حسمت القوى الثورية خياراتها تجاه مرشحى الرئاسة، بعدما انحصرت المنافسة بين كل من الدكتور محمد مرسى والفريق أحمد شفيق، واللذين تأهلا لجولة الإعادة المقررة فى منتصف الشهر المقبل، فعلى الرغم من أن كليهما لا يمثل المرشح المفضل بالنسبة لها، إلا أنها بدت منحازة لصالح مرشح "الإخوان المسلمين". وأكدت إنجى حمدى، عضو المكتب السياسى لحركة "6 إبريل"، أنه على الرغم من الاختلافات مع "الإخوان" فإن الحركة لن تدعم شفيق فى مواجهة "الإخوان"، كما أنها لن تلجأ لمقاطعة الانتخابات، قائلة "لن نقف ضد الإخوان مع فلول النظام السابق". واعتبر على عاصم عضو حركة "6 إبريل" أن وصول شفيق إلى مرحلة الإعادة يؤكد أن الثورة لم تحقق أهدافها، خاصةً أن فوز منافسه محمد مرسى لن يضيف أيضًا للثورة، لأنه ليس مرشحًا ثوريًا كحمدين صباحى وعبد المنعم أبو الفتوح. ورأى أن النتيجة جاءت على عكس توقعات الجميع حتى المحللين السياسيين، حيث كانت هناك توقعات بصعود أحد مرشحى الثورة مع أحد الفلول، مشيرا إلى رفض الحركة فكرة مقاطعة الانتخابات تماماً. فيما أكد نادر شمس عضو حركة شباب 6 إبريل، أن النتيجة لم تكن متوقعة تمامًا، مشيرا إلى أن الحركة كانت على ثقة بوصول أحد مرشحى الثورة إلى الإعادة مع الدكتور محمد مرسى. وأضاف أن الحركة ستعود إلى الشارع مرة أخرى؛ لتقوم بتوعية المواطنين بالمشاركة فى الإعادة وعدم ترشح الفلول، ومن الممكن أن نساعد مرسى، مؤكدًاً على مطالب الحركة فى تطبيق المواطنة والتأكيد على مدنية الدولة والعدالة الاجتماعية. وأكد أن عدم اتفاق مرشحى الثورة على مرشح واحد هو سبب هذه النتيجة، خاصة أن نسبة التصويت لمرشحى الثورة معًا تعدت ال 6 ملايين صوت، وإذا أضفنا إليهم أصوات مرسى سيقاربون ال12 مليونًا، ووصف أحمد شفيق بأنه مرشح الفلول والأقباط، أنه حصل على 4 ملايين صوت منها 2 مليون صوت للكنيسة. من جهته، اعتبر محمد عبد العزيز، منسق "شباب كفاية"، أنه ليس أمام القوى السياسية إلا الاختيار بين السىء والأسوأ وبين الثورة والثورة المضادة فى جولة الإعادة، لذا فإن مقاطعة أو انتخاب مرسى لإنقاذ الموقف فبيننا وبين الإخوان خلاف سياسى أما بيننا وبين النظام صراع دم وصراع جنائى. من جانبه، قال معاذ عبد الكريم، عضو ائتلاف الثورة، "أشعر بالأسى والحزن من نتيجة الانتخابات إذا كانت صحيحة وجرت بشكل ديمقراطى واختيار حقيقى للشعب المصرى"، وتساءل: كيف للشعب أن يخرج بكل تياراته وطوائفه ومختلف المراحل العمرية من أجل إسقاط نظام مستبد أفسد حياته وسرطن أبناءه ويعيد انتخابه مرة أخرى.؟ وأوضح أن الثورة مستمرة، وأنها ليست تظاهرات فقط، لكنها قامت من أجل العيش الكريم والحرية وعدالة توزيع أجور الدولة، مضيفًا أنه إذا خُير ما بين مرسى وشفيق "فأعتقد إننى سأختار مرسى، بالرغم من الخلاف السياسى معه، لكن الخلاف مع شفيق جنائى لا يجوز التصالح فيه ولا العمل فى إطاره". واعتبر عبد الرحمن فارس، عضو حزب التيار المصرى، أن النتيجة جاءت صادمة لكل القوى السياسية، مضيفاً أن كمية الأصوات التى حصل عليها شفيق تدعو للكثير من التساؤلات حول كيفية حصوله عليها. وأضاف أن أصوات شباب الثورة ستذهب لمرشح "الإخوان" مرسى اعتراضًا على عودة النظام مرة أخرى وهو أمر غير مقبول تمامًا؛ فالخلاف بيننا وبين الإخوان خلاف سياسى على عكس الخلاف الجنائى مع النظام فمن المستحيل أن نقبل بشفيق حاكمًا لتخوفنا من الإخوان.