الأهالى يهجرون المساجد.. والتنظيم يقتلع عينى شاب.. وخسائر بالملايين بسبب ترك المزارع قام تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بسيناء، بحملة مذعورة خارج نطاق الإنسانية وبعيدة عن عادات القبائل السيناوية، حيث أكدت مصادر ل"المصريون" أن التنظيم قام بقطع 40 رأسًا من أبناء القبائل على مدار عام، بحجة تعاونهم مع قوات الأمن. كما قامت الجماعات المسلحة، إمعانًا فى التنكيل بالقبائل، بتعليق وصلب الرؤوس على شجرة "جميز"، والتى تحوّلت إلى شجرة رعب لدى أبناء القبائل. عمليات قطع الرؤوس التى يقوم بها "داعش"، أدت إلى نزوح أكثر من 50 أسرة من مناطق غرب رفح خلال أسبوع واحد فقط من مناطقهم وبيوتهم بساحل بحر رفح، إلى بئر العبد والشرقية والمنوفية. وأكدت كل الوقائع وشهود العيان، أن 7 قرى على الأقل بساحل بحر الشيخ زويد ورفح بطول 12 كيلو، نزح منها أصحابها فرارًا بحياتهم وحياة أبنائهم، وهى "السكادرة والمراجدة والذيب والعيسوية والعطاوين وعزب الدروب الثلاثة" وحى البساتين بساحل بحر رفح. وقامت أسر أخرى بالنزوح والفرار قبل عدة أسابيع من المكان، معظمهم من المزارعين، بعد أن أهلك العطش مزارعهم بسبب الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي، وعدم استطاعتهم إدخال مولدات كهربائية كبيرة لشفط المياه من الآبار أو إدخال وقود لتعبئة المولدات الصغيرة الموجودة لديهم. يقول محمد أبو درب، إن عملية نزوح الأهالى وفرارهم من المكان جاءت بعد قيام التنظيم المسلح بملاحقة أشخاص فى قريتى "ياميت وأبو شنار" بحجة تعاونهم مع الأجهزة الأمنية وقتلهم بطرق بشعة، وتعليق رؤوسهم على شجرة جميز بوسط رفح. وأضاف أبودرب، أنه تم تعليق ما يقرب من 40 رأسًا على شجرة الجميز من أهالى غرب رفح خلال عام واحد فقط. فيما أوضح "أحمد"، من سكان المنطقة، أن التنظيم المسلح حذر الأهالى من التعاون مع القوات الأمنية، وعدم البيع أو الشراء أو الاستئذان منهم حال دخول البحر أو المزارع القريبة من ساحل البحر، الموجودة بالقرب من نقاط حرس الحدود. وأكدت إحدى السيدات، أن 60% من سكان عزبتى "الدروب الأولى والثانية" قد غادروا المكان بالفعل، متجهين إلى بئر العبد والصالحية الجديدة والسادات عند أقاربهم من المزارعين، الذين غادروا المنطقة فى بداية الأحداث. فيما نزحت عزبة الدروب الثالثة بشكل كامل منذ قرابة الشهر على عدة مراحل، وذلك بسبب انقطاع المياه بتلك المنطقة، والذى أدى بدوره إلى هلاك المزارع بشكل تام، نتيجة العطش وتعذر رى المزروعات من الآبار الجوفية لعدم وجود مولدات كبيرة لها القدرة على سحب المياه من باطن الأرض لرى الأشجار. وتقدر الخسائر الأولية لدى مزارعى عزبتى الدروب والعطاوين بنحو 3 ملايين جنيه، لأن تكلفة المزرعة الواحدة تفوق 150 ألف جنيه، لأشجار البرتقال والليمون والمانجو والخوخ والزيتون، بخلاف الخضروات الموسمية التى انتهت بسبب ندرة المياه وانقطاع الكهرباء بشكل دائم. وأوضح محمد العطاوين، أننا فكرنا فى الرحيل بعد هلاك العطش لمزارعنا، حيث قمنا بالاتصال بأقاربنا بالدلتا، والذين أخبرونا أن ننقل أثاثنا، ونأتى إليهم ومشاركتهم فى مزارعهم. وأضاف، أننا نعيش بين نارين، نار العطش الذى قتل مزارعنا، وبين سكينة المسلح التى ذبحت أغلب شبابنا بحجة التعاون مع القوات الأمنية، بالإضافة إلى نزوح أفراد من قبيلة الترابين كانوا يعيشون بمناطق المزارع غرب رفح. وأوضح "عادل" من أهالى رفح، أن 10 أسر من قبيلة الترابين رحلت من ساحل البحر إلى العريش عند أقارب لهم هناك، خوفا من ملاحقة داعش لهم، بسبب حرب الترابين مع التنظيم المسلح بقريتى "البرث والجميعى" جنوب رفح، والذى بدوره انعكس على سكان غرب رفح. وأشار إلى أن التنظيم ألقى القبض على شخص يدعى "جمعة.ا" 27 عامًا، من أبناء الترابين غرب رفح، وقام بقطع رأسه وتعليقه على شجرة الجميز، ما أدى إلى إحداث حالة من الرعب والفزع لدى الترابين الموجودين بتلك المناطق وفرارهم من المكان، بعد أن حزّموا أمتعتهم تحت جنح الظلام، متجهين إلى مدينة العريش. وأكد شهود عيان بساحل بحر الشيخ زويد، أن عائلة السكادرة التى يقدر عدد أفرادها بنحو 700 أسرة، نزحت من المكان، ولم يبق منهم إلا 50 أسرة فقط، أغلبهم من الموظفين الحكوميين، الذين تعذر عليهم نقل وظائفهم إلى المحافظات الأخرى، حيث شوهدت عزبة السكادرة خاوية تماما من سكانها. وأضاف عبد الرحمن من أبناء السكادرة، أن عدد المصلين فى المسجد الآن لا يتجاوزن 12 فردًا، أغلبهم من كبار السن، فأغلب الشباب ترك المكان وغادر خوفًا من ملاحقة التنظيم المسلح الذى يداهم القرية تحت جنح الظلام للقبض على المتعاونين مع القوات الأمنية، وألقى القبض على أشخاص كان آخرهم "ا.الجرتلى" 22 عاما، والذى قام التنظيم باقتلاع عينيه وحرقه بالنيران بمنطقة الحسينات غرب رفح، لتعاونه مع القوات الأمنية. كما طال التحذير الموظفين بمرفق المياه ومحطة التحلية بعدم إيصال مياه للنقاط الأمنية، فى الوقت الذى تطالب فيه النقاط، الموظفين بشركة المياه بفتح صنابير المياه للنقاط والمعسكرات، وهذا ما جعل التنظيم المسلح يقوم بملاحقة الأهالى والأشخاص الذين يتعاملون مع القوات الأمنية بشكل عادى من ناحية البيع والشراء، وإيصال مياه لهم، واستئذانهم حال دخول البحر أو المزارع القريبة.