ما دمت لا تملك سوي كتاب واحد لحياتك فلابد أن تتعدد مستويات قراءتك له. تتوالي القراءة الأولية للأحداث فور وقوعها يوما بيوم ،هذا المستوي هو لمجرد العلم بالشئ ،الكثير من الأحداث يتم التخلص منه بلغة الكومبيوتر تقوم بعمل del له ، فهي أحداث تافهة أو سطحية ، والقليل يتم تخزينه لأهميته. في مستوي آخر تراجع الأحداث التي تم تخزينها ثم تقوم بتصنيفها ، أحداث سارة أو محزنة ، ذكريات خاصة بالأب أو الأم أو الزوج وهكذا تتعدد العناوين . في مستوي مختلف تقوم باستدعاء العنوان المناسب في الوقت الملائم ، عندما تغمرك السعادة تفتح الملف الخاص بها ، وإذا داهمك الحزن استدعيت ذكرياته ، وحين تقابل صديق الطفولة فجأة فإنك تسرد علية كل ما جمع بينكما من مواقف سجلتها في ملفه . التأمل هو مستوي أكثر عمقا عندما تعيد النظر في كثير من الأحداث المصيرية التي مرت بك وتعيد تقييمها علي ضوء ما وصلت إلية من نضج وخبرة وتستخلص منها دروسا جديدة في الحياة . ما رأيك اليوم في أن تقوم بقراءة جديدة لحياتك تتسم بالإبداع والثورة علي المألوف ، تفرز فيها كل ملفاتك وتعيد ترتيبها بشكل مختلف وذلك بأن تغير زاوية الرؤيا التي اعتدت عليها وبالتالي سوف يعاد توزيع الإضاءة وتختلف درجات الألوان وتدرجات الظل والنور وبالتأكيد ستختلف الصورة تماما . والآن لنري معا الصورة من زاويتها الجديدة : انصف خصومك ، انظر بعين العدل لتلك الأمور المختلف عليها بينك وبينهم وتفهم وجهة نظرهم وغالبا ستلتمس العذر لهم وتتسامح معهم ، ربما تتجاوب قلوبهم معك وتتصافي النفوس وتتم المصالحة وساعتها ستشعر أنه لولا نفث الشيطان في الصغائر مادامت خصومة . ابتعد عن أحبائك قليلا لتراهم جيدا ، فالمخالطة المستمرة والاقتراب الشديد تجعلنا لا نميز جيدا وتختلط علينا الأمور فتراجع قدر الإمكان وابتعد لبعض الوقت لتتضح لك الرؤية ستري أنك لا تستغن عنهم لحظة واحدة وأن عيوبهم ذرات لا تري في بحر العطاء. تخلص قدر استطاعتك من ذكرياتك المحزنة لأنها بمثابة أثقال تشدك للوراء وتبطئ خطواتك وأكد علي خبرات النجاح ولحظات التحدي التي تجاوزتها وأبرز ومضات السعادة النادرة التي أضاءت جنبات نفسك ودفعتك إلي الأمام . لمواجهة مشكلاتك المزمنة غير خطتك ، فدائما تواجه نفس المشكلة بنفس الأسلوب و تفشل ، ماذا لو لجأ إلي "الخطة البديلة " وهي الخطة العكسية لأسلوبك الذي تتبعه عادة " الخطة البديلة" تصطدم بالمشكلة من الناحية المعاكسة فجأة فتفككها وتنهيها . ساعد غيرك ، مساعدة الآخرين تنتزعك من الاستغراق في ذاتك وتجعلك تري وجوها جديدة للحياة وتطلع علي سطور من كتب غيرك قد تجد فيها إجابات لتساؤلات ظلت معلقة طويلا فوق رأسك . افعل شيئا تحبه ، رحلة ترفيهية ، قراءة كتاب ممتع ، العودة لممارسة الرياضة ، زيارة الأقارب والأصدقاء الذين باعدت بيننا و بينهم الظروف والأيام ، ستتغير حالتك المزاجية تماما وستحصل علي لحظات نادرة تنبض بالمعني الحقيقي للحياة ابدأ مشروعك الخاص الذي تمنيته طويلا وكنت تؤجل وتسوف مشوارك يبدأ بخطوة واحدة فلتكن خطوة واثقة إلي الأمام وبالتأكيد ستتوالى الخطوات وبعد فترة ستحصل علي نتيجة مبهرة . إذا كنت لا يمكنك إعادة كتابة التاريخ أو تغيير وجه العالم إلا أنة يمكنك بالتأكيد أن تعبر عن نفسك بصدق وصلابة وإصرار ، يمكنك أيضا أن تتضامن مع غيرك لتتلاقي النقاط والحروف وتكون جملة مفيدة تدعو للحرية واحترام حق الإنسان في الحياة الكريمة ليتسنى له أن يتلامس مع أرقي المعاني الخالدة في الحياة . سلاحك دائما تقوي الله عز وجل والعمل الصالح الإيجابي " إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب " (هود 88)