(الطائفية والتقسيم )عنوان كتاب بالغ الأهمية للكاتب والأديب صلاح شعير أهمية الكتاب فى موضوعه بالطبع والذى يظهر بوضوح فى العنوان لكن هناك أهمية أخرى تقترب من أهمية الكتاب ذاته وهى انه صادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب يعنى عن وزارة الثقافة يعنى عن الدولة المصرية ! ومن ثلاثة أعوام فقط (2014م) . وهو ما يعنى ان الدولة المصرية بشكل أو بأخر تقبل أفكار الكتاب بل وتنشرها باسمها ..ماذا يقول الكتاب والى ما يشير كاتبه ؟ يقول الكاتب فى الفصل الاول من الكتاب (كانت البداية مع بونابرت في 1798 بمحاولة السيطرة علي مصرمن خلال الطائفية بالتعاون مع جرجس القبطي الذي عين مفتشا إداريا عاما لمصر والجنرال يعقوب الذي كون لواء قبطيا لمساعدة الجنرال ديزيه )الذى سرعان ما نشأت بينهما علاقة غرامية جدا جدا .. لكن الكنيسة المصرية كعادتها عبر تاريخها المشرف رفضت آنذاك هذه المواقف الخائنة المشينة (غبطة البابا مرقس الثامن البابا 108 )وكان لها مواقف وطنية كبيرة مع المقاومة . في فترة الاحتلال البريطاني ظهرت بدايات طائفية ,خاصة مع مطلع عام 1910 حينما قام المواطن إبراهيم الوردانى بقتل بطرس باشا غالى رئيس محكمة دنشواى التي أصدرت أحكاماً ظالمة على المصريين البسطاء وسعى الانجليز لعقد المؤتمر القبطى عام1911 وهنا ايضا كان موقف الكنيسة من هذا المؤتمر موقفا وطنيا خالصا(البابا كيرلس الخامس البابا 112) يقول الكاتب بعد ثورة يوليو ظهرت جماعة الأمة القبطية 9/11/1952بموافقة وزارة الشئون الاجتماعية والتى اعتبرت فيما بعد انشقاقا عن مدارس الأحد وتبنت خطاب العنف وخطفت البابا يوساب الثانى البابا 115 وأرغمته على التنازل عن الكرسى البابوى لكن الدولة أعادته بشكل شرفى الى أن جاء البابا كيرلس السادس الذى ضبط علاقة الكنيسة بالدولة طوال الخمسينيات والستينيات حتى وصول البابا شنودة الثالث لكرسي البابوية(14/11/1071) والذى دخل فى صدام شهيرمع الرئيس السادات كان الهدف منه سيطرة الكنيسة على شؤون الأقباط (الروحية والسياسية)وهو ما رفضه الرئيس السادات كون الأقباط مواطنون مصريون لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات مثلهم مثل المسلمين. يقول الباحثون أيضا ان هذا الأمر كان انعكاسا لطموح شخصى لدى غبطة البابا أكثر منه انعكاسا لحالة طائفية تطورت إليها أحوال المسيحيين فى مصر. ويشير الكاتب فى الفصل الثانى الذى جاء بعنوان بعض الأحداث الطائفية إلى حوادث كان سببها اعتداء مسيحيين على الدين الإسلامي (هي حوادث عادة ما تكون فردية ولا تمثل اتجاه عام فلا يمكن لأقلية أن تفتعل مواجهة مع الأغلبية وفق للمنطق وتلك الحوادث لا تمثل إلا مرتكبيها إلا إذا كانت برعاية خارجية لفتح ملف للتوتر داخل البلاد ومن تلك الحوادث انتشار الأخبار عن مسرحية تهاجم الإسلام عندما قام بعض الشباب المسيحيين بعمل مسرحية بعنوان (كنت أعمى والآن أبصر) عرضتها كنيسة ماري جرجس بالإسكندرية وتضمنت هجومًا عنيفا على الإسلام والمسلمين وانتشرت على اسطوانة مدمجةعام 2005م بعدها تظاهر الآلاف من المسلمين أمام كنيسة ماري جرجس مطالبين بمحاسبة المسئولين عن عرض المسرحية وتقديم اعتذار رسمي من الكنيسة عن محتواها المسيء للمسلمين وقد اعترفت مصادر الكنيسة المصرية بأنه جرى عرض هذه المسرحية منذ عامين على مجموعة من الأطفال لكنها نفت أن تكون تعمدت الإساءة للإسلام والمسلمين وإنما كانت تتناول قضية التطرف والإرهاب ويضيف الكاتب :من تلك الحوادث أيضا حوادث الجنس (معاكسة فتاة مسيحية اغتصاب طفلة مسلمة علاقة جنسية مع مسلمة)وهناك حوادث بسبب إسلام المسيحيات (نموذج وفاء قسطنطين، كاميليا شحاتة) ويشير أيضا إلى نموذج موريس صادق قائلا: يظهر جلي للعيان متعصبون من أمثال موريس صادق ينتمون إلى تيار التعصب وسبق أن وجه صادق في ديسمبر 2004 رسالة إلى أرئيل شارون رئيس وزراء إسرائيل السابق إبان تفجر قضية وفاء قسطنطين ناشده التوسط لدى الحكومة المصرية لإنهاء الأزمة ودعا أيضا إلى منح المسيحيين حكم ذاتي لمدة أربع سنوات ودعا إلى إشراف دولي على الحكم الذاتي من قبل حلف الناتو. ويقول الكاتب : إن زيادة حجم الأسلحة المهربة لمصرعبركل الحدود تقريبا يصب في هذا الاتجاه لإشعال الفتنة الطائفية..كما يشير الى مخططات سرية لفصل سيناء عن مصر(ذكرى عودتها ال35 للسيادة المصرية الثلاثاء القادم) فيقول بعض الدراسات كشفت وجود علاقة قديمة تربط بين عدد من مليونيرات اليهود في مصر والحركة الصهيونية ليتقدموا للحكومة البريطانية بطلب الحصول على أرضٍ في سيناء للجماعات اليهودية المهاجرة من شرق أوروبا لتصبح مستعمرة لهم إلا أن الفكرة ماتت مع وفاة زعيم الحركة الصهيونية تيودور هرتسل عام 1904 تحدث الكاتب أيضا عن النوبة ضمن مخططات التقسيم والحديث المتصاعد عن ضياع حقوق النوبيين ضمن مشاريع سد أسوان والسد العالي بالرغم من حق الدولة فى نزع الملكيات العامة والخاصة للصالح العام في عشرات الأمثلة مثل ملكية عشرات الآلاف من الأفدنة لبناء مشروع قناة السويس عام 1859 _ 1862 وتم نزع الأراضي على طول 193 كيلومتر لهذا المشروع قائلا(لقد كان المدخل لتغذية النزعة الانفصالية لأهالي النوبة قضية التعويضات نتيجة للمشروعات المائية التي أقيمت من أجل مصر كلها هذا مع كامل الحق لهم في الحصول على أراضي زراعية مماثلة). وعلي الصعيد الأفريقي يقول: تم حصار مصر مائيًا لذات الغرض_التقسيم_ وقد جاء التسريع بتقسيم السودان لوقف مشروع قناة جونجلى الذي يستهدف المشروع توفير ما مقداره55مليون متر مكعب من المياه تقسم مناصفة بين السودان ومصر وبدأ تنفيذ المشروع بالفعل عام 1978 وكان مقرر له أن ينتهي عام 1985 ولكن حركة التمرد في جنوب السودان أوقفت المشروع في عام 1983 بعد الانتهاء من حوالي 75 % من أعمال الحفر وبعد إشعال نيران الحرب الأهلية الثانية بالسودان لفصل الجنوب .. ثم تفكيك الصومال كخطوة إستباقية لضرب عمق مصر كل ذلك بالتزامن مع بدء أثيوبيا في إقامة سد النهضة ولم ينس الكاتب بالطبع الحديث عن نموذج تقسيم مصرالشهير إلى أربع دويلات الأولى فى سيناء وشرق الدلتا والثانية دويلة مسيحية تكون عاصمتها الإسكندرية من بنى سويف حتى جنوبأسيوط والثالثة دويلة نوبية تضم أجزاء من جنوب مصر و جزء من الأراضى الشمالية من السودان، وتكون عاصمتها أسوان أما الرابعة وهى مصر الإسلامية وتكون عاصمتها القاهرة وهى الجزء المتبقى من مصر فى الدلتا. الكتاب كما قلت بالغ الأهمية وهو من خمسة فصول.. الفصل الأول:تاريخ الوحدة الوطنية في مصر والفصل الثاني : بعض الأحداث الطائفية بمصر والفصل الثالث: السلفية المتعصبة والفصل الرابع: المخططات الطائفية لتفتيت مصر والدول العربية والفصل الخامس : وسائل الغرب وإسرائيل لتدمير مصر وسبل الرد. وكأن الكاتب يصرخ بكلماته مع دريد بن الصمة وهو يقول محذرا أهله وقومه : أمرتهم أمري بمنعرج اللوى فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد