"خرج ولم يعد" جملة اعتاد المصريون سماعها في الفترة الأخيرة لاسيما في ظل الأوضاع والظروف الأمنية التي تشهدها البلاد واختفاء العديد من الأشخاص داخل المحافظات، ففي واقعة هي الأغرب من نوعها تم اختفاء أول سيدة تتولي منصب العمودية في مصر بعد خروجها من منزلها منذ ما يقرب من 40 يومًا بقرية حانوت، التابعة لمركز كفر صقر محافظة الشرقية، وهي السيدة "ناهد لاشين"، البالغة من العمر 39 عامًا، أثناء ذهابها إلي المستشفي لتلقي العلاج، وحتى الآن لم يُعرف لها طريق؛ رغم بذل جهد الأجهزة الأمنية والتكثيف الأمني، للبحث عن أول سيدة تتولي منصب العمدة بمصر؛ مما اعتبره خبير أمني، أن اختفاء أول سيدة عمدة بمصر منذ أن أنشأت العمودية جريمة في حق رجال الشرطة والذي أكد أن هذا الحدث عملًا إجراميًا. "ناهد لاشين"، متزوجة من مدير المدرسة الإعدادية بقريتها، وتشغل منصب أمينة المرأة بالشرقية في حزب الحركة الوطنية، الذي أسسه المرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق، ولديها ولدان وبنت. وتقدمت أسرة "لاشين" أول سيدة تترشح لمقعد العمودية بمحافظة الشرقية بمحضر لمركز شرطة كفر صقر يحمل الرقم 2541 إداري كفر صقر بغيابها عن المنزل لمدة شهر. وكان اللواء رضا طبلية، مدير أمن الشرقية، قد تلقي إخطارًا من اللواء هشام خطاب، مدير المباحث الجنائية، بورود بلاغ من "محمد على" زوج "ناهد عبد الحميد مصطفى إسماعيل لاشين"، وشهرتها "ناهد لاشين"، 39 عامًا، مقيمة بقرية حانوت مركز كفر صقر بالشرقية، وهي أول سيدة تترشح لمقعد العمودية، والملقبة بالعمدة "ناهد لاشين"، والتي تقدمت بأوراق ترشيحها منذ 3 سنوات، باختفائها منذ شهر عن المنزل. وأكد زوجها، أنها كانت في طريقها للسفر إلي القاهرة، ألا أنها أخبرته بتعبها مرة واحدة، وأنها ستذهب إلي مستشفي كفر صقر لتلقي العلاج وبعدها بوقت قليل، وحاول الاتصال بها؛ إلا أن هاتفها أُغلق من وقتها، وحتى الآن لا يعلم عنها شيئًا. وتابع زوج العمدة المختفية: أنه بحث عنها في جميع الأماكن وعند أقاربها إلا أنه لم يجدها، وأنه لم يتلقَ أي اتصالات من أحد بخطفها. وفي نفس السياق أكد صلاح شاهين، شقيق العمدة ناهد بقرية "حانوت"، التابعة لكفر صقر محافظة الشرقية والمختفية منذ أكثر فترة، بأن خلافات كانت قد نشبت بين شقيقته وزوجها؛ قامت علي أثرها بترك المنزل والذهاب إلي شقيقتها بالقاهرة؛ للإقامة معها لفترة معينة، ومعها ابنها محمود وبعد ذلك قمنا بمحاولة صلح بينها وزوجها، وتم الصلح بينهما، وعادت إلي المنزل مرة أخري يوم "16 /3 /2017". وتابع شقيق المختفية، في تصريح ل"المصريون"، أنه بعد ذلك قمت بالاتصال بها للاطمئنان عليها؛ فأخبرتني بأنها مريضة وذاهبة إلي مستشفي كفر صقر لتلقي العلاج، فقمت بالذهاب إليها إلي مستشفي كفر صقر، وحينما وصلت إلي المستشفي لم أجدها، فسألت المسئولين داخل المستشفي عنها، ولكنهم أخبروني بأنها لم تحضر إلي المستشفي. وأشار شقيق المختفية، إلي أنه عندما أخبروه بأن شقيقته لم تأتِ إلي المستشفي قمت بالاتصال عليها، ولكن هاتفها كان مغلقًا، ولم أتمكن من الوصول إليها فقمت بإرسال عدد من الرسائل إليها علها تكون الشبكة معطلة، فتشاهد رسائلي ولكنها لم ترد حتى الآن. وأوضح شقيق العمدة ناهد، أنهم لم يقوموا بإبلاغ الشرطة عن تغيب "ناهد"؛ لحساسية الموقف ولعدم اتهامهم لأحد, ثم بعد فترة ذهبنا يوم الثلاثاء الماضي لعمل محضر بتغيبها, لافتًا إلى أنه توجد شكوك حول بعض الأشخاص لكنه رفض ذكر أسمائهم؛ لأنه في هذه اللحظة يحتاج من الناس كلها أن تبحث معه عن شقيقته. وحول موضوع الجن، أكد شقيق المختفية، أنه وجد شقيقته غير طبيعية؛ فلجأوا إلي عدد من المشايخ، ومنهم من قال إن "ناهد" مصابة بمس جني, وآخرون أكدوا أنها مصابة بسحر، إلا أن الجميع كان هدفهم جمع الأموال بكلامهم. واستطرد "صلاح"، أن اختفاء شقيقته لغز، وسيتم كشفه خلال أيام خاصة بعد لقائهم بمسئولي أمن الشرقية، والذين أكدوا أن الأمور تحت السيطرة. وقال أفراد الأسرة إن ابنتهم البالغة من العمر 35 عامًا، تتمتع بحب وود أهل قريتها، ولذلك رحبوا بتعيينها في منصب العمدة، نافين وجود أي عداوة أو خلافات لها مع أحد بسبب طبيعة منصبها. ومن جانبها تكثف الأجهزة الأمنية بالشرقية، جهودها للتوصل إليها ومعرفة مكانها وعمل التحريات اللازمة. يذكر أن "ناهد لاشين"، أول سيدة تترشح لمقعد العمودية في محافظة الشرقية، منذ 3 أعوام. ومن جانبه رأي العميد محمود قطري الخبير الأمني, أن اختفاء أول سيدة تعمل عمدة في مصر جريمة كبري في حق الشرطة، مؤكدًا أن هذا الحادث عمل إجرامي، وأن الخاطف يريد أن يتحدي وزارة الداخلية، ويتحدي القانون كذلك. وأضاف "قطري"، في تصريح ل"المصريون"، أن اختفاء عمدة منذ أكثر من شهر ولم يستدل علي مكانها من قبل الأجهزة الأمنية جريمة في حق رجال الشرطة والعمل البحثي لرجال المباحث, موضحًا أن الشرطة لا يوجد بها عمل تنظيمي لمنع الجريمة ومواجهته قبل وقوعها. وتابع: "أن مصر أصبحت تعيش في غابة، وكأنه لا يوجد رجال تحمي البلاد خاصة في ظل الجرائم التي تحدث في الفترة الأخيرة من خطف أطفال ونساء واستهداف أكمنة شرطية وهذه المسئولية تقع علي المسئولين والقيادات بوزارة الداخلية لأن هذه الأمور تثير الذعر في نفوس المصريين جميعًا وتجعلهم متخوفين علي حياتهم". وأشار الخبير الأمني إلي أن العمدة تعد "رتبة"، والرجل الأول في القرية فهذه السيدة المختطفة، والتي تعمل عمدة أحد رجال الإدارة المحلية التي تخضع لإشراف الجهاز الشرطي، والتي تمنحها وزارة الداخلية العمل والتدخل في الأعمال الشرطية، وحل المنازعات والمشاكل داخل القرية لضبط الأمن بين أبناء القرية. ونوه "قطري"، بأن العمدة قبل اختياره يخضع لإجراءات أمنية واختبارات نفسية وعقلية، وأن يكون يتمتع بحب أهالي القرية حتى يتعاون معه الجميع في ضبط الأمن.