قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن الانتخابات الرئاسية التى ستجرى فى مصر يومى الأربعاء والخميس بات كل شىء فيها متوقعًا، لكنها قالت إنه وفقًا لاستطلاعات الرأى فإن هناك مرشحين سيبقيان للنهاية هما: عمرو موسى، وزير الخارجية، الأمين العام لجامعة الدول العربية سابقًا، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، القيادى السابق بجماعة "الإخوان المسلمين". ووصفت الصحيفة، موسى بأنه "رجل الدولة"، وبعد أن استعرضت سيرته الذاتية فى مجال السلك الدبلوماسى، تطرقت إلى موقفه من قضية الصراع العربى الإسرائيلى، قائلة إنه كان على خلاف مع الرئيس السابق حسنى مبارك فى قضايا تتعلق بإسرائيل والفلسطينيين، دون توضيح ماهيتها. وأشارت إلى أنه من خلال برنامجه الانتخابى يظهر كمن يرفض تقديم تنازلات فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية دون مقابل، مع ذلك، قالت إن لديه الحل لتلك القضية وهو إقامة دولة فلسطينية بحدود 67 وعاصمتها القدسالشرقية. وذكرت أن موسى يدعو إلى شرق أوسط خالٍ من السلاح النووى بما فيه إسرائيل، واحترام جميع الاتفاقيات الدولية مع مصر بما فيها اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع تل أبيب، كما أنه رفض أن يصف إسرائيل ب "العدوة" خلال مناظرته التليفزيونية مع أبو الفتوح التى أجريت مؤخرًا. وبعنوان"المرشح الشعبى.. أبو الفتوح"، قالت الصحيفة إن الطبيب البالغ من العمر 61 عامًا شن هجومًا لاذعًا ضد إسرائيل عندما وصفها ب "العدوة"، وتعهد بأن يبقى من كامب ديفيد ما فيه مصلحة المصريين، كما أعلن أنه سيقوم بمراجعة الاتفاقية كل خمس سنوات، وعندما تم إلغاء اتفاقية الغاز الشهر الماضى كان من أوائل المباركين والمهنئين. وفيما تساءلت الصحيفة "من الأفضل لإسرائيل"؟، نقلت الصحيفة عن البروفيسور يورام ميطال خبير الشئون المصرية بجامعة بن جوريون قوله: "موسى وأبو الفتوح لديهما رؤى متضادة فيما يتعلق بإسرائيل؛ فموسى يرى فى إسرائيل خصمًا يجب محاربته على الصعيد الدبلوماسى والسياسى بينما يرى فيها أبو الفتوح عدوًا". ورأى أن الاتفاقية قد تستمر مع موسى لكن مع أبو الفتوح "فهذا أمر غير مؤكد"، لافتًا إلى أن "إسرائيل متيقظة لهذا الموقف وترى فى مصر إذا ما ترأسها موسى تحديًا صعبًا جدًا لكنه تحدٍ يمكن التعامل معه ومواجهته إما مع أبو الفتوح فإنه من الصعب فتح حوار مع القاهرة". وأضافت الصحيفة أن "موسى يحاول أن يقدم نفسه كشخص مناسب فى المكان المناسب ويعتمد على خبرته الدبلوماسية والسياسية الغنية، وعلى العكس أبو الفتوح مرشح شعبى ويصور نفسه كشخص طامح فى تحقيق أهداف ثورة 25 يناير، ولا عجب أن أحد رموز الثورة (وائل غنيم) دعا الشباب إلى التصويت له"، لافتة إلى أن على موسى وأبو الفتوح أن يقوما بإرسال باقات وأكاليل من الورود للجنة العليا للانتخابات بعد قيامها باستبعاد 3 مرشحين لهم وزنهم الثقيل وعلى رأسهم القيادى الإخوانى خيرت الشاطر. مع ذلك رأى ميطال أن هناك مرشحين آخرين لهما أيضًا فرص كبرى فى الفوز أحدهما أحمد شفيق رئيس الحكومة الأسبق، والدكتور محمد مرسى القيادى ب "الإخوان المسلمين". وقالت الصحيفة إن مرسى، رغم عضويته بعدة منظمات معادية لإسرائيل إلا أنه أعلن أكثر من مرة عن أن جماعة "الإخوان" ستحترم كل الاتفاقيات الدولية التى وقعت القاهرة عليها بما فيها كامب ديفيد. أما شفيق فقت الصحيفة إنه قطع شوطًا بعيدًا فيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل؛ عندما أعلن موافقته على زيارة إسرائيل وهى الخطوة التى امتنع مبارك نفسه عن القيام بها. وأضاف الخبير الإسرائيلى: "طالما لم تتم صياغة الدستور فإن المصريين سينتخبون رئيسًا لا يعرفون صلاحياته مقابل الأخرى، هناك العديد من مراكز القوى كالبرلمان والرئاسة والجيش والشباب والنخبة الاقتصادية، حتى بعد الانتخابات للرئاسة ستستمر تلك المراكز فى الصراع مع بعضها البعض على الحكم فى الدولة ربما لمدة سنوات". وتابع: "بعد انتخاب رئيس الجمهورية لا يمكننا الافتراض أنه فجأة سيكون هناك حالة استقرار بمصر وأن الجميع سيقبل قرارات الرئيس كما لو كانت أمرًا مفهومًا من تلقاء نفسه؛ العكس هو الصحيح إننى أتوقع كثيرًا من التنافس والصراعات على السلطة، خاصة أن القاهرة تمر بعملية ثورية، والمظاهرات ضد الرئيس المقبل تبدو كأمر محتمل".