشه ملك عجزت الألسن عن وصفه واحتارت الأقلام بماذا تكتب عنه فهنيئاً لنا بملك جنب البلاد مخاطر الانزلاق فى متاهات الأحداث المحيطة بنا بحنكته وحسن تعامله معها من منظور إستراتيجيته التى استطاع بفضل الله المحافظة على مكانة المملكة وسمعتها العالمية وأسهم بها فى الخروج بالمنطقة العربية من مغبة خطورة الأوضاع الراهنة بما يحقق لها الاستقرار. هذه القيادة التى تسعى دائمًا إلى وحدة الصف العربى لمواجهة المخاطر والمحافظة على الهوية الإسلامية، ولعل دعوة خادم الحرمين الشريفين لأشقائه قادة دول الخليج بتحويل مجلس التعاون الخليجى إلى اتحاد خليجى حرصًا منه على تعزيز مفهوم الشراكة بين الأشقاء أمنياً وسياسياً لمواجهة التحديات، ولتكون نواة لتحقيق استقرار منطقة الشرق الأوسط ودعمًا لسياسة السلام العربى الذى سبق أن بادر بها حفظه الله.. قال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم)) صدق الله العظيم.