تاريخ ميلاد أفلاطون غير معلوم على وجه اليقين، لكن بعض المصادر القديمة ذكرت أنه ولد فى مثل هذا اليوم عام 427 ق . م فى أثينا، وهو فيلسوف وعالم رياضيات، وهو مؤسس أكاديمية أثينا التى هى أول معهد للتعليم العالى فى أوروبا، كان تلميذًا ل"سقراط" وأستاذًا ل"أرسطو". أسس أفلاطون الفلسفة المثالية وعرف الفلسفة بأنها السعى الدائم لتحصيل المعرفة الكلية الشاملة التى تستخدم العقل وسيلة لها وتجعل الوصول إلى الحقيقة أسمى غاياتها، وأوجد أفلاطون ماعُرِفَ من بعدُ بطريقة الحوار، التى كانت عبارة عن دراما فلسفية حقيقية، وينسب إليه نحو أربعين كتابًا، بينها سبع وعشرون محاورة موثوقة، فى حين يعد الباقى إما مشكوكًا فى نسبته إليه وإما منحولاً عليه بالكامل. تميز الميتافيزياء الأفلاطونية بين عالمين: العالم الأول، أو العالم المحسوس، هو عالم التعددية، عالم الصيرورة والفساد. ويقع هذا العالم بين الوجود و اللاوجود، ويعتبَر منبعًا للأوهام لأن حقيقته مستفادة من غيره، من حيث كونه لا يجد مبدأ وجوده إلا فى العالم الحقيقى للمثل المعقولة، التى هى نماذج مثالية تتمثل فيها الأشياء المحسوسة بصورة مشوَّهة، ذلك لأن الأشياء لا توجد إلاَّ عبر المحاكاة والمشاركة، ولأن كينونتها هى نتيجة ومحصلِّة لعملية يؤديها الفيض كصانع إلهى، أعطى شكلاً للمادة التى هى، فى حد ذاتها أزلية وغير مخلوقة. ويشرح أفلاطون عملية سقوط النفس البشرية التى هوت إلى عالم المحسوسات بعد أن عاشت فى العالم العلوى - من خلال اتحادها مع الجسم، لكن هذه النفس وعن طريق تلمسها لذلك المحسوس، تصبح قادرة على دخول أعماق ذاتها لتكتشف، كالذاكرة المنسية، الماهية الجلية التى سبق أن تأمَّلتها فى حياتها الماضية: وهذه هى "نظرية التذكر" التى يعبِّر عنها بشكل رئيسى فى كتابه "مينون" من خلال استجواب العبد الشاب وملاحظات سقراط الذى "توصل" لأن يجد فى نفس ذلك العبد مبدأ هندسيًّا لم يتعلَّمه هذا الأخير فى حياته. كتاب "الجمهورية" المجموع فى عشر كتيبات كتبها خلال عدة سنوات (ما بين أعوام 389 و369 ق م)، هى العمل الرئيسى لأفلاطون المتعلق بالفلسفة السياسية. مفهوم الدولة العادلة طبقًا لما أورده أفلاطون فى كتابه "الجمهورية" تقوم على مشاعية الأملاك والنساء، اللواتى لا يكون التزاوج معهن انطلاقًا من الرغبات الشخصية، إنما استنادًا لاعتبارات النسل، تلك المشاعية الخاضعة لمفهوم التقشف الصحى، أى المعادى للبذخ؛ تلك الدولة القائمة على التناغم والمستندة إلى فصل صارم بين طبقاتها الأساسية الثلاث التى هى: طبقة الفلاسفة أو القادة، وطبقة الجنود، وطبقة الصنَّاع ، والتى هى على صورة التوازن القائم بين المكونات الثلاث للنفس الفردية.