قالت صحيفة "الديلي التليجراف" البريطانية, إن استخدام الجيش الأمريكي قنبلة "جي بي يو-43" أو "أم القنابل", وهي أقوى قنبلة غير نووية, في منطقة أتشين بولاية ننغرهار شرقي أفغانستان, أظهر بوضوح أن إدارة ونالد ترامب تستخدم أفغانستان الجريحة لتجريب أسلحتها الجديدة لتهديد روسيا وكوريا الشمالية وسوريا. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 14 إبريل, أن القيمة التكتيكية لاستخدام هذا السلاح الرهيب تبدو محدودة، وحتى القيمة الإستراتيجية تبدو أقل". وتابعت " الولاياتالمتحدة تستخدم أفغانستان خلفية لبعث رسالة نارية إلى روسيا وكوريا الشمالية وسوريا"، وانتقدت الصحيفة ما فعله ترامب, قائلة :" إن أفغانستان عانت أكثر من اللازم ولفترة طويلة جدا كي تستخدم للانتقام بهذه الطريقة بعد مقتل جندي أمريكي وهو يحارب تنظيم الدولة في ننغرهار". وكانت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية, قالت أيضا إن استخدام الجيش الأمريكي قنبلة "جي بي يو-43" أو "أم القنابل", في منطقة أتشين بولاية ننغرهار شرقي أفغانستان, هو أقوى دليل على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصمم على المضي إلى أبعد مدى في محاربة "الإرهاب", أو بعبارة أخرى, الجماعات الإسلامية المتشددة. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 14 إبريل, أن ترامب أعطى بالفعل تفويضا أوسع للقوات الأمريكية في الصومال واليمن, ولذا من المتوقع أن تزداد في الأيام المقبلة ضربات الطائرات المسيرة وعمليات القوات الخاصة. وحذرت الصحيفة أن نهج ترامب في استخدام أقوى القنابل والأسلحة الفتاكة في مواجهة تنظيم داعش والجماعات المتشددة الأخرى, من شأنه أن يؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا الأبرياء في صفوف المدنيين, سواء في أفغانستان أو اليمن أو الصومال. ونقلت "الإندبندنت" عن خبراء أمنيين, قولهم إن استخدام الجيش الأمريكي لأقوى قنبلة غير نووية في المعارك هو دليل أيضا على انتشار تنظيم داعش في أفغانستان, رغم تواجد القوات الأمريكية وقوات الناتو هناك, لحوالي 15 عاما. وكان الجيش الأمريكي أعلن في 13 إبريل أنه قتل 36 من مسلحي تنظيم داعش ودمر عددا كبيرا من الأنفاق التابعة له, عندما ألقى قنبلة "جي بي يو-43" أو "أم القنابل", وهي أقوى قنبلة غير نووية في ترسانته, في منطقة أتشين بولاية ننغرهار شرقي أفغانستان. ونقلت "الجزيرة", عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) آدم ستامب إن القنبلة أسقطت من طائرة "ام سي-130" بولاية ننغرهار على مقربة من الحدود مع باكستان. وفي السياق ذاته، اعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر أن استخدام هذا السلاح كان بهدف حرمان تنظيم الدولة من مناطق عملياته لمهاجمة القوات الأمريكية وقوات التحالف في المنطقة. ولفت إلى أن الجيش الأمريكي في أفغانستان اتخذ "كافة الإجراءات الضرورية لتجنب سقوط ضحايا مدنيين، وتجنب حدوث أضرار جانبية يمكن أن تنتج عن العملية"، ووصف القنبلة بأنها "سلاح ضخم وقوي يصيب الهدف بدقة". ومن جانبه, أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستخدام القنبلة, قائلا :"إنه دليل على أن الولاياتالمتحدة أصبحت لديها سياسة خارجية أكثر قوة منذ تولى منصبه في يناير الماضي", ووصف إلقاء القنبلة بأنه كان "مهمة ناجحة جدا". كما رحبت الحكومة الأفغانية في بيان لها بالعملية العسكرية وتدمير الأنفاق لمسلحي تنظيم الدولة شرقي أفغانستان. وفي المقابل، ندد الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي في بيان بإلقاء القنبلة، واعتبره انتهاكا للسيادة الوطنية. وأضاف أن القوات الأجنبية لا تحارب الاٍرهاب وإنما تستخدم الأراضي الأفغانية تحت ذريعة محاربة الاٍرهاب لأغراضها الخاصة وتجريب أسلحتها في أفغانستان. وهذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الولاياتالمتحدة قنبلة بهذا الحجم في عمليات قتالية. والقنبلة "جي بي يو-43" المعروفة أيضا باسم "أم القنابل" يبلغ وزنها نحو عشرة أطنان ويتم توجيهها بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي اس)، وجرى اختبارها أول مرة في مارس 2003 قبل أيام من بداية حرب العراق. وقتل جندي أمريكي قبل أسبوع في نفس المنطقة التي أسقطت فيها القنبلة أثناء مشاركته في عمليات ضد مقاتلي داعش. ويقول مسئولون أمريكيون إن معلومات المخابرات تشير إلى أن أغلبية مقاتلي تنظيم الدولة يتركزون في ننغرهار وإقليم كونار المجاور.