كمال حبيب دعيت لندوة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ضمن برنامج حوار الحضارات بالكلية حول العلاقة بين المسلمين والمسيحيين ومخاوف العزلة والاندماج ، وكان ضمن الحضور العديد من جيل الوسط القبطي مثل سامح فوزي وهاني لبيب وسمير مرقس وعدد آخر ممن لا أذكرهم هنا ، وكان هناك بعض الحضور من أجيال مسلمة متعددة كان هناك الدكتور محمد كمال إمام ، والدكتور سيف عبد الفتاح والدكتورة نادية مصطفي والدكتور عبد العزيز شادي ، والعديد من خريجي الكلية وشبابها وكانت الجلسة مغلقة ونوقشت الأمور بانفتاح ولاحظت كما أوضحت في كلمتي أن هناك العودة من جديد للحديث عن أساس للجماعة الوطنية المصرية . فهناك من يقول نحن لا نعرف ماهي الجماعة الوطنية المصرية والبعض قال نحن لا نعرف ماهي الأمة أو الجماعة ؟ وأوضحت بشكل قاطع لا يقبل الجدل أو النقاش أن الجماعة الوطنية المصرية التي أنتمي إليها شخصيا وينتمي إليها الناس البسطاء في مصر هي الجماعة التي أغلبها مسلمون يدينون بالإسلام وغالب الدراسات الموثوقة تقول : إنهم 94% بينما يوجد لدينا أقلية عددية من المصريين يدينون بالمسيحية وأن التعدد الذي يثري الجماعة الوطنية لا ينفي عنها صفة الجماعة من ناحية ، كما لا ينفي عنها من ناحية أخري أن لها دين واحد هو الإسلام يمثل النظام العام لها ، فتعدد الأديان داخل الجماعة الوطنية ليس معناه نفي دين الأغلبية أو الاعتراف به من أجل عيون الأقلية ، ولكن هذا الاعتراف بدين الأغلبية كمكون للجماعة المصرية لا ينفي أبداً أن للأقلية حقوقا لا بد من حفظها وهي حقوق الأقلية في أية مكان في العالم فلهم حق المساواة وعدم التمييز ، ولهم حق ممارسة شعائرهم الدينية ، ولهم حق المواطنة كاملا وهو ماانتهي إليه الاجتهاد داخل الجماعة الفكرية الإسلامية . وهذا ليس ابتعادا من عندنا ، ولكن حدث في أول القرن تحت تأثير الاحتلال البريطاني ( عامل خارجي ) أن عقد الأقباط مؤتمرا ً في أسيوط وقالوا أنهم مضطهدون وكان المؤتمر تعبيراً طائفيا وقامت الجماعة الوطنية وعقدت " المؤتمر المصري " وكان علي رأسه جماعة علمانية مثل أحمد لطفي السيد وعبد العزيز فهمي وناقشوا كل وسواس الأقباط وانتهوا إلي أن دين الأغلبية المصرية هو الإسلام وأن التسامح في عدم اعتباره مرجعاً للجماعة الوطنية هو خطأ يعبر عن التهاون . وجاء دستور 1923 م وقال إن دين الدولة في مصر هو الإسلام ، وهو دستور علماني أو مدني كما يقول العلمانيون اليوم ، وفي الدستور المصري يوجد نص يقول إن دين الدولة الرسمي هو الإسلام وأن الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع ، وهذا مكون للجماعة الوطنية المصرية صنع حضارتها وتاريخها وحفظ للأقباط حقوقهم وحماها فمصر عربية إسلامية بالهوية والحضارة كما قال مكرم عبيد " أنا مسيحي دينا مسلم وطنا أو حضارة " . كيف نتجاهل اليوم أن الجماعة الوطنية التي أنتمي إليها وينتمي إليها " سامح فوزي " هي جماعة لها مرجعية إسلامية تعترف للأغلبية بحضورها وتاريخها وفي نفس الوقت تعطي للصديق " سامح " كل حقوقه في أن يكون مواطناً فهو زميل صحفي وله نفس الحقوق والواجبات وهو خريج نفس الكلية التي تخرجت منها ويجمعنا مشتركات عديدة ولكن لو جاء ليقول إن شرط انتمائي للجماعة الوطنية المصرية هي نفي الإسلام ، فمعني ذلك أنه يهدد وجود هذه الجماعة ولن يكون ذلك مقبولا أبداً . مصر عربية إسلامية مكونان رئيسيان لا يمكن هز الثقة بهما أو التشكيك فيهما فهو هوية هذا البلد مسلمين ومسيحيين وهنا الإسلام الحضاري شارك فيه كثير من المسيحيين والأقباط . لا يجب أن تضيع في ظل لحظة اليأس والضعف والاستبداد التي تعيشها الجماعة الوطنية المصرية الثوابت والبديهيات أو تتوه الحقائق ، نعم يمكن القول أن هناك مشاكل للأقلية تناقش وتحل داخل الجماعة الوطنية ولكن ليس علي حساب قوام هذه الجماعة ووجودها وهي العروبة والإسلام . [email protected]