قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن مخاوف الأقباط فى مصر من تصاعد الإسلاميين؛ دفعتهم لدعم المرشحين المحسوبين على النظام السابق، مثل أحمد شفيق آخر رئيس للوزراء فى عهد حسنى مبارك وعمرو موسى وزير الخارجية, أمين عام الجامعة العربية سابقًا مُتناسين ما عانوه من اضطهاد جراء سياسات النظام المخلوع. وذكرت الصحيفة أن بعض الأقباط تراجعوا عن تأييد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، الذى يعتبرونه أكثر اعتدالاً من الدكتور محمد مرسى مرشح جماعة "الإخوان المسلمين"؛ بعدما حظى بدعم السلفيين. وأشارت إلى أن أبو الفتوح كان قد صرح بأنه سيدعم قانوناً لا يتطلب الحصول على موافقة رسمية لبناء دور العبادة المسيحية والإسلامية على حدٍ سواء، فضلاً عن تأييده تولى المرأة والمسيحى لمنصب رئاسة الجمهورية. وأوضحت أن بعض الأقباط أيدوا عمرو موسى لتأكيده ودفاعه عن فصل الدين عن الدولة، بينما احتشد البعض الآخر وراء أحمد شفيق؛ على الرغم من اعتبار الثوار له بأنه أحد رموز القمع والفساد فى النظام السابق. وذكرت أن الأقباط قد اختاروا دعم "فلول" النظام السابق وتناسوا ما عانوه جراء سياستهم فى الماضى؛ خشية تحول مصر إلى دولة إسلامية محافظة ليس لمجتمعهم فيها مكان. ونقلت عن يوسف سيدهم رئيس تحرير جريدة "وطنى" قوله: لقد تفاقمت التوترات الدينية فى البلاد بسبب تصاعد عزل الأقباط فى العقود الأخيرة؛ فعلى الرغم من أنهم يشكلون ما يقرب من 10% من سكان مصر؛ إلا أنهم حُرموا من تقلد المناصب العليا، وحظوا تمثيل ضئيل فى باقى مؤسسات الدولة؛ إذ إن هناك 7 مقاعد فقط للأقباط فى مجلس الشعب من إجمالى 508 مقاعد. وأضاف أن الأقباط تقوقعوا على أنفسهم وانسحبوا إلى داخل الكنائس والنوادى لما يعانونه من سياسات التمييز على مدى عقود، مشيرًا إلى أن "الكنيسة نفسها تلعب دورًا فى الحفاظ على هذا الوضع المتردى"، بدلاً من العمل على زيادة التكامل، وحل مشكلات التمييز.