"لم أكن أتصور أنه من الممكن أن أرى خط بارليف المنيع، وأن يكون على مرأى بصري، وكم شعرت بالرهبة وأنا أقف أمامه خاصة بعد مرور 43 عاما على انتصارات أكتوبر". تذكرت وأنا أقف أمامه، قدرة الجيش المصري على تحطيم مناعته وتخيلت كيف انهارت حصانته على أيدي جنود بواسل، ملأت نفوسهم اليأس من نكسة 67 ليتمكنوا في 73 من سحقه تحت أرجلهم. ما زال الخط يقف منيعًا على ضفة القناة مسجلا على رماله وبدماء شهدائه ملحمة انتصار أكتوبر العظيمة، وإن كان الآن منيعا على الأعداء، سهلا لينا على مالكيه، ومازال مجرى الدبابات قائمًا على الضفة، وبعض "أكشاك الحراسة"، التي كان يجلس بها الجنود للمراقبة. وتمتاز رمال الضفة بلون أصفر ناصع وكأنها جديدة متلألئة، ربما انعكست عليها مياه القناة فأشرقتها، وكان هناك شعور بالسعادة يخيم على المكان لكل الزائرين. دور خط بارليف في انتصارات أكتوبر يعتبر خط بارليف أقوى خط دفاعي في التاريخ الحديث، يبدأ من قناة السويس وحتى عمق 12 كم داخل شبه جزيرة سيناء على امتداد الضفة الشرقية للقناة، تمكن الجيش المصري في يوم السادس من أكتوبر عام 1973 م من عبور قناة السويس واجتياحه، وأفقد العدو توازنه في أقل من ست ساعات. سبب تسميته "خط بارليف" سمي الخط بذلك الاسم نسبة إلى حاييم بارليف القائد العسكري الإسرائيلي، وقد تكلف بناؤه حوالي 500 مليون دولار.