فيما يشبه الكماشة أو مخالب النمر عقدت القنوات الكبيرة، العزم على اقتسام الغنائم من الحدث السياسى الكبير، الذى تمر به مصر دون القنوات الأخرى، التى هى بمثابة الأشبال بالنسبة للأسد المفترس، فأقدمت قنوات ال cbc والذى يملكها محمد الأمين، وon tv لصاحبها نجيب ساويرس، ودريم لمالكها أحمد بهجت، والمحور وصاحبها حسن راتب، بالاتفاق مع كبرى وكالات الدعاية والإعلان فى مصر على إقامة "لوبى إعلامى" يحتكر مرشحى الرئاسة حصريًا على شاشتهم فقط دون غيرهم، وبدلاً من أن يدفع المرشح مقابل هذا الظهور يتفاوضون معه فى المقابل الذى سيحصل عليه، فوجدها المرشح فرصة بعد أن كان يحمل هم مصاريف الدعاية، وطالب البعض منهم بمبالغ كبيرة، ومن المعروف أن عدد مرشحى الرئاسة 13 مرشحًا اختارت منهم قناة الcbc ثمانية فقط، وهم الأقوى من وجهة نظر القناة، ورأت أنه من المحتمل أن تنحصر بينهم المنافسة دون غيرهم من المرشحين وهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى وأحمد شفيق وأبو العز الحريرى وسليم العوا وخالد على والدكتور محمد مرسى وحمدين صباحى، وعند التفاوض معهم على الظهور فى مناظرات على شاشة ال cbc وأن القناة على استعداد لدفع المبلغ الذى يراه المرشح مناسبًا له، طلب كل من أحمد شفيق وحمدين صباحى وخالد على نصف مليون جنيه لكل منهم بينما طلب عبد المنعم أبو الفتوح 750 ألف جنيه وعمرو موسى 600 ألف جنيه وسليم العوا 800 ألف جنيه، ولكن القناة رفضت دفع هذه الأرقام، وقررت مساواة كل المرشحين بمبلغ استضافة واحد وهو 300 ألف جنيه فقط، واتفق الجميع على قبوله بالإضافة إلى مليونى جنيه ميزانية ضيوف المرشحين الذين سيساندونهم والذين يختارهم المرشح بنفسه، ولم تقف قنوات دريم و on t .v مكتوفتى الأيدى وحاولت القناتان ضم المحور إليهما لمواجهة ال cbc، وطلبتا من حسن راتب ممثلاً للمحور مليون ونصف المليون، ليصبح إجمالى المبلغ أربعة ملايين ونصف ليحصل كل مرشح على 600 ألف جنيه فى مقابل ظهوره فى برامج المناظرات على شاشتهم واتفق الجميع على اقتسام التورتة فيما بينهم، إلا أن راتب رفض الانضمام إليهم وقرر عمل برنامج منفصل عن الجميع، فى الوقت الذى استنفرت فيه وكالات الدعاية جهودها لجلب المزيد من الإعلانات، وأصبح الصراع بين "أد لاين" صاحبة الامتياز الإعلانى على قناة المحور، ويديرها عمرو قورة وخالد العجمى، و"برومو ميديا" صاحبة الامتياز الإعلانى على قناتى on tv ودريم، ويديرها سعيد القاضى ويملكها نجيب ساويرس، و"فيوتشر ميديا" صاحبة امتياز إعلانات cbc، الذى يعرف بصراع العمالقة، ومن المعروف أن هذه الشركات هى التى يقع على عاتقها دفع هذه الأموال للمرشحين، ولم يحدث ذلك إلا بعد الاتفاق على حملات إعلانية كبيرة وبأسعار خيالية، فوصل سعر ال "اسبوط" الإعلانى على قناة cbc 70 ألف جنيه المحور ودريم وon tv 40 ألف جنيه، وال "اسبوط" الإعلانى لمن لا يعرف مدته على الشاشة 30 ثانية أى نصف دقيقة فقط، ومن المتوقع أن تجنى كل قناة مبدئيًا فوق ال50 مليون جنيه كأرباح.. أما قناتى الحياة والنهار سلكا نهجًا عالميًا، فقد اتفقت الأولى على الاشتراك مع الbbc فى نقل أحداث المناظرات، والثانية اتفقت مع التليفزيون الفرنسى على البث المتزامن بينهما، وسعت وكالتى ممس اللبنانية صاحبة الامتياز الإعلانى على قناة الحياة، وفيوتشر صاحبة امتياز النهار، إلى جلب المزيد من الإعلانات، وحددت كل منهما سعر ال "اسبوط" الإعلانى ب 50 ألف جنيه للمرة الواحدة؛ ليصبح السباق الرئاسى منفعة متبادلة بين الطرفين (مرشحى الرئاسة والقنوات) فى الوقت الذى نجد فيه باقى القنوات، التى لم تدخل هذا الحلف تعض أناملها من الغيظ على فقرها الذى حال بينها وبين هذه السبوبة التى ربما لا تأتى مرة أخرى، وكانت تستعد لجنى الأرباح مقابل استضافة هؤلاء المرشحين، وكانت تعلق آمالاً كبيرة على ذلك لأن المرشحين سيدفعون لتلك القنوات مقابل الظهور على شاشتهم، إلا أن الرياح لم تأتِ بما اشتهته السفن، لدرجة أن بعض القنوات انطلقت قبل موعدها المحدد للحاق بنصيبها من الوليمة، ولكن خاب ظنها، ولم يكن التليفزيون المصرى بعيدًا عن هذا الصراع فسارع القطاع الاقتصادى بالتعاون مع شركة صوت القاهرة بإنتاج برنامج (من هو الرئيس)، وجاءوا بالإعلامى طارق حبيب، الذى توارى عن الشاشة لسنوات ولكنه يتمتع بقبول عند قطاع كبير من المشاهدين؛ ليقدمه علاوة على تخصيص مساحة زمنية لكل مرشح رئاسى على شاشة التليفزيون المصرى مدتها نصف ساعة، يعرض فيها مرشحو الرئاسة برامجهم الانتخابية، وكانت البداية مع عمرو موسى، بالإضافة إلى الاستضافات فى البرامج المختلفة الذى امتنع عنها المرشحون بعد تلقيهم عروض القنوات الفضائية الخاصة، بعد أن كانوا يسعون نحو الظهور على شاشة التليفزيون المصرى، وقام القطاع الاقتصادى باستغلال هذا الحدث الجلل ووضع قائمة بأسعار الإعلانات، وحدد سعر ال "اسبوط" الإعلانى ب 20 ألف جنيه و250 ألف جنيه كحملة إعلانية مدفوعة لعدد "50 اسبوط" مقسمة على مدار اليوم فى المدة المتفق عليها، وسيقوم بإنتاج المادة الإعلانية، ولا عزاء لمئات القنوات الذى خرجت من هذه السبوبة خاوية الوفاض.