كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن إسرائيل في مأزق حاليا بسبب خطوة قامت بها مصر ودول عربية أخرى في منظمة التربية والثقافة والعلوم في الأممالمتحدة "اليونسكو". وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 30 إبريل, أن هذه الخطوة تتعلق بمشروع قرار عربي حول القدس, اعتبرته إسرائيل معاديا لها. وتابعت " مشروع القرار الذي قدمته مصر والجزائر ولبنان والمغرب وعمان وقطر والسودان كان في صيغته الأولى يرفض السيادة الإسرائيلية على القدس, إلا أنه تم تعديله ليحظى بالدعم الأوروبي". واستطردت الصحيفة " الصيغة الجديدة لمشروع القرار لم تتطرق إلى المسجد الأقصى أو حائط البراق، وأُضيف بها أيضا نص يؤكد أن القدس مهمة للأديان السماوية الثلاثة, الإسلام والمسيحية واليهودية, إلا أن إسرائيل ما زالت تشعر بقلق بالغ إزاء هذه الخطوة". وأشارت "هآرتس" إلى أن اللجنة التنفيذية لليونسكو ستصوت الثلاثاء الموافق 2 مايو على مشروع القرار حول القدس، وهو اليوم الذي تحتفل فيه إسرائيل بالذكرى 69 لتأسيسها . ومن شأن هذا المشروع أن يعرقل خطط إسرائيل المتسارعة لتهويد القدسالشرقية, ومساعيها لدى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بها عاصمة أبدية لإسرائيل. وكان أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ الأمريكي، قدموا في 4 يناير الماضي مشروعا بقانون، يقضي نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس, والاعتراف بها عاصمة أبدية لإسرائيل. ويدعو مشروع القانون الذي قدّمه كل من الأعضاء "تيد كروز" عن ولاية تكساس،"ماركو روبيرو"، عن ولاية فلوريدا، "دين هيلر" عن ولاية نيفادا، الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقال "كروز" في بيان صحفي، إن "القدس هي العاصمة الأبدية والموحدة لإسرائيل ولا أسف ولا بد من إصلاح أخطاء الرئيس السابق أوباما، وإدارته ضد الدولة اليهودية.. وعلينا الآن أن نفعل ما كان يجب فعله منذ عام 1995، ونقل سفارتنا رسميا إلى العاصمة الرسمية لحليفتنا الكبرى إسرائيل", حسب زعمه. وفي نفس السياق, أصدر هيلر بيانا أيضا قال فيه :"إن القدس هي العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل، وحان الوقت للكونجرس والرئيس المنتخب للقضاء على الثغرة التي سمحت للرؤساء السابقين، بتأخير نقل سفارتنا إلى القدس العاصمة الشرعية لإسرائيل لأكثر من عقدين من الزمن", حسب زعمه. وتوقعت مصادر أمريكية حصول مشروع القانون على الموافقة، وخروجه إلى حيز التنفيذ بفضل الأغلبية التي يحظى بها الجمهوريون في الكونجرس، ما قد يؤدي إلى موجة عنيفة من الاحتجاجات في منطقة الشرق الأوسط. ويأتي مشروع القانون استكمالا لتحركات عدة قام بها الجمهوريون، خلال العقدين الماضيين لنقل السفارة الأمريكية إلى القدسالمحتلة، لكنهم يحظون هذه المرة بتعاطف الرئيس الأمريكي الجديد ترامب،الذي تعهد مرارا بنقل السفارة إلى القدس، وقام بترشيح صديقه "ديفيد فريدمان " الذي يشاركه نفس الرأي والرغبة سفيرا جديدا للولايات المتحدة في إسرائيل. وكان فريدمان, الذي يوصف بأنه أكثر الجمهوريين تشددا لإسرائيل، قد أكد أكثر من مرة أن "نقل السفارة الأمريكية إلى القدس خطوة كبيرة في طريق السلام كان يجب أن تحدث منذ وقت طويل"، معبرا عن رغبته في خدمة الولاياتالمتحدة من داخل سفارتها في القدس. وحذّر محللون سياسيون أمريكيون من أن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، سيؤدي إلى اشتعال منطقة الشرق الأوسط واندلاع موجة جديدة من العنف، الذي قد يستهدف مصالح أمريكية في مناطق عديدة من العالم. وكان الكونجرس الأمريكي قد مرّر قانونا يأمر بنقل السفارة الأمريكية إلى القدسالمحتلة في عام 1995، لكن القرار تأجل تنفيذه أكثر من مرة من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة بسبب "مخاوف أمنية وطنية".