قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن جماعة الإخوان المسلمين ربما تكون محظورة لكنها أظهرت في الانتخابات البرلمانية الجارية أنها حتى الآن الجماعة المعارضة الأقوى في مصر من خلال ما أسمته الهزيمة التي ألحقتها الجماعة بالمعارضة السياسية العلمانية وكسر احتكار الحزب الحاكم للسلطة. وأضافت الصحيفة أن الحزب الوطني الديمقراطي بزعامة الرئيس حسني مبارك فيما يبدو سيستمر في السيطرة على أغلبية كبيرة من مقاعد البرلمان بعد فوزه ب 195 مقعدا حتى الآن. لكن في الوقت نفسه أكدت أن التشكيل الجديد للبرلمان المصري قد يعني أن الحزب سيجد نفسه مجبرا على الدفاع عن سجله وإجراءاته ضد جماعة الإخوان المتزايد قوتها على الملأ. وأشارت الصحيفة في تقرير لها عنوانه "تحت الإكراه: جماعة إسلامية في مصر لا يزال يطفو في الانتخابات" إلى أن نجاحات الإخوان قد تجبر أيضا إدارة الرئيس جورج بوش على اتخاذ قرار حول ما إذا كان سيفتح قنوات اتصال بالجماعة، وهو الأمر الذي نفته وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس خلال رحلتها في منطقة الشرق الأوسط في يونيو الماضي. في السياق نفسه نقلت "نيويورك تايمز" عن حسام بدراوي أحد أعضاء الحزب الوطني البارزين والذي خسر مقعده لصالح منافس مستقل عن دائرة قصر النيل قوله: (فوز الإخوان) يعني أن الناس مصابة بالإحباط وأن الناس ليسوا سعداء.. نسبة كبيرة من الناس اختارت شعار الإسلام هو الحل ما يعني أنها لا يثقون بقدر كاف فيما نقوله. وعن أبو العز الحريري نائب رئيس حزب التجمع اليساري والذي خسر أيضا مقعده أمام أحد مرشحي الإخوان نقلت الصحيفة قوله: إنهم أي الإخوان قوة موازية للحكومة. اعتبرت الصحيفة أنه في ظل نسبة الإقبال الضعيفة على التصويت والتي تتراوح ما بين 10 إلى 25 في المائة فإن جماعة الإخوان رغم نجاحاتها فإنه يصعب الجزم بعمق التأييد الذي تحظى به. ألمحت الصحيفة إلى أن الانتخابات البرلمانية كان يفترض أن تكون فرصة للقادة الصغار في الحزب الوطني بقيادة نجل الرئيس جمال مبارك لتقديم أجندة هدفها فتح العملية السياسية، وإن كان بقدر طفيف، وإحالة قادة الحرس القديم وممارساتهم التقليدية إلى التقاعد. لكن على حد قول الصحيفة فقد بعض هؤلاء القادة الصغار مقاعدهم. ونقلت الصحيفة أيضا عن أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة حسان نفاع قوله: نتائج الانتخابات حتى الآن تظهر أن ثمة حالة استقطاب مزعجة.. لدينا تيارات ديني على جانب وحزب فقد شرعيته ومصداقيته يحاول دون جدوى الحفاظ على السلطة على جانب آخر. أما عبد المنعم سعيد، عضو الحزب الوطني ومدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية فنقلت الصحيفة عنه القول: لقد بولغ كثيرا في قوة الحزب الوطني الديمقراطي أما الآن فهي تنحسر.. لقد ظهرت قوة الإخوان كما كانت متوقعة لأننا نعرف أنهم هناك.. إننا الآن نراهم أحياء أمامنا.