عاد الرئيس عبد الفتاح السيسي للمطالبة بالتبرع مرة أخرى في مكالمة هاتفية أجراها مساء أمس الاثنين مع الإعلامي عمرو أديب، من خلال شاشة برنامجه "كل يوم" الذي يذاع على فضائية on E. وطالب الرئيس في مكالمته الهاتفية جميع الموظفين بالتبرع للدولة بجنيه واحدة فقط لإنقاذ مصر من الوضع الاقتصادى المتردى الذي تعيش فيه، مؤكدًا أنه حال تبرع الموظفين بجنيه في اليوم ستوفر مصر شهريًا 7 ملايين جنيه. ولم تكن هذه المرة الأولى من نوعها التي طالب فيها الرئيس السيسي الشعب بالتبرع، وخلال التقرير الحالى نرصد عدد المرات التي طالب فيها الرئيس الشعب بالتبرع، عقب فوزه بالرئاسة عام 2014 "صندوق تحيا مصر".. أول مطالبة رئاسية بالتبرع خرج الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطاب بمناسبة ليلة القدر، في 25 يوليو 2014، وطالب المواطنين بالتبرع في صندوق "تحيا مصر" الذي أُسس في شهر يوليو من نفس العام، من خلال شهادات استثمار تبدأ من 1000 جنيه. وقال السيسي حينها: "عندنا مشكلة كبيرة، المشكلة دي هى العوز وإحنا إن شاء الله مصممين نتغلب عليها، وعشان كدة عملنا صندوق تحيا مصر ده، عشان القادرين وهم إن شاء الله كتير جوة مصر وبرة مصر، وأنا مش هتخلى عن مواجهة الفقر في مصر، سأقاتله". وتابع الرئيس قائلًا: "لازم يبقى معانا اللي نعمل بيه بجد للمسكين والغلبان والشباب اللي بالملايين اللي مش لاقي شغل، ده دين برضه". وأعلن قائلًا: "أنا عايز في الصندوق ده مش أقل من 100 مليار عشان نبني بلدنا بجد، وندي الأمل لشبابنا بجد، ونرفع رايتنا بجد". وعقب مطالبته للتبرع في صندوق "تحيا مصر"، أعلن عن تنازله عن نصف راتبه البالغ 42 ألف جنيه مصري، وأيضًا عن نصف ما يمتلكه من ثروة لصالح مصر. الرئيس يطلب من المواطنين التبرع لمصر بدلًا من تعزيته في والدته وعبر صفحته الرسمية على موقع فيس بوك، ألمح الرئيس السيسي عقب وفاة والدته في أغسطس 2015، إلى رفضه نشر "مشاطرات العزاء" له في الصحف ووسائل الإعلام، مفضلًا التبرع بقيمتها للأعمال الخيرية. "من تحيا مصر ل صبح علي مصر بجنيه" في 24 فبراير 2016، دعا الرئيس السيسي جموع المصريين للتبرع بجنيه واحد يوميًا من خلال هواتفهم المحمولة، وذلك خلال كلمته في احتفالية "رؤية مصر 2030"، التي عقدت بمسرح الجلاء. وقال خلال كلمته: "إجمالي المبلغ الموجود في صندوق تحيا مصر 4.7 مليار جنيه، منها مليار جنيه من الجيش، ولو كل واحد صبح على مصر بجنيه من الموبايل هنجمع 4 مليارات في السنة". وتابع قائلًا: "ده لو كل يوم 10 ملايين من ال90 مليون تليفون صبح على مصر بجنيه.. بعشرة مليون جنيه.. يعني في الشهر ب300 مليون جنيه.. يعني في السنة ب4 مليار جنيه". وبعد ذلك، أعلنت الشركة المصرية للاتصالات عن تخصيص رقم "1333" من أجل مشاركة عملائها في المبادرة التي أعلن عنها السيسي تحت اسم "صبح على مصر". وأوضحت شركة المصرية للاتصالات، في بيان لها، حينها أنها سارعت إلى تفعيل هذا الرقم لعملائها تنفيذاً لمبادرة رئيس الجمهورية، حيث يستمع المتصل إلى رسالة صوتية تشكره على مشاركته في المبادرة، ثم يتم تحصيل جنيه واحد عن المكاملة، وتحويله كاملا إلى صندوق "تحيا مصر" دون تحصيل أي رسوم أو ضرائب. السيسي يطلب التبرع من أجل مدينة زويل خلال الاحتفال بمرور عام على قناة السويس في أغسطس 2016، نعى السيسي العالم الراحل، أحمد زويل، وتحدث عن مشروع جامعة زويل، موضحًا أن المشروع يتكلف 4 مليارات جنيه لإتمامه، وما قام به زويل هو جمع 300 مليون جنيه فقط. وأشار إلى أن تكلفة المرحلة الأولى من المشروع تبلغ 1.9 مليار جنيه تقريبًا. وطالب الرئيس المصريين باستكمال مشروع جامعة زويل بمراحله المختلفة، قائلًا: "بطلب من المصريين إكمال هذا المشروع من خلال التبرع لصندوق تحيا مصر، وأن يكون فيه تبرع باسم جامعة زويل حتى ينتهي هذا المشروع". وتابع: "أرجو أن نقدر علماءنا، وأن يتم استكمال المشروع وألا يتوقف، طبقًا للمدى الزمني المخطط له". المطالبة بالتبرع بال"فكة" طالب الرئيس السيسي في 26 سبتمبر 2016، مسئولي البنوك المصرية بإيجاد آلية تتيح بالاستفادة من "الفكة" لوضعها في مشروعات لخدمة مصر. وقال السيسي في كلمته، خلال تسليمه عقود شقق تمليك لأهالي غيط العنب بالإسكندرية: "معرفش تعملوها ازاي.. ليه الفكة اللي في المعاملات متتحطش في مشروع زي كدة؟ يعني بصرف شيك ب1255 ونص ولا و80 قرش.. مقدرش آخد الفكة دي وأحطها في مشروع زي كدة؟ ده يحقق رقم كبير جدا". وأضاف قائلًا: " الناس في مصر عايزة تساهم بس الآلية فين؟، يعني أوصل اللي عايز أقدمه إزاي.. مش عارف". وواصل: "فيه آلية أقوى، بنتكلم في معاملات ل 20 أو 30 مليون إنسان لو الفكة جنيه و90 قرشا، ممكن يبقوا رقم، لو سمحتم أنا عايز الفلوس دي، إزاي ناخدها أنا معرفش". المرة الأخيرة.. مطالبة الرئيس الموظفين بالتبرع للدولة بجنيه اقترح الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس الاثنين مع الإعلامي عمرو أديب في مكالمة هاتفية أجرها معه، جمع جنيه واحد من كل موظف من موظفي الدولة، للقضاء على مظاهر الفقر في مصر ولا سيما في القرى. وقال: "بس الناس متفهمنيش غلط، لو أخدنا من كل موظف جنيه لصالح الموضوع ده فأنت بتتكلم عن 7 ملايين جنيه فى الشهر، وهتقول إن الرقم ده بسيط لكن نحن نريد أن نتكاتف، لا الجنيه هيفيد الراجل اللى خدته منه لكن مع تجميعه ورجال الأعمال والبنوك والدولة نقدر نحل المسألة ونتجاوز الشكل المؤلم اللى إحنا كلنا مقصرين فيه مع أهلنا فى مصر". خبير اقتصادى: فكرة التبرع توحى للعالم بأن اقتصاد مصر قائم على التسول وفي هذا السياق قال المستشار أحمد خزيم، الخبير الاقتصادى، إن فكرة التبرع التي طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي، في حد ذاتها مؤسفة للغاية ولا غير جيد، لأنها تثبت للعالم أن اقتصاد مصر يقوم علي التسول. وأضاف خزيم في تصريحات خاصة ل"المصريون": "اقتصاد مصر لن يقوم على التبرعات وكلمة تبرع تضر مصر أكثر مما تنفعها". وتابع الخبير الاقتصادى: "الرئيس عبد الفتاح السيسي يستطيع أن ينقذ الاقتصاد بأكثر من طريقة وهناك بدائل كثيرة من الممكن الاعتماد عليها، دون التبرع". وواصل: "من الممكن الاعتماد على المشروعات الصغيرة، لأن فكرة التبرع بجنيه مش هتنشط الاقتصاد وليس لها أى جدوى".