أنتقل صباح اليوم إلي الرفيق الأعلي فضيلة الشيخ الجليل محمد الراوي عن عمر ناهز التسعة والثمانون عاماً . ومن خلال التقرير سنعرض السيرة الذاتية للعلامة الأزهري الشيخ محمد محمد الراوي وعشر معلومات تلخص مشوار الشيخ الجليل : نشأته : نشأ الشيخ الراوي يتيما في بيئة دينية ، ولد في قرية " ريفا" بمحافظة أسيوط 1 فبراير 1928 ، وتربي علي حفظ القرآن مع خاله ووالد زوجته الشيخ محمد فرغلي أحد قيادات الإخوان المسلمين الذي أعدم عام 1954 وكان مقتله سببا في أن يخرج الراوي من مصر إلي نيجيريا بعد أن تزوج ابنة عمه التي كان عمرها آنذاك 13 عاما ثم سافر بها إلي السعودية ليستقرا بها ربع قرن أكمل فيه دراسته الدينية وكذلك أكملت زوجته دراستها الجامعية في أصول الدين. درس الشيخ الجليل وتخرج من جامعة الأزهر الشريف وكان عضوا في مجمع البحوث الإسلامية بمصر و وعضو هيئة كبار العلماء المسلمين ، كما عين رئيس قسم التفسير بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض . برامجه الدينية : «حق اليقين».. «عبر من قصص القرآن».. «وقفات مع آيات» كلها برامج دينية ارتبطت بشهر رمضان وربطت المتفرجين بالشيخ محمد الراوي أحد أعلام العالم الإسلامي ، وله أكثر من 30 شريط كاسيت في مختلف الموضوعات الدينية كشريطه عن العقيدة والعبادات وسلسلة شرائطه «14 شريطا» عن السيرة النبوية وآخر عن رمضان، كما أن لديه برنامجا في إذاعة القرآن الكريم يذاع يوميا لمدة 10 دقائق يسمي «كان خلقه القرآن». ويرى الشيخ الراوي أن أفضل الدعاء هو ما خرج من القلب فهو لا يؤمن بمن يستحضر التقوي في علاقته مع الله أمام الناس ولا يريحه أن يقوم بتحضير الدعاء ليقوله علنا أمام الناس لأن القرآن يغني عن تحضير الدعاء فهو يدخل سامعه في حالة دينية خاصة يستشعر فيها كل ما يريد أن يقوله. ويؤكد أن أصحاب الأصوات الندية لهم فضل كبير في تقوية العلاقة مع الله، ومن أفضل الأصوات عنده صوت الشيخ محمد صديق المنشاوي الذي كان علي صوته ينتقل إلي حالة إيمانية داخلية قوية تجعله هائما في معاني القرآن لأن العلاقة مع الله تستوجب استحضار أثر الخالق في المخلوق. اعترافه بفضل زوجته : لا ينكر الشيخ الراوي فضل زوجته أم أسامة عليه في كونها سببا مهما في نجاحه وتفرغه لعمله ومتابعة دراساته وطلاب العلم الذين يشرف علي أبحاثهم فضلا عن مسؤوليتها عن مواعيده والتزاماته وتنظيم أوراقه ومواعيد برامجه وحواراته الصحفية. اعترافه بفضل الشيخ هاشم مرسى : ولا ينكر الراوي أيضا فضل أستاذه الشيخ هاشم مرسي ومثله الأعلي الذي درس له علم التفسير في محافظة سوهاج وهو صاحب الفضل في أن يتجه إلي دراسة أصول الدين لأنه أصل محبة القرآن في قلبه وأوصلته إلي محبة الله بسبب عشقه للقرآن حتي إنه كان عندما يقرأ القرآن يفهمه المستمع دون شرح ولهذا كان يعمد إلي مناقشته والجدال معه في كل كبيرة وصغيرة كي يتعلم منه قدر الإمكان ولما رأي الشيخ منه ذلك ساعده ونصحه بالاستمرار في طريق القرآن وتفسيره. حياته العلمية : حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة في القرية. حيث كانت المعاهد الأزهرية لا تقبل الطالب في السنة الأولى إلا بحفظ القرآن الكريم كله. ويبقى الطالب في المعهد تسع سنوات، أربع سنوات في القسم الابتدائي وخمس سنوات في القسم الثانوي. وبعد الانتهاء من الدارسة في معهد أسيوط تقدم إلى كلية أصول الدين بالقاهرة وحصل منها على الشهادة العالية عام 1954م حصل على الشهادة العالمية مع تخصص التدريس من كلية اللغة العربية – جامعة الأزهر عام 1956م حياته العملية : عمل بعد تخرجه بقسم الدعوة في وزارة الأوقاف ثم أصبح مفتشا عاما في مراقبة الشؤون الدينية بعد مسابقة عامة لجميع المفتشين كان ترتيبه الأول على الناجحين نقل بعدها إلى مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة وعمل بالمكتب الفني بالمجمع. ابتعث من قبل الأزهر الشريف إلى نيجيريا لتدريس اللغة العربية وعلوم القرآن. طلب لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وانتقل إليها بداية من العام الدراسي 1390* 1391ه واستمر بها مدة تزيد على خمس وعشرين سنة عمل خلالها في: كلية اللغة العربية – مدرسا للتفسير والحديث كلية العلوم الاجتماعية – من بداية إنشائها ساهم في قيام كلية أصول الدين – وعمل بها أستاذا للقرآن وعلومه ورئيسا لقسم القرآن أكثر من ثلاثة عشر عاما ساهم في إنشاء المعهد العالي للدعوة الإسلامية وقام بإلقاء المحاضرات فيه وأشرف على بعض رسائل الماجستير للذين أكملوا الدراسة فيه، كما أشرف على كثير من الرسائل العلمية ما بين ماجستير ودكتوراة في كلية أصول الدين وغيرها من كليات الجامعة. اشترك في مناقشة كثير من الرسائل العلمية في جامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة أم القرى بمكة المكرمة، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجامعة الملك سعود. مؤلفاته: الدعوة الإسلامية دعوة عالمية (مجلد كبير) طبع عدة مرات كلمة الحق في القرآن الكريم – موردها ودلالتها (مجلدان) طبع أكثر من مرة. حديث القرآن عن القرآن (مطبوع) القرآن الكريم والحضارة المعاصرة (كتيب مطبوع) القرآن والإنسان (مطبوع) الرسول في القرآن الكريم (مطبوع) الرضا (مطبوع) منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله (مخطوط) كان خلقه القرآن (مخطوط) المرأة في القرآن الكريم (مخطوط) جهوده في خدمة الإسلام إلقاء المحاضرات العامة في بيان هداية القرآن الكريم ومقاصده لمدة خمس سنوات في نيجيريا. تعددت وتنوعت المحاضرات في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية رحم الله الشيخ الجليل