علقت صحيفة "داس بيلد" الألمانية، على مثول مدير مكتب التحقيقات السابق، جيمس كومي، أمام الكونجرس الأمريكي من أجل الإدلاء بشهادته عن قرصنة روسيا للانتخابات الأمريكية الأخيرة، بأنه بذلك قد بدأ العد التنازلي على بقاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في منصبه. وتساءلت الصحيفة: هل ستكون شهادة "كومي" سببًا لإجراء العزل ضد "ترامب"؟ أم سيثبت التحقيق معه أن الرئيس الأمريكي حاول عرقلة سير العدالة، والتأثير على التحقيق ضد مستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين، وعلاقته بروسيا؟"، مؤكدة أن في كل الأحوال "كومي" يهدد سلطة "ترامب". وتابعت الصحيفة، في تقريرها، أن تقديم جيمس كومي شهادة مكتوبة للكونجرس الأمريكي، هو انفجار أول قنبلة في البيت الأبيض، مشيرة إلى أن نشر تصريح مكتوب لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، والذي يوضح فيه أن الرئيس دونالد ترامب طلب منه وقف التحقيق، حول مستشاره السابق، مايكل فلين، وعلاقاته بروسيا المتهمة بالتدخل في الانتخابات الرئاسية، هو حدث لم يسبق له مثيل في تاريخ مجلس الشيوخ الأمريكي. وأشارت إلى ما كتبه "كومي" بشأن التحقيق مع مستشار الأمن القومي السابق ل"ترامب"، حيث أفاد بأن الرئيس تحدث معه في مكتبه بالبيت الأبيض، في 14 فبراير الماضي، بشأن التحقيق حول مايكل فلين، حيث قال: "آمل أنك ستتمكن من إيجاد طريقة لوقف هذا، لترك "فلين" وشأنه، إنه رجل صالح"، مضيفًا أن قبل ذلك ببضعة أيام سأله "ترامب" إذا كان يريد البقاء في منصبه أم لا". كما ذكر "كومي"، في البيان الذي يسبق مثوله أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ اليوم، الخميس، "لقد فهمت من كل ذلك أن الرئيس يطلب مني وقف أي تحقيق حول "فلين" وعلاقته بالتصريحات الزائفة حول محادثاته مع السفير الروسي في ديسمبر". ولفتت الصحيفة، إلى أن بعد أكثر من أربعة أسابيع من إقالة جيمس كومي المفاجئ، يليها سلسلة من الرفض لقبول منصب مدير التحقيق الفيدرالي، حتى اقتربنا أن نصدق أن لا أحد يريد العمل تحت إدارة "ترامب"، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن قبل يوم واحد من تقديم "كومي" شهادته أمام الكونجرس، عن تعيينه مديرًا جديدًا لمكتب التحقيقات الفيدرالية، وهو "كريستوفر راى"، واصفة الأمر بأن "ترامب" "أخرج مدير مكتب التحقيق الفيدرالي الجديد من القبعة". يذكر أن مدير مكتب التحقيق الفيدرالي الجديد، كريستوفر رأي، كان المدعي العام الاتحادي وموظفي وزارة العدل في عهد الرئيس الأسبق، جورج بوش. وفي السياق، تحدث الخبير القانوني، جيفري توبين، قائلًا: "ليس هناك شك بأن "ترامب" طلب من "كومي" إسقاط التحقيقات ضد فلين، الخاصة بروسيا، عندما قال أن "فلين" لم يفعل شيئًا". وحول صدق اعترافات جيمس كومي، قال "توبيين": "اعتقد ذلك"، متابعًا أنه دوّن كل كلمة ولقاء ومكالمة هاتفية له مع الرئيس "ترامب" بتواريخ، وكأنه كان يعلم مسبقًا أنه سيظهر عاجلًا أو آجلًا كشاهد"، مؤكدًا أن استقالة "ترامب" تلوح في الأفق. ونوهت الصحيفة بأن في الساعات التي تلت نشر اعترافات "كومي" حللت كل القنوات الإخبارية والصحف الأمريكية هذه المسألة، بأن "ترامب" يريد عرقلة ممارسة العدالة في البلاد، "فهل من أجل هذا السبب أقيل جيمس كومي من البيت الأبيض؟". في المقابل، صرح "ترامب" بأنه سيرد على كل هذه الاتهامات على "تويتر"، وهو الأمر الذي لا يتمناه أنصار الرئيس من المحافظين.