أحسب أن مشروع مصر القوية الذى يحمله الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وبرنامجه الانتخابى (وكذلك الفريق الداعم والمساند له)، يراهنون على ثلاثية واضحة المعالم محددة القسمات. وهى ثلاثية أحسبها قاضية وحاكمة على تفاعلات المستقبل فى مصر القادمة: أول عناصر هذه الثلاثية هى الرهان على المستقبل: رهان على مستقبل أدار ظهره وفكره وبيعته وقسمه أو التزاماته وثقله وفروضه للماضى، رهان على المستقبل الذى يبنيه الاصطفاف الوطنى وكل التيارات الفكرية والسياسية أو أغلبها بما يتشكل معه عناصر التيار الرئيسى فى المجتمع المصرى. رهان على مستقبل واعد فى ظل مناخ حرية، تفرز فيه الطاقات وتتحرر فيه المواهب وتنطلق فيه الإمكانات. رهان على المستقبل الذى أفرزته ثورة 25 يناير وبلورته روح ميدان التحرير وكل ميادين مصر التى أسقطت المخلوع. الرهان الثانى: هو رهان على وعى الناس، أقصد الناس البسطاء غير المؤدلجين وغير المنتمين للتيارات أو لأحزاب أو لجماعات كبيرة، هؤلاء الناس العاديين (وأنا هنا أستخدم الكلمة بمعنى إيجابى تمامًا) تستطيع التمييز بحسها بل وبفطرتها بين من يسوقها سوقًا لاختيار محدد ومن يطرح عليها مشروعًا وطنيًا، ويدعوها للمساهمة فى ترشيده ودعمه. ومن هنا يأتى دعمنا ومحاولة تبشيرنا بمشروع مصر القوية وبرنامج الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الرئاسى، ممثلاً للمشروع ومعبرًا عنه ونراه أنسب من ترشح للنهوض بمصر وإخراجها من عنق الزجاجة والعبور بها من تلك الفترة العصيبة التى تحياها على مختلف الصعد، ومحاولة تجاوز نظام مبارك الذى ما يزال جسده يحكمنا بعد أن عصفت إرادة الشعب برأس النظام وعصابته الصغيرة. مشروع مصر القوية، وبرنامج الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح هو مشروع وطن وبرنامج إنقاذ وطنى يحمله فريق داعم من كل التيارات والأحزاب أو أغلبها، يقدمه شخص يحمل مواصفات القائد (القائد الذى يحترم فريقه وينزل على رأيه وفريقه يصوبه إذا أخطأ فلا قداسة ولا ادعاء العصمة). هذا الرهان على وعى الشعب ومخزونه من الحكمة والقدرة على الاختيار الصائب والقدرة على النفاذ إلى عمق ما يطرح عليه من أفكار وآراء واستخلاص المعنى والمغزى منها. ومن علامات نجاح مشروع مصر القوية هو احترامه لاختيارات الناس، وقبل ذلك حقها فى الاختلاف، هذه الثقة فى وعى الناس وحكمتها والركون إلى مخزونها من البصيرة الكاشفة هى أحد أهم أفراس رهان مشروع مصر القوية، وبرنامج الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والفريق الداعم له. الرهان الثالث: هو الرهان على حركة الشباب والثقة فى قدرتهم على تحدى صعاب الواقع والضغوط المختلفة من كل حدب وصوب. فالشباب هو من قام بالثورة وهو من دفع ثمنها من حياته، وللأسف همشته أغلب التيارات الكبيرة، فلدولة العواجيز قدرة عجيبة على تهميش الشباب، رغم أن هذا الشباب هو من حررهم الشعب بعسكرييه قبل مدنييه. ضحى الشباب بحياته، ومنهم من فقد عينه أو أصيب إصابات بالغة مقعدة ليحكمنا عواجيز الفرح مرة أخرى، بل ويمارسون أبشع أنواع الإقصاء للشباب، فجاء ما يطلق عليه برلمان الثورة ونسبة الشباب فيه مخزية. وفى كل المواعيد، دفع الشباب الثمن غاليًا من حياته ودمه حتى كانت أحداث العباسية الأكثر خزيًا فى مسيرة العلاقات المدنية العسكرية فى مصر، وللمجلس العسكرى الذى ولاه حسنى مبارك مقاليد الأمور وإدارة شئون البلاد، فأداره نيابة عنه وليس نيابة عن الشعب والشباب الذين أزالوا سيف التوريث من على رقابهم (وما كانوا يملكون له دفعًا). وهذا الرهان هو أحد أهم أفراس النجاح، فالمستقبل لن يعيشه إلا الشباب والناس العاديون لن ينجح فى مخاطبتهم والوصول إليهم إلا الشباب، وهم من لهم القدرة على التواصل مع المستقبل بأدواته وآلياته وأساليب عمله. كلمة أخيرة: مشروع مصر القوية وبرنامج الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الرئاسى، هو رهان الحالمين الذين لديهم القدرة على تجاوز إحباطات الواقع وآلامه. مشروع مصر القوية وبرنامج الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الرئاسى هو رهان العابرين من سجن الأيديولوجيات والأفكار والجيتوات الفكرية والاجتماعية والنفسية. مشروع مصر القوية وبرنامج الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الرئاسى هو رهان المنتمين لمصر الدولة والوطن والشعب والناس، مصر باعتبارها أكبر من تياراتها وأحزابها وجماعاتها. وفى دعمنا لمشروع مصر القوية وبرنامج أبو الفتوح الرئاسى، لا ندعم شخصًا بقدر ما ندعم مشروعًا مستوفى الأركان، مستوى على سوقه صيغ بأيدى خيرة الخبراء المشهود لهم بالوطنية من مختلف التخصصات. مشروع قابل للحياة على الأرض، يثمر ولو بعد حين.