خرج علينا الدكتور يوسف زيدان - بدون استئذان - ليصرح لنا برأيه في صلاح الدين الايوبي وهو للانصاف ليس رأي يوسف زيدان وانما هو رأي بعض الصليبيين والروافض في صلاح الدين وهم معذورون في ذلك فهم موتورون من الرجل الذي هزمهم وافسد مخططاتهم .. كما نحن معذورون في اعتبار "جنكيز خان " محتل وغاصب لكنه في عيون انصاره فاتح عظيم وقائد فذ . وهذا واضح جداً في الحكم على الشخصيات التاريخية فيجب اولاً أن تحدد في أي مكان تقف ليكون رأيك متسقاً مع واقعك وضمير الأمة التي تنتسب اليها ..فالجاسوس عندك هو أحقر انواع البشر ولكنه عند قومه بطل قومي ضحى بحياته من اجل وطنه ورفعته . وينسحب هذا على كل زعماء التاريخ العسكري خاصة أن الشخصية العسكرية نالت هذا الخلود بحكم مواقفها ومعاركها ومناصرتها لمواقف أُمَمِها فلو اضاف الدكتور زيدان للجملة التي قالها جملة اخرى وهي أن هذا من وجه نظر الصليبيين لكان ذلك صحيحاً .. نعود للورد " اللنبي " ولو أنك من مدن القنال .. مدن البطولة والفداء في ارض الرباط " مصر " ففي الربيع طبقاً للتراث الشعبي يتم حرق دمية تمثل " اللورد اللنبي " المندوب السامي البريطاني في مصر وقائد التجريدة المصرية الذي انتصر على العثمانيين ودخل فلسطين وكانت ركلته الشهيرة هي ركلة البداية لقيام دولة الكيان الصهيوني لتتحول الفكرة إلى واقع يجري تكريسه عبر قرن من الزمان .. وتكمن مشكلة الدكتور زيدان في كراهيته المطلقة للشخصيات العسكرية ولو وقفت على رأيه في جمال عبدالناصر وثورة يوليو لعرفت أن الرجل جرى استفزازه وسحبه لمعركة جانبية كما هو الحال لو استضفت شيخ طريقة صوفية وسألته عن رأيه في الطواف حول القبور وطبعاً أنت تعرف رأيه ولكنه استدراج لتشوية صلاح الدين وهي ركلة بداية جديدة لمشروع تمكين دولة الكيان وقد هموا بما لن ينالوا باذن الله .. يمكن مشاهده رأي الدكتور زيدان في ثورة يوليو والظباط الاحرار من هذا الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=I_pnLdq-FJs والمشكلة الثانية للدكتور زيدان مع الناصر صلاح الدين هو الفيلسوف السهروردي المقتول بأمر من صلاح الدين بتهمه الزندقة ولان الدكتور زيدان منهله ودراسته وشيوخه وعلماؤه هم الفلاسفة المتصوفه فهو – بلا شك – موتور من صلاح الدين وشهادته بحقه مجروحه وممكنك أن تقف على حلقة الدكتور زيدان عن السهروردي في حلقات الاولياء من هذا الرابط . https://www.youtube.com/watch?v=o6sX_F5MvJI وتبقى نصيحة للدكتور زيدان وكل المثقفين العرب وهي أن أي أُمّة من الأمم تشرع في تحطيم مُثلها العٌليا ونماذجها المُثلى فهي أُمّة بلهاء تقطع اواصر الترابط بين تاريخها في الماضي ومستقبلها فتصبح طافية على سطح الزمن تتقاذفها الايدي والارجل وحملات التغريب ويخرج افرادها وقد ملكتهم عقدة التفرنج والانبهار بقيم الاعداء. بل إن الأُمم التي لا تملك حضارة تشرع في بناء تاريخ مزيف لها وبناء شخصيات اسطورية ( غير حقيقية ) لتكون مثلاً أعلى لأطفالها وشبابها حتى كارتون الاطفال يزرعون فيه شخصيات مثل "الفايكنج" وغيرها من تراثهم الشعبي لربط اطفالهم وافكارهم بنسيج الأُمة بل لعلك زرت اوروبا وامريكا ورأيت تماثيل الطغاه والغزاه – من وجه نظرنا – وموضعها من الجامعات والشوارع والميادين العامة . الملخص : اولى بالمثقف أن يخدم قضايا أُمّته ويستخلص العبر من التاريخ ليجنب أُمّته اخطاء الماضي وليس البطل من يهاجم الموتى ولكنه من يواجه الأعداء ونحن لدينا من الأعداء ما يبصره الأعمى ويسمعه الأصم فاستقم يرحمك الله . [email protected]