وزير الري: مصر تتخذ جميع التدابير اللازمة لضمان حقوقها المائية في نهر النيل    استشهاد 24 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة    استطلاع رأي: شعبية ماكرون تواصل التراجع بسبب موقفه من أوكرانيا    بقطعة بديلة، وزير الرياضة يلمح إلى حل أزمة أرض الزمالك (فيديو)    كمال أبو رية: مش بفكر أتجوز تاني.. بحب أسافر وألعب رياضة    فوربس: انخفاض ثروة ترامب 1.1 مليار دولار وتراجعه للمرتبة 595 في قائمة أغنياء العالم    موعد مباراة الأهلى مع الإسماعيلى فى دورى نايل    أبرزهم الزمالك والمصري وآرسنال ضد توتنهام.. مواعيد مباريات اليوم الأحد 23 - 11- 2025 والقنوات الناقلة    طقس اليوم.. توقعات بسقوط أمطار فى هذه المناطق وتحذير عاجل للأرصاد    بعد تحذيرات أمريكية، 6 شركات طيران دولية تلغي رحلاتها إلى فنزويلا    حسين ياسر المحمدي: تكريم محمد صبري أقل ما نقدمه.. ووجود أبنائه في الزمالك أمر طبيعي    السيسي يعد بإنجازات جديدة (مدينة إعلام).. ومراقبون: قرار يستدعي الحجر على إهدار الذوق العام    ثلاث جولات من الرعب.. مشاجرة تنتهي بمقتل "أبوستة" بطلق ناري في شبرا الخيمة    إصابة 4 أشخاص بينهم ضابطان من الحماية المدنية في حريق عقار بالمنصورة    برواتب مجزية وتأمينات.. «العمل» تعلن 520 وظيفة متنوعة للشباب    نقيب الموسيقيين يفوض «طارق مرتضى» متحدثاً إعلامياً نيابة ًعنه    تامر عبد المنعم يفاجئ رمضان 2025 بمسلسل جديد يجمعه مع فيفي عبده ويعود للواجهة بثنائية التأليف والبطولة    تخصيص قيمة جوائز المالية لفيلم ضايل عنا عرض لإعادة بناء مدرسة سيرك غزة الحر    وكيل صحة دمياط: إحالة مسئول غرف الملفات والمتغيبين للتحقيق    الصحة: علاج مريضة ب"15 مايو التخصصي" تعاني من متلازمة نادرة تصيب شخصًا واحدًا من بين كل 36 ألفًا    صوتك أمانة.. انزل وشارك فى انتخابات مجلس النواب تحت إشراف قضائى كامل    مصرع شخص إثر انقلاب سيارة نصف نقل في مياه أحد المصارف بالبحيرة    بيان مبادرة "أطفالنا خط أحمر" بشأن واقعة الاعتداء على تلاميذ مدرسة "سيدز الدولية"    ترامب: اقتراحي لإنهاء الحرب في أوكرانيا ليس عرضًا نهائيًا    ماكرون يرفض مقترح عودة صيغة "مجموعة الثماني" بمشاركة روسيا    مانيج إنجن: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل أمن المعلومات في مصر    : ميريام "2"    الداخلية تكشف ملابسات اعتداء قائد سيارة نقل ذكي على سيدة بالقليوبية    صفحة الداخلية منصة عالمية.. كيف حققت ثاني أعلى أداء حكومي بعد البيت الأبيض؟    حمزة عبد الكريم: سعيد بالمشاركة مع الأهلي في بطولة إفريقيا    عاجل- الداخلية المصرية تحصد المركز الثاني عالميًا في أداء الحسابات الحكومية على فيسبوك بأكثر من 24 مليون تفاعل    الوكيل الدائم للتضامن: أسعار حج الجمعيات هذا العام أقل 12 ألف جنيه.. وأكثر من 36 ألف طلب للتقديم    جامعة القناة تتألق في بارالمبياد الجامعات المصرية وتحصد 9 ميداليات متنوعة    فليك: فخور بأداء برشلونة أمام أتلتيك بيلباو وسيطرتنا كانت كاملة    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. الإخوان الإرهابية تواجه تهديدا وجوديا فى قارة أوروبا.. ترامب: خطة السلام بشأن أوكرانيا ليست نهائية.. تعليق الملاحة فى مطار آيندهوفن الهولندى بعد رصد مسيّرات    السعودية.. أمير الشرقية يدشن عددا من مشاريع الطرق الحيوية بالمنطقة    ب16 سفينة وتصدير منتجات ل11 دولة أوروبية.. ميناء دمياط يعزز مكانته اللوجيستية العالمية    د.حماد عبدالله يكتب: مشكلة "كتاب الرأى" !!    دولة التلاوة.. هنا في مصر يُقرأ القرآن الكريم    محافظة الجيزة تكشف تفاصيل إحلال المركبة الجديدة بديل التوك توك.. فيديو    باريس سان جيرمان يكتسح لوهافر بثلاثية في الدوري الفرنسي.. فيديو    روسيا: لم نتلقَّ أى رد من واشنطن حول تصريحات ترامب عن التجارب النووية    الري تفتح مفيض توشكى لاستيعاب تدفقات مفاجئة من السد الإثيوبي    أبرز المرشحين على مقعد نقيب المجالس الفرعية بانتخابات المرحلة الأولى للمحامين    المتحدث باسم الصحة: الإنفلونزا A الأكثر انتشارا.. وشدة الأعراض بسبب غياب المناعة منذ كورونا    طريقة مبتكرة وشهية لإعداد البطاطا بالحليب والقرفة لتعزيز صحة الجسم    "الوطنية للانتخابات" تدعو المصريين بالداخل للمشاركة في المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب    أهالى القفايطة بنصر النوبة يشكرون الرئيس السيسى بعد تحقيق حلم تركيب الكهرباء والمياه    الزراعة: زيادة إنتاج مصر من اللحوم الحمراء ل600 ألف طن بنهاية 2025    مفتي الجمهورية: خدمة الحاج عبادة وتنافسا في الخير    الرعاية الصحية: أعظم الطرق لحماية الصحة ليس الدواء لكن طريقة استخدامه    معهد بحوث الإلكترونيات يستضيف ورشة دولية حول الهوائيات والميكروويف نحو مستقبل مستدام    بث مباشر الآن.. مباراة ليفربول ونوتنغهام فورست في الجولة 12 من الدوري الإنجليزي 2026    دولة التلاوة.. أصوات من الجنة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 22-11-2025 في محافظة الأقصر    الآن.. سعر الجنيه الذهب اليوم السبت 22-11-2025 في محافظة قنا    خلاف حاد على الهواء بين ضيوف "خط أحمر" بسبب مشاركة المرأة في مصروف البيت    عضو "الشؤون الإسلامية" يوضح حكم التعامل مع الدجالين والمشعوذين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفاجأة.. ضربة ترامب للأسد "فشنك" وهذه الأدلة
نشر في المصريون يوم 16 - 04 - 2017

قالت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية, إن الضربة المحدودة التي وجهها الرئيس دونالد ترامب إلى نظام بشار الأسد, أكدت أن الولايات المتحدة لا تكترث كثيرا إزاء جرائم الحرب البشعة, التي يقترفها النظام السوري.
وأضافت المجلة في مقال لها في 14 إبريل, أنه عندما ترسل الولايات المتحدة رسائل تحذيرية من خلال وسائل بسيطة مثل إطلاق صواريخ كروز أو إصدار الأمر بشن غارات من خلال الطائرات المسيرة، فإن الجهة المستهدفة بهذه الرسائل لن تأخذ أي تهديدات أمريكية مستقبلية على محمل الجد.
وتابعت " نظام الأسد يعتقد أيضا أن ترامب أمر بقصف مطار الشعيرات بحمص من أجل الاستهلاك المحلي في الداخل الأمريكي، وعليه فإن الأسد لن يكترث كثيرا إزاء أي تهديدات جديدة لترامب".
واستطردت المجلة " الهجوم الأمريكي على مطار الشعيرات, كان أيضا سهلا وغير مكلف ودون تدخل مباشر من الجنود الأمريكيين, وهو ما يقلل من أهمية هذه الضربة, التي لن تؤثر في سلوك نظام الأسد, بل ستجعله يتمادى في جرائمه ضد المدنيين السوريين", حسب تعبيرها.
وكان الخبير العسكري والإستراتيجي السوري عبد الناصر العايد, قال أيضا إن الهدف الحقيقي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب من ضرب مطار الشعيرات بحمص, هو إعادة روسيا إلى حجمها الطبيعي.
وأضاف العايد في تصريحات ل"الجزيرة", أن الضربة الأمريكية لقاعدة الشعيرات الجوية التابعة لنظام بشار الأسد, لها دلالة سياسية أكثر بكثير من العسكرية.
وتابع " الشعيرات قاعدة أساسية استخدمها نظام الأسد بكثافة، ولكنها أقل أهمية من أن تقصف ب 59 صاروخ توماهوك، وفضلا عن ذلك, تم قصفها بعد إبلاغ الروس, وتمكن نظام الأسد من سحب كل طياراته الحديثة وطياريه وطواقمه الفنية".
واستطرد العايد " المراد هنا هو إعادة روسيا إلى حجمها الطبيعي بعد أن توغلت كثيرا بسبب سياسة باراك أوباما الانسحابية، أو ما سمي إستراتيجية (القيادة من الخلف)".
وكانت الولايات المتحدة قصفت فجر الجمعة الموافق 7 إبريل بعشرات من صواريخ "توماهوك" عددا من الأهداف في مطار الشعيرات التابع لنظام الأسد بريف حمص الشمالي وسط سوريا، وذلك بعد أن أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري, ردا على المجزرة التي ارتكبها هذا النظام بالسلاح الكيميائي في خان شيخون بريف إدلب في شمال غربي سوريا في 4 إبريل.
وأفادت وسائل إعلام أمريكية بأن مدمرتين أمريكيتين أطلقتا من شرق البحر المتوسط 59 صاروخا من طراز "توماهوك" على مطار الشعيرات بريف حمص الشمالي، الذي كان منطلقا للطائرات الحربية السورية التي قصفت مدينة خان شيخون بسلاح كيميائي, ما أسفر عن سقوط أكثر من مائة شخص وإصابة خمسمائة آخرين, معظمهم نساء وأطفال.
كما نقلت "رويترز" عن مسئول أمريكي, قوله إن مدمرتين أمريكيتين أطلقتا من شرق البحر المتوسط أكثر من خمسين صاروخا على قاعدة جوية سورية تشمل مدرجا وطائرات ومحطات للوقود، ردا على هجوم بالغاز السام على مدينة خان شيخون بريف إدلب, فيما قالت وسائل إعلام أمريكية إن القصف استهدف موقعا للأسلحة الكيميائية, يستخدمه نظام الأسد.
ومن جانبها, نقلت "الجزيرة" عن مصادر المعارضة السورية المسلحة, قولها إن الضربة الأمريكية لمطار الشعيرات دمرت 14 طائرة مقاتلة من نوع سوخوي وبرج المراقبة ومستودعات الوقود، كما دمرت مدرجات المطار وبات عمليا خارج الخدمة.
وبعد ضرب مطار الشعيرات, قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه "أمر بضربة عسكرية محددة على القاعدة الجوية التي انطلق منها الهجوم الكيميائي في سوريا"، وأضاف, في كلمة له في الساعات الأولى من صباح الجمعة الموافق 7 إبريل أن "الأسد استخدم غاز الأعصاب لقتل الكثيرين"، داعيا ما سماها "كل الأمم المتحضرة السعي لإنهاء المذبحة وإراقة الدماء في سوريا".
وتابع ترامب أن من مصلحة الأمن القومي لأمريكا منع انتشار واستخدام الأسلحة الكيميائية، مؤكدا أنه ليس هناك شك في استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية محظورة.
وأشار أيضا إلى فشل محاولات سابقة استمرت سنوات لتغيير سلوك الأسد.
ومن جهته، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أن الضربات بحد ذاتها كانت مناسبة، وتظهر أن ترامب مستعد لاتخاذ عمل حازم ردا على الأعمال المشينة.
وأشار تيلرسون إلى أن الولايات المتحدة لم تطلب أي موافقة من روسيا على الضربة الأمريكية في سوريا.
وكان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف وجه الخميس 6 إبريل تحذيرا للولايات المتحدة من مغبة توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، وشدد على أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى "نتائج سلبية".
وحسب "الجزيرة", قال سافرونكوف عقب جلسة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا "إذا حصل عمل عسكري فإن كل المسؤولية ستقع على كاهل أولئك الذين بادروا إلى مثل هكذا عمل مأسوي وملتبس".
وكانت واشنطن توعدت الخميس 6 إبريل بما وصفته ب"رد مناسب" على الهجوم بالسلاح الكيميائي على مدينة خان شيخون, وطالبت برحيل الأسد.
وفي 5 إبريل, أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضا أن الهجوم الكيميائي على مدينة خان شيخون تجاوز خطوطا كثيرة، وغيّر نظرته للرئيس بشار الأسد، بينما لوحت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة بتحرك أحادي بسوريا في حال لم يتحرك مجلس الأمن الدولي.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض مع ملك الأردن عبد الله الثاني إن الهجوم الذي أدى إلى مقتل 100 وإصابة 500 آخرين أثّرعليه بشكل عميق، وإنه غير نظرته إلى الأسد وسوريا.
وأضاف أن الهجوم بالأسلحة الكيميائية على بلدة خان شيخون في شمال غربي سوريا مروع ورهيب ووحشي، واستهدف الأبرياء من النساء والأطفال وحتى الرضع.
وتابع الرئيس الأمريكي أن موت هؤلاء المدنيين كان إهانة للإنسانية، وقال إن "هذه الأفعال الشائنة التي يرتكبها نظام الأسد لا يمكن القبول بها". ولدى سؤاله عن احتمال تغيير السياسة الأمريكية في الملف السوري اكتفى بالقول "سنرى"، قائلا إنه لا يريد أن يكشف عن خططه المستقبلية بشأن سوريا.
ومن جهتها, قالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي في 6 إبريل إن بلادها قد تتحرك في حال ظل مجلس الأمن عاجزا عن التصدي للانتهاكات ضد المدنيين في سوريا، من دون أن تحدد طبيعة هذا التحرك.
وقالت هيلي إن "الحكومة السورية غير الشرعية التي يقودها رجل مجرد من الضمير ارتكبت فظائع لا تحصى ضد شعبه".
وأضافت "عندما تفشل الأمم المتحدة بشكل دائم في واجبها بالتصرف بشكل جماعي، فهناك أوقات في حياة الدول نكون فيها مضطرين للتحرك من تلقاء أنفسنا". وقالت هيلي إن الأسد وروسيا وإيران لا يهتمون بالسلام في سوريا.
وفي إطار ردود الفعل على الضربة, التي وجهتها إدارة ترامب لمطار الشعيرات بحمص ردا على مجزرة خان شيخون, أعلنت عدة دول تأييدها الكامل واللامشروط لهذه الضربة, وعبر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية عن تأييد المملكة الكامل للعمليات العسكرية الأمريكية على أهداف عسكرية في سوريا، والتي جاءت ردًا على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيمائية ضد المدنيين.
وحمّل المصدر النظام السوري مسئولية تعرض سوريا لهذه العمليات العسكرية، كما نوه بهذا "القرار الشجاع من قبل واشنطن ردا على جرائم هذا النظام تجاه شعبه في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن إيقافه عند حدّه".
وفي السياق ذاته، أعلنت بريطانيا تأييدها الكامل للضربة الأمريكية، واعتبرتها الرد المناسب على "الهجوم الكيميائي البربري" الذي وجهه النظام السوري، كما رأى أنه يمكن أن يشكل ردعا لضربات أخرى قد يكون خطط لها.
وفي باريس، قالت مصادر دبلوماسية إن الولايات المتحدة أبلغت فرنسا مسبقا بالضربة التي وجهتها لقاعدة سورية في حمص. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت إن الأمريكيين بدأوا توضيح موقفهم، مؤكدا أن الضربة تحذير لنظام إجرامي وأن مستقبل سوريا ليس مع الأسد.
كما رحب الائتلاف الوطني السوري المعارض بالضربة الأمريكية وتمنى استمرارها لوقف الضربات الجوية لنظام الأسد و"استخدامه الأسلحة المحظورة دوليا".
وقال رئيس الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري أحمد رمضان في مكالمة مع "الجزيرة" من إسطنبول إن هذه العملية مهمة على المستوى العسكري وهي رد مباشر على النظام من قبل الولايات المتحدة يمكن أن يكون بداية لتقويض مبدأ الإفلات من العقاب.
وأضاف "نتوقع سلوكا مختلفا من النظام وحلفائه, بعد هذه الضربة التي تحمل رسالة سياسية مهمة وهي عودة الولايات المتحدة للفعل السياسي في سوريا".
وقال رمضان إن هذه العودة الأمريكية ينبغي أن تستثمر، خاصة أن الموقف الأمريكي الآن أصبح يقترب أكثر من موقف المعارضة، مضيفا "ندرك أن هذه العملية لن تغير الواقع ولكنها ستساهم في تغيير قواعد العمل وسيعيد النظام وحلفاؤه حساباتهم. هذا الموقف ستكون له ارتدادات".
وعلى المستوى المحلي في الولايات المتحدة، عبّر أعضاء الكونجرس الجمهوريون والديمقراطيون عن دعمهم لقرار ترامب ضرب قاعدة جوية تابعة لنظام الأسد، لكن عددا منهم دعوا الرئيس الأمريكي إلى توضيح إستراتيجيته بشان سوريا.
وقال رئيس مجلس النواب الأمريكي بول راين -وهو جمهوري- إن "هذا التحرك مناسب وصحيح". وأضاف "هذه الضربات التكتيكية تظهر لنظام الأسد أنه لم يعد بإمكانه الاعتماد على الشلل الأمريكي عندما يرتكب فظائع ضد الشعب السوري".
ورأى زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر أيضا أن "عقاب الأسد عندما يرتكب مثل هذه الفظائع أمر جيد"، لكنه أضاف أن "إدارة ترامب يجب أن تتبنى إستراتيجية وتتشاور الكونجرس قبل تطبيقها".
وفي المقابل, دان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي الضربة الأمريكية, ووصفها بأنها "عدوان أمريكي".
ومن جانبه, قال رئيس لجنة الدفاع والأمن بمجلس الاتحاد الروسي فيكتور أوزيروف أيضا إن الضربات الأمريكية على قاعدة جوية سورية قد تقوض جهود مكافحة الإرهاب, حسب زعمه.
وأضاف أوزيروف أن هذا الهجوم "يمكن النظر إليه على أنه عمل عدواني من قبل أمريكا ضد دولة بالأمم المتحدة"، مشيرا إلى أن روسيا ستدعو لاجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي.
وفي السياق ذاته, قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيدف الجمعة الموافق 7 إبريل إن الضربة الأمريكية على مطار الشعيرات في سوريا كادت أن تؤدي إلى اشتباك مع الجيش الروسي، كما أعلنت الخارجية الروسية تعليق العمل باتفاقية التنسيق مع الولايات المتحدة في سوريا.
وقال مدفيدف -على مواقع للتواصل الاجتماعي- إن الضربة الأمريكية "غير قانونية.. وكانت على بعد خطوة واحدة من اشتباك عسكري مع روسيا".
ومن جهتها، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن بلادها علقت العمل باتفاقية التعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة بشأن العمليات في سوريا، والتي تهدف إلى تجنب وقوع حوادث وتأمين رحلات الطيران.
وأضافت في بيان أن القصف الأمريكي بدا كأنه قد تم التخطيط له سابقا، وأن أحداث إدلب اتخذت فقط كمبرر، وذلك في إشارة إلى مجزرة خان شيخون.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في بيان أيضا إن الرئيس فلاديمير بوتين يعتقد أن الضربة الأمريكية انتهكت القانون الدولي وأضرت بشدة بالعلاقات بين واشنطن وموسكو.
واعترف بيسكوف بأن واشنطن أبلغت موسكو بالضربة مسبقا، لكنه رفض الاجابة عما إذا كان قد تم إجلاء جنود روس من المطار أو أن موسكو قد اتخذت قرارا بعدم محاولة إسقاط الصواريخ الأمريكية.
وقال مسئولون أمريكيون إنهم أخطروا القوات الروسية بالضربة قبل حدوثها، وإنهم حرصوا على تفادي إصابة جنود روس في المطار. وتشير صور التقطتها الأقمار الصناعية إلى وجود قوات خاصة ومروحيات روسية في المطار المستهدف بالضربة الأمريكية.
ومن جهة أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن الضربة الأمريكية "لم تكن فعالة" وأعلن أنه سيتم تعزيز الدفاعات الجوية السورية لحماية المنشآت الحيوية في البلاد.
وذكر المتحدث الروسي أن وزارته أخطرت نظيرتها الأمريكية بأنها ستغلق خط اتصال يستخدم لتجنب الاشتباكات العرضية في سوريا.
كما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن الضربة الأمريكية تذكره بهجوم الغرب على العراق عام 2003 دون موافقة الأمم المتحدة، معتبرا أنها "عمل من أعمال العدوان يستند إلى ذريعة مختلقة".
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أبرزت في افتتاحيتها في 5 إبريل, المجزرة التي وقعت في مدينة "خان شيخون" بريف إدلب في شمال غربي سوريا, وقالت إنها تعكس بوضوح "نذالة" نظام بشار الأسد, ومن يدعمونه, حسب تعبيرها.
وأضافت الصحيفة أن هذه المجزرة تمثل أيضا دلالة جديدة على وحشية نظام الأسد, الذي استخدم أبشع الأسلحة ووسائل التعذيب ضد المدنيين السوريين منذ عام 2011 .
وتابعت " الهجمات التي يشنها نظام الأسد بغاز الكلور باتت نمطا معتادا تقريبا في شمالي سوريا، لكن أطباء قالوا إن قصف خان شيخون, وما أسفر عنه من سقوط عدد كبير من الضحايا، استُخدمت فيه على الأرجح غازات أعصاب وغازات سامة محرمة وأكثر فتكا".
واستطردت الصحيفة " الأسد يعتقد أنه سيفلت من العقاب هذه المرة أيضا بفضل روسيا التي تدخلت عسكريا لإنقاذه من هزيمة على يد المعارضة المسلحة عام 2015 ونقضت مشروع قرار مجلس الأمن الدولي في فبراير الماضي بفرض عقوبات على سوريا جراء استخدامها براميل متفجرة مملوءة بغاز الكلور عامي 2014 و2015 ".
وشنت "نيويورك تايمز" أيضا هجوما حادا على سياسة دونالد ترامب المعمول بها تجاه سوريا, وقالت إنها تبدو أقل تشددا من تلك التي انتهجها سلفه باراك أوباما، وهي تقوم على إبقاء الأسد في السلطة بذريعة الحاجة لمحاربة تنظيم الدولة.
وكان فراس الجندي وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة قال في مؤتمر صحفي بمدينة إدلب، إن أكثر من مائة مدني قتلوا وأصيب أكثر من خمسمائة, غالبيتهم أطفال, في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات نظام الأسد الثلاثاء الموافق 4 إبريل على مدينة "خان شيخون" في ريف إدلب, فيما نفت وزارة الدفاع الروسية أن تكون الطائرات الروسية قد شنت أي غارات على ريف إدلب صباح الثلاثاء.
ونقلت "الجزيرة" عن أطباء في ريف إدلب, قولهم إن أعراض المصابين تدلل على استخدام غاز السارين السام، وإن عدد القتلى مرشح للزيادة.
كما أكد ناشطون سوريون وفاة عائلات بأكملها اختناقا جراء استهداف خان شيخون بغازات سامة, في 15 غارة شنها نظام الأسد منذ صباح الثلاثاء.
وتداول نشطاء سوريون أيضا صورا على وسائل التواصل الاجتماعي توضح ضحية تخرج من فمه رغوة، بالإضافة إلى صور لرجال إنقاذ يرشون أطفالا شبه عرايا بالمياه وهم يتلوون على الأرض، كما شوهدت صور لجثث أطفال من عائلة واحدة, ونقلت كوادر طبية أيضا قصصا مأساوية، منها أن طفلا بقي وحيدا بعد أن قتلت عائلته بالكامل، وهو ما حدث كذلك مع رجل فقد جميع أسرته أيضا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.