منذ عدة أيام، كنت فى زيارة لإحدى صديقاتى، وبينما نحن جالسين وإذا بأخيها الذى هو أحد أفراد الحرس الجمهورى يهاتفها من داخل قصر العروبة بمصر الجديدة، وبعد مرور دقيقتين على بداية المكالمة سمعت قائده وهو يخاطبه وزملاءه من خلال الجهاز اللاسلكى قائلاً لهم: "استعدوا للوقوف الهانم هتعدّى!!"، مما اضطره إلى إنهاء المكالمة بسرعة لتنفيذ الأوامر!. ولم تبدِ صديقتى تعجبها من قطع المكالمة المفاجئ لأنها ليست المرة الأولى، فالهانم كثيرًا ما تأتى إلى القصر وتقيم فيه حسبما أكد لها أخوها من قبل!!. الأمر الذى يؤكد أن النظام لم يسقط بعد، وأن دماء شهداء ومصابى ثورة يناير وما تبعها من كوارث وأحداث إجرامية ودموية هدفها واحد ومواقعها مختلفة ضاعت هدراً وهباء!، مر عام وثلاثة أشهر على قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، ومع ذلك سيئة مصر الأولى زوجة المخلوع – عليه من الله ما يستحق - ما زالت حرة طليقة حتى الآن تجتمع بالفلول وتدبر المكائد والخطط وتجرى اتصالات عديدة بالعديد من الدول للضغط عليها لوقف المساعدات عن البلد حتى تخضع مصر وتعفو عن مبارك، كما تتجول أيضاً فى البلد كيفما ووقتما شاءت بلا محاسبة أو حبس عقاباً لها على ما اقترفته فى حق مصر من فساد ونهب وسرقة لخيرات ومقدرات مصر والمصريين على مرأى ومسمع من العالم كله، فضلاً عن إصرارها واستماتتها لتحقيق حلم توريث ابنها حكم مصر!، تلك الشمطاء التى افتدت نفسها واشترت حريتها فى شهر مايو من عام 2011 بثمن بخس وزهيد للغاية دفعته من أموالنا التى نهبتها يُقدَّر ب24 مليون جنيه، كانت قد جمعت أضعافه عندما باعت مذكراتها المعنونة ب"سيدة مصر الأولى 30 عامًا على عرش مصر"، لدار النشر البريطانية (كانونجيت) ب10 ملايين إسترلينى!، حيث نشرت من خلالها غسيلها وغسيل زوجها المتسخ أمام العالم كله، وكشفت من خلالها عن الخطة الإسرائيلية لتنحى مبارك الأب وتوريث جمال الابن، وتقول إن أمريكا وقفت صامتة عدة أيام حتى يتمكن مبارك من تنفيذ الخطة الإسرائيلية لكنه لم يستطع تحقيق ذلك بسبب تخلى مَن حوله عنه وضغوط المظاهرات فى الشارع المصرى، وأن مبارك أعلن موافقته على التنحى عن الحكم خلال حديثه التليفونى مع الرئيس الأمريكى يوم 1 فبراير لكنه طلب مهلة لكى يجهز ويحرق أوراقه وما يدينه من فساد وخيانة عظمى للوطن.. وفى مذكراتها أيضاً والتى تم تسريبها إلى الصحف الأمريكية وتحكى فيها عن الكثير من الفضائح كفضيحة زكريا عزمى والذى عمل من يوم 30 يناير على التخلص من آلاف من المستندات والأوراق داخل القصر الجمهورى بأمر من مبارك. وتقول أيضاً إن السيد إليعازر الإسرائيلى كان المستشار السرى الخاص لمبارك للشئون الدولية منذ عام 2003 وحتى خروجه من القصر الجمهورى وأن مبارك سلمه شيكًا بأتعابه المتأخرة أثناء زيارته لهم فى شرم الشيخ فى نهاية فبراير 2011، والذى كان صاحب فكرة عدم توقيع مبارك على أى مستندات بشأن التنحى، حيث قصد من البداية إفساد التنازل من الناحية القانونية، كما تكشف السيدة المصونة والزوجة الوفية (الهانم) عن جوانب شخصية جداً بشكل غير لائق وغير محترم!. لو كان الأمر أمرى لأسكنت هذه العجوز الشمطاء إحدى غرف العشوائيات وحرمتها من الماء والكهرباء ورغيف الخبز الآدمى والعيشة الكريمة، كما حرمت بسياساتها وسياسات زوجها وحكوماته الظالمة الملعونة الملايين من فقراء مصر العيش بكرامة وعزة على مدار ثلاثين عاماً، لأن سجنها المستحيل فى هذه الآونة لن يكون شافياً ووافياً ومداوياً لجروح المكلومين وأوجاع المتألمين، لا بد أن تذوق من نفس الكأس وأن يكون جزاؤها من نفس عملها، خاصة أنها جعلت من نفسها واصية على نساء وأطفال مصر لسنوات عديدة وأوهمت العالم أجمع برعايتها لهم وتفانيها من أجل خدمتهم والنهوض بهم وإصلاح أوضاعهم، ولكن وللأسف الشديد كانت بأفعالها الشائنة وفسادها المفضوح وأنانيتها وطمعها فى السلطة ما تبقى لها من عمر شر راعية وحسبنا الله ونعم الوكيل!!. [email protected]