لم تعرف محافظات الصعيد إلا الهدوء منذ ما يقرب من 25عامًا،بعد توقف العمليات الإرهابية التي كانت تستهدف الوفود الأجنبية بالمناطق السياحية بمحافظاتها في الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي،إلا أنها عادت مرة أخري لتتصدر المشهد الحالي ،بعد اتهام الدولة ل16شخصًا من أبناء الصعيد من محافظا قنا تحديدا بالضلوع في تفجير الكنائس،وانضمامهم إلي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"،مما أثار حالة من الغضب الشديد على الساحة السياسية حول تغير بوصلة داعش من سيناء إلي محافظات الجمهورية المختلفة وخاصة في قلب الصعيد وسط حالة من الصمت من قبل النظام . وأعلنت وزارة الداخلية أسماء خلايا "داعش" التي قالت إنها تورطت في تفجير كنيستي مار جرجس في طنطا، ومار مرقس في الإسكندرية،التي أسفرت عن مقتل 45 شخصاً وإصابة 126 آخرين،لافتين أن هذه الخلايا لها علاقة بتقجير الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية في ديسمبر الماضي. وأكدت وزارة الداخلية في بيان لها ،أن منفذ تفجير كنيسة مار مرقس في الإسكندرية، أن هناك اكثر من 15 متهم من محافظات الصعيد والقناة متورطون في العملية لكنهم هاربون. في نفس الصدد،أكد ياسر فراويلة،القيادي السابق في جماعة الإسلامية في تصريحات صحفية،أن تنظيم الإرهابي "داعش"، قام بشغل قوات الأمن بسيناء، ليقوم بتحرك بهدوء في الواحات والصعيد ليستقطب الراغبين في القيام بعمل انتقامي ضد الدولة، مما يؤدي إلي تشكيل قاعدة داعشية بصعيد مصر . وبدوره،كشف هشام النجار،الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، خطة داعش لتوغل في محافظات الجمهورية لتجهيز عناصرها لمواجهة الدولة،مؤكدًا أن هذا الخطة بدأت في تشكيل قاعدة داعشية في محافظات الدلتا والصعيد لتخفيف الضغط على عناصرها بمحافظة شمال سيناء بعد الحملات الهجومية للجيش والشرطة عليها خلال الفترة الأخير. وأكمل النجار تصريحه ل"المصريون"،أن الطبيعية الجغرافيا والاجتماعية بمصر مهيأة بالنسبة لتنظيم الإرهابية "داعش"،وخاصة بمحافظات الصعيد التي تشبهه سيناء من الناحية الجغرافيا والنفسية لأبناء الصعيد، لافتًا إلي أن "داعش" غيرت من بياناتها عن كل عملية ارهابية تحدث بإعلان "ولاية سيناء " بتبنيها العملية، وليست "تنظيم الدولة الإسلامية " كما كان يحدث في السابق،مما يؤكد أن داعش توغلت في محافظات الجمهورية،وهو ما يهدد الأمن القومي المصري . إما الناحية الأمنية،اتفق ،العميد محمود قطري،الخبير الأمني، حول خطة داعش لتشكيل قاعدة بمحافظات الجمهورية وخاصة منطقة الصعيد،التي تتناسب مع طبيعية داعش،وهو ما يعيد أمجاد الجماعات الإسلامية في الثمانينات وتسعينيات القرن الماضي والتي عانت منها الدولة آنذاك،مؤكدًا أن داعش استغلت ضعف مؤسسات الدولة تجاه الصعيد، بجانب الأزمات الاقتصادي التي يعاني منها الأهالي الصعيد خلال عهد السيسي ، مما يسهل عملية التنظيم في الاستقطاب أبناء الصعيد لتجنيدهم بالتنظيم . وأضاف قطري ل"المصريون"،أن توغل "داعش" في الصعيد ليس بالجديد، أنما ما يثير القلق هو تجنيد عناصر من أبناء الصعيد وخاصة محافظة قنا،لا سيما أن المحافظة يحكمها، إلى حد كبير، نظام قبلي، فلا يمكن أن تحدث فيها عمليات تجنيد، إلا إذا كان المتهمون الهاربون على علاقة ببعضهم البعض، مؤكدًا أن مواجهة توغل"داعش" في الصعيد أمر أكثر صعوبة من الوادي والدلتا، لأن طبيعة أهل الصعيد لهم طبيعية خاصة يحكمها الثأر، بخلاف محافظات وجه بحري التي تبدو عملية مكافحة "داعش" فيها أسهل نسبياً.