قال المسئول السابق بالخارجية الأمريكية ألبرتو فرنانديز, إن ضرب مطار الشعيرات بحمص, لا يعني أن إدارة الرئيس دونالد ترامب, عازمة على التدخل بقوة في الأزمة السورية. وأضاف فرنانديز في تصريحات ل"الجزيرة", أن الهدف الأساسي من الضربة الأمريكية هو تحذير النظام السوري من أن ثمة ثمنا سيدفعه عند استخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين. وتابع " إدارة ترامب تريد تأكيد رؤيتها بأن نظام الأسد شرير وسيئ, لكن هذا لا يعني الدخول كلية في المستنقع السوري، وعليه تبقى الأهداف العسكرية الأمريكية في سوريا محدودة جدا". واستطرد فرنانديز "سوريا مهمة لأمريكا لا لذاتها, ولكن لارتباطها بملفات أخرى، والأولوية لإدارة ترامب هي تدمير تنظيم الدولة، ومع ذلك, فإن الضربة الصاروخية جاءت فرصة سانحة لتوجيه رسالة دقيقة للتغلغل الإيراني، والقول (للعدوانية الإيرانية), إن أيام التردد انتهت". وكان الخبير العسكري والإستراتيجي السوري عبد الناصر العايد, قال أيضا إن الهدف الحقيقي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب من ضرب مطار الشعيرات بحمص, هو إعادة روسيا إلى حجمها الطبيعي. وأضاف العايد في تصريحات ل"الجزيرة", أن الضربة الأمريكية لقاعدة الشعيرات الجوية التابعة لنظام بشار الأسد, لها دلالة سياسية أكثر بكثير من العسكرية. وتابع " الشعيرات قاعدة أساسية استخدمها نظام الأسد بكثافة، ولكنها أقل أهمية من أن تقصف ب 59 صاروخ توماهوك، وفضلا عن ذلك, تم قصفها بعد إبلاغ الروس, وتمكن نظام الأسد من سحب كل طياراته الحديثة وطياريه وطواقمه الفنية". واستطرد العايد " المراد هنا هو إعادة روسيا إلى حجمها الطبيعي بعد أن توغلت كثيرا بسبب سياسة باراك أوباما الانسحابية، أو ما سمي إستراتيجية (القيادة من الخلف)". ويبدو أن الضربة الجوية لم تشكل رادعا لنظام الأسد, حيث أفادت "الجزيرة" بإقلاع طائرة حربية من طراز سوخوي 22 من مطار الشعيرات السبت الموافق 8 إبريل بعد يوم من قصف المطار بصواريخ أمريكية، بينما أكدت مصادر في الجيش السوري الحر إقلاع ثلاث طائرات حربية تابعة لنظام الأسد على دفعات من مطار الشعيرات, حيث قصفت أرياف حماة وإدلب ودرعا بقنابل النابالم الحارقة والعنقودية والفوسفور الأبيض. وتزامنت هذه التطورات مع إعلان قيادة الأسطول الروسي توجه الفرقاطة الصاروخية الأميرال غريغورفيتش المزودة بصواريخ "كاليبر" إلى سوريا. وكانت الولاياتالمتحدة قصفت فجر الجمعة الموافق 7 إبريل بعشرات من صواريخ "توماهوك" عددا من الأهداف في مطار الشعيرات التابع لنظام الأسد بريف حمص الشمالي وسط سوريا، وذلك بعد أن أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري, ردا على المجزرة التي ارتكبها هذا النظام بالسلاح الكيميائي في خان شيخون بريف إدلب في شمال غربي سوريا في 4 إبريل. وأفادت وسائل إعلام أمريكية بأن مدمرتين أمريكيتين أطلقتا من شرق البحر المتوسط 59 صاروخا من طراز "توماهوك" على مطار الشعيرات بريف حمص الشمالي، الذي كان منطلقا للطائرات الحربية السورية التي قصفت مدينة خان شيخون بسلاح كيميائي, ما أسفر عن سقوط أكثر من مائة شخص وإصابة خمسمائة آخرين, معظمهم نساء وأطفال. كما نقلت "رويترز" عن مسئول أمريكي, قوله إن مدمرتين أمريكيتين أطلقتا من شرق البحر المتوسط أكثر من خمسين صاروخا على قاعدة جوية سورية تشمل مدرجا وطائرات ومحطات للوقود، ردا على هجوم بالغاز السام على مدينة خان شيخون بريف إدلب, فيما قالت وسائل إعلام أمريكية إن القصف استهدف موقعا للأسلحة الكيميائية, يستخدمه نظام الأسد. ومن جانبها, نقلت "الجزيرة" عن مصادر المعارضة السورية المسلحة, قولها إن الضربة الأمريكية لمطار الشعيرات دمرت 14 طائرة مقاتلة من نوع سوخوي وبرج المراقبة ومستودعات الوقود، كما دمرت مدرجات المطار وبات عمليا خارج الخدمة. وبعد ضرب مطار الشعيرات, قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه "أمر بضربة عسكرية محددة على القاعدة الجوية التي انطلق منها الهجوم الكيميائي في سوريا"، وأضاف, في كلمة له في الساعات الأولى من صباح الجمعة الموافق 7 إبريل أن "الأسد استخدم غاز الأعصاب لقتل الكثيرين"، داعيا ما سماها "كل الأمم المتحضرة السعي لإنهاء المذبحة وإراقة الدماء في سوريا". وتابع ترامب أن من مصلحة الأمن القومي لأمريكا منع انتشار واستخدام الأسلحة الكيميائية، مؤكدا أنه ليس هناك شك في استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية محظورة. وأشار أيضا إلى فشل محاولات سابقة استمرت سنوات لتغيير سلوك الأسد. ومن جهته، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أن الضربات بحد ذاتها كانت مناسبة، وتظهر أن ترامب مستعد لاتخاذ عمل حازم ردا على الأعمال المشينة. وأشار تيلرسون إلى أن الولاياتالمتحدة لم تطلب أي موافقة من روسيا على الضربة الأمريكية في سوريا.