تحدثت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية, عن مفاجأة مفادها أن الانقسامات السياسية التي ظهرت بوضوح في انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة, تعتبر الأسوأ من نوعها في الولاياتالمتحدة منذ عقود, وقد تتطور في القريب العاجل إلى أعمال عنف واسعة النطاق. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 25 يونيو, أن الولاياتالمتحدة تتحول تدريجيا إلى مجتمع عالي الاستقطاب, وأصبح التطرف منتشرا على نطاق واسع, سواء في أوساط اليمين, أو اليسار. وتابعت " المشهد الحالي في الولاياتالمتحدة أكثر قتامة مما حدث في النصف الثاني من الستينيات إلى أواسط السبعينيات من القرن الماضي, أي قبل خمسين عاما, عندما وقعت أعمال عنف واحتجاجات من قبل اليسار ضد حرب فيتنام, وحينها كانت أمريكا على شفا التمزق". واستطردت " منظمات يسارية مثل (ويزر أندرغراوند)، و(الفهود السود)، كانت تقف خلف أعمال العنف حينها, بينما في العقد الأخير, كان 74% من قتلى العنف السياسي في أمريكا من ضحايا اليمين المتطرف". وأشار الكاتب بالصحيفة ديفد أوسبورن إلى أن مدينة بورتلاند بولاية أوريجون الأمريكية شهدت بالفعل مطلع يونيو أعمال عنف سياسية خلال مهرجان كان يقوده اليميني المتطرف جوي غيبسون، حيث اشتبك أنصاره مع متظاهرين آخرين معادين لليمين المتطرف, ومناهضين للرئيس دونالد ترامب. وكانت الباحثة في معهد لندن للحوار الإستراتيجي أمارناث أماراسينغام, قالت أيضا إن المتطرفين البيض والنازيين الجدد كانوا مسئولين عن 73% من الهجمات الإرهابية المميتة في الولاياتالمتحدة منذ 11 سبتمبر 2001، وإن بعض المسلمين كانوا ضحايا هذه الهجمات. وأضافت الباحثة في دراسة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في 21 يونيو, أن هناك العديد من الهجمات الإرهابية التي قتل فيها مسلمون بأيدي هؤلاء المتطرفين في الولاياتالمتحدة، وكذلك هناك دعوات من بعض المتطرفين اليمنيين لقتل كل المسلمين، والهجوم الأخير على مسجد فينسبري بارك بلندن, يأتي استجابة لهذه الدعوات المتطرفة المتصاعدة في الغرب. وتابعت أنها توصلت في دراستها للحركات اليمينية المتطرفة في بريطانيا من خلال صفحات فيسبوك, التي تؤيد أيديولوجيات اليمين المتطرف، إلى أن المشاعر العنيفة أصبحت تستهدف المسلمين بشكل كبير، وأن أكثر من 70% من مستخدمي هذه الصفحات كانوا فوق سن 45 عاما. وأشارت الباحثة إلى أن تركيز الإعلام الغربي ينصب على الهجمات الإرهابية التي يشنها تنظيم الدولة, فيما يتصاعد بشكل خطير العنف اليميني المتطرف, والذي ظهر أيضا في اغتيال النائبة البريطانية جو كوكس قبل عام على يد يميني متطرف يدعى توماس ماير. وكانت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية, قالت أيضا إن حادث الدهس, الذي استهدف مصلين قرب مسجد بشمال بلندن، وأسفر عن مقتل شخص وإصابة عشرة آخرين, سلط الضوء على تصاعد ظاهرة التطرف بين الغربيين أنفسهم. وأضافت الصحيفة في تعليق لها في 20 يونيو, أن وسائل الإعلام الغربية تركز بشكل كبير على "التطرف الإسلامي", فيما يتزايد أيضا بشكل خطير عدد المتطرفين اليمينيين. وتابعت " عدد المتطرفين اليمينيين البيض في بريطانيا زاد بنسبة 30% خلال عام واحد، كما أن عدد البيض المتطرفين الذين اعتقلوا للاشتباه في ارتكابهم أعمالا إرهابية قفز عام 2016 إلى 91 من جملة 260 معتقلا بالشبهة نفسها, بزيادة نسبتها 20% عن عام 2015". وأشارت الصحيفة إلى أن البيض المشتبهين بالإرهاب يشكلون أيضا نسبة 35% من جملة المشتبهين العام الماضي, مقارنة بنسبة 25% عام 2015. واستطردت " الإحصائيات السابقة يؤكد تصاعد عدد الإرهابيين البيض بشكل كارثي يهدد سلامة واستقرار المجتمعات الغربية". وكانت الشرطة البريطانية قالت إن حادث الدهس الذي استهدف في 19 يونيو مصلين قرب مسجد بشمال بلندن، وأسفر عن مقتل شخص وإصابة عشرة آخرين، يحمل كل سمات العمل الإرهابي، وأكدت أن كل الضحايا من المسلمين.