دكتور كلاب وقطط ومسميات أخرى تطلق على الأطباء البيطريين تغضبهم وتزيد من همهم، بعدما ألغت الدولة قرارات تكليفهم منذ عام 1995، لينضموا ضمن طابور البطالة بالرغم من كونهم من خريجي كليات القمة، ويأخذون على عاتقهم رحلة البحث عن وظيفة. "المصريون" التقت مجموعة من الأطباء الشباب خريجي كلية الطب البيطري بمحافظة الإسماعيلية، الذين قرروا إيجاد فرصة عمل لهم ولكن بمفهوم ومنظور جديد على المجتمع، ليطبقوا ما أخذوا بالكلية بعيدًا عن العيادات البيطرية والعمل الحكومي الروتيني.
الأطباء قاموا بفتح محل "جزارة" لبيع اللحوم بطريقة مهنية واحترافية، فأصبحوا أول أطباء جزارين على مستوى الجمهورية. يقول الدكتور محمد خليفة، طبيب بيطري، وصاحب الفكرة، إنه ظل يدرس المشروع منذ أكثر من عامين، خاصة أن معظم محلات الجزارة لا يوجد بها أي اشتراطات صحية، مع وجود الكثير من عمليات الغش التجاري التي تتم من بيع لحوم غير آدمية، ومن هنا جاءت الفكرة التي كانت تحتاج إلى أكثر من شخص لتنفيذها، نظرًا إلى المبلغ الضخم "رأس المال" الذي تحتاجه. وأضاف أن المشروع ضم 4 شباب بيطريين من ضمنهم فتاة حاصلة على مؤهل الطب البيطري، يضعون خبرات دراستهم وعلمهم في المشروع ليفيدوا المواطنين بلحوم سليمة وآمنة تمامًا. "المصريون" تجولت داخل محل الجزارة أو "لحوم الدكتور" كما أطلقوا عليه، لتجد مكانًا مختلفًا عن أي محل جزارة. يقوم الدكتور محمد عتيق، مرتديًا البالطو الأبيض بتقطيع اللحوم للزبائن بنفسه ويتناقش معهم ليعرفهم بمصدر اللحم وفوائد أجزائه بأسلوب حضاري. وأكد أنه منفذ وصاحب المشروع، بعد مساعدة برأس المال ليتبنى فكرة مشروع شبابي دون أن يعرف عواقبه، ولكنه أراد أن يحقق طموحات شباب ينتظرون في طابور البطالة تحت لقب "دكاترة". وأضاف أنهم كسروا كل حواجز العادات المصرية في كيفية جعل طبيب بيطري صاحب مجزر بل إنه يقوم بالبيع بنفسه، ليخرجوا بالمجتمع من عنق الزجاجة. وتابع: "فكرة محل الجزارة لأطباء بيطريين هى الأولى من نوعها في الإسماعيلية، وهم من لهم حق ملكيتها، وليس عيبًا كما رأى بعض المقربين منهم في بداية الأمر. وأوضح أنه بالرغم من الافتتاح الذي لم يمر سوى شهر تقريبًا عليه، إلا أنهم وجدوا إقبالاً كبيرًا من المحيطين والمواطنين، نظرًا لرغبة المواطن على شراء المضمون والصحي، مشيرًا إلى أن اللحوم تخضع للإشراف الكامل من مديرية الصحة والطب البيطري كباقي محلات الجزارة الأخرى، بجانب إشرافهم كأطباء بيطريين.