قررت وزارة العدل الأمريكية اتخاذ كافة الإجراء القانوينة لاستعادة أصول تقدر قيمتها بنحو 540 مليون دولار. وتقول السلطات إن ممولين مرتبطين بصندوق ثروة سيادي أسسه رئيس وزراء ماليزيا سرقوها، بينها لوحة لبيكاسو أهديت للممثل ليوناردو دي كابريو وحقوق فيلمين أمريكيين. وكان تقديم مستندات قانونية للمحكمة الجزئية الأمريكية في لوس انجليس أمس الخميس أحدث خطوة لوزارة العدل في قضية بدأت منذ وقت طويل في مزاعم بالتخطيط لغسل أموال مختلسة من صندوق (1 إم.دي.بي) للتنمية الذي أسسه رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق في 2009 لتعزيز النمو الاقتصادي. وتقول وزارة العدل في الشكاوى إن مسؤولين كبارا في الصندوق وأشخاصا مرتبطين بهم استولوا على أكثر من 4.5 مليار دولار من الصندوق. وقال القائم بأعمال المدعي العام كينيث بلانكو في بيان أمس الخميس “لن نسمح بأن تكون الولاياتالمتحدة مكانا يتوقع الفاسدون أن يخفوا أصولا فيه وينفقون ببذخ أموالا كان يجب استخدامها لصالح مواطني دول أخرى. وفي كوالالمبور قال صندوق (1 إم.دي.بي) اليوم الجمعة إنه ليس طرفا في القضية المدنية التي رفعتها وزارة العدل الأمريكية ولم يحدث أن تلقى أي اتصال يتعلق بهذه القضية. وينفي نجيب أخذ أموال من الصندوق أو أي كيان آخر لتحقيق مكاسب شخصية، وذلك بعد أن أفادت تقارير بأن التحقيقات تعقبت ما يقرب من 700 مليون دولار لحسابات بنكية يقال إنها باسمه. واتهمت السلطات الأمريكية في شكاوى مدنية الممول الماليزي جو لو بغسل أكثر من 400 مليون دولار مسروقة من الصندوق عبر حساب في الولاياتالمتحدة حيث أنفق ببذخ على أشخاص مرتبطين به، بينهم دي كابريو. ولم تتهم السلطات الأمريكية لو بأي جريمة رسميا. بدورها قالت السلطات إنه في عام 2014 استخدم لو 3.2 مليون دولار محولة من بيع سندات من صندوق التنمية الماليزي لشراء لوحة من أعمال بيكاسو لإهدائها إلى دي كابريو، إلأ أنه لم يوجه أي اتهام لدي كابريو. وقال متحدث باسم دي كابريو أمس الخميس إنه بدأ إجراءات لنقل ملكية لوحة بيكاسو للحكومة الأمريكية. وأضاف أن دي كابريو بادر في يوليو تموز عام 2016 رد هدايا تلقاها من ممولين على صلة بقضية الصندوق الماليزي بعد أن رددت السلطات مزاعم ضد أناس اشتركوا في تمويل فيلم “ذئب وول ستريت” الذي لعب دي كابريو بطولته في عام 2013. وهو أحد ثلاثة أفلام تقول وزارة العدل إنها تلقت عشرات الملايين من مبالغ استولى عليها جو لو من الصندوق. وقال المتحدث إن دي كابريو قبل الهدايا لجمع أموال في مزاد لصالح مؤسسته المعنية بالبيئة. والأفلام الثلاثة من إنتاج شركة "رد جرانيت" التي أسسها رضا عزيز ابن زوجة نجيب. وقالت "رد جرانيت" في بيان إنها تجري محادثات مع وزارة العدل “تهدف لحل هذه القضية المدنية” وإنها تبدي تعاونا تاما. وقال المتحدث باسم دي كابريو أيضا إنه أعاد جائزة أوسكار كان مارلون براندو قد فاز بها وأهدتها له شركة "رد جرانيت" "تقديرا لعمله في ذئب وول ستريت".