تراجع العديد من القوى الليبرالية عن تقديم الدعم لعمرو موسى فى انتخابات الرئاسة المقبلة؛ خوفا من حدوث انشقاقات وتزايد الانقسامات والخلافات حول المرشحين للرئاسة. ومن أبرز القوى الليبرالية التى تراجعت عن دعم موسى، حزب المصريين الأحرار، الذى أسسه رجل الأعمال نجيب ساويرس، الذى ترك الحرية لأعضائه فى اختيار من يريدونه من المرشحين على الساحة السياسية، تجنبًا للانقسامات التى ظهرت واضحة بعد نشر "المصريون" خبرًا عن دعم ساويرس لموسى، وهدد الكثير من الأعضاء بالاستقالة فى حالة إعلان الحزب رسميًا دعمه فى الرئاسة. وعلى الخطى نفسها، سار حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى بقيادة الدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب، وترك الحرية لأعضائه فى المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وإرجاء إعلان مرشح الحزب إلى مرحلة الإعادة. فيما ترك الدكتور أيمن نور، زعيم حزب "غد الثورة"، الحرية لأعضائه للتصويت لمن يريدونه من المرشحين للرئاسة فى الجولة الأولى, إلا أنه فى الوقت نفسه أكد أن الحزب سيدعم عمرو موسى أو صباحى، إذا وصل أحدهما للإعادة فى الرئاسة, مع الوضع فى الاعتبار أن نور أكد أن صوته سيكون لعمرو موسى فى انتخابات الرئاسة. وأيضًا واجه حزب "العدل" بقيادة الدكتور مصطفى النجار، المشكلة نفسها واضطر إلى إرجاء إعلان المرشح الذى سيدعمه الحزب فى الرئاسة إلى مرحلة الإعادة، بعد تهديد البعض بالاستقالة فى حالة تأييد الحزب لعمرو موسى، بينما يؤيد مصطفى النجار، مؤسس الحزب، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، لذا اضطر الحزب على ترك الحرية لأعضائه فى المرحلة الأولى. وأكد الدكتور وحيد عبد المجيد، عضو مجلس الشعب، والمنسق العام للتحالف الديمقراطى من أجل مصر، أن من أفضل المواقف التى اتخذتها القوى الليبرالية هو ترك الحرية لأعضائها فى اختيار من يريدونه من المرشحين للرئاسة, تجنبًا للانقسامات والاستقالات فى حالة تأييد مرشحين بعينهم. وقال عبد المجيد، إن القوى السياسية كان عليها أن تدير حوارًا مع أعضائها من أجل مناقشة دعم أحد المرشحين المطروحين على الساحة السياسية، والتوصل إلى التوافق على أحدهم، ويفرض الحزب رؤيته على أعضائه من خلال الحوار والمناقشة البناءة. من جهته، رأى الدكتور محمد الخولى، المتحدث الإعلامى السابق للمجلس الاستشارى، أن الأحزاب والقوى السياسية لم تطور من نفسها، وتحتاج إلى مزيد من الوقت كى تنضج. وأشار إلى أن مواقف القوى السياسية لن يكون لها تأثير على شعبية المرشحين فى الشارع المصرى، وبالتالى فالإعلان عن تأييد مرشحين أو ترك الحرية لهم, لن يؤثر على شعبية المرشح وحظوظه فى الانتخابات, معتبرا أن دعم القوى السياسية هو سياسى أكثر منه انتخابى.