ذكر موقع "يورو نيوز" الصادر بالألمانية, أن الحصيلة الدامية للاعتداءات الإرهابية على عدة كنائس في طنطاوالإسكندرية, بلغت 44 قتيلا وعشرات الجرحى والمصابين في حالات خطيرة, فضًلا عن توقيت الهجمات ومواقعها, كل ذلك يشير إلى استهداف "ممنهج" للأقلية المسيحية في مصر من قبل التنظيمات الإرهابية, وعلى رأسها تنظيم "داعش", الذي أعلن مسئوليته عن الهجمات الأخيرة. وتابع الموقع فى تقرير له, أن التوقيت الحساس الذي تتم فيه الهجمات الإرهابية على كنائس مصر يهدف لنشر الخوف والرعب بين نفوس المسيحيين وعدم شعورهم بفرحة الأعياد في البلاد, فيضطر الكثيرون إلى الهجرة إلى أوروبا حيث الأمان والحماية للأقليات الدينية, بينما رأى آخرون أن ضبط الإرهابيين توقيت هجماتهم بتوقيت أعياد المسحيين هو توصيل رسالة منه إلى الغرب, بأن بلادكم في خطر, حيث يمثل المسيحيون الأغلبية العددية في البلاد الأوروبية. وأوضح الموقع أن تفجيرات طنطاوالإسكندرية أثاروا ردود أفعال وإدانات على نطاق واسع على المستويين المحلى والدولى، كما خرج العشرات من المسيحيين والمسلمين إلى شوارع المدن المصرية وبالقرب من الكنيستين للتنديد بالاعتداءين اللذين تبناهما تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية, وفى السياق, قال شاهد عيان على أحداث كنيسة "طنطا" إن أشلاء بشرية منتشرة داخل الكنيسة، كراسي مكسورة، وأشخاص في حالة صعبة، الناس كانت سعيدة بقدوم العيد، جاءت للصلاة ولم تأت للتنكيل بالآخرين، كما كانوا يدعون الله لإصلاح أحوال الشعب", بينما أضاف شاهد آخر: "أن من معروف أن ارتفاع الكنيسة يتراوح بين ثمانية وعشرة طوابق, ومعروف أن سقف الكنيسة أعلى نقطة فى طنطا, ولكن الدم وصل إلى سقف الكنيسة, مبينًا مدى بشاعة "الجرم" الإرهابي في حق الأقباط. وأشار الموقع إلى ردود الأفعال الغربيةالمدينة للهجمات الإرهابية في مصر, حيث أدان الرئيس الأمريكي, دونالد ترامب, فى تغريدة له على "تويتر" الهجوم الإرهابي, قائلاً: إنه لديه "ثقة كبيرة" أن الرئيس "السيسي" سيتعامل بشكل صحيح مع هؤلاء الإرهابيين, بينما وصف "مجلس الأمن" الهجوم ب"الجبان". في المقابل أعلنت عدة دول حظر سفر رعاياها إلى مصر, معلقة أن هناك خطرا حول تزايد الهجمات الإرهابية في مصر, وخطر الاختطاف البلاد, بل يمكن أن تستهدف هذه الجماعات الإرهابية المواطنين الأجانب كأهداف جديدة لها. وفي سياق متصل, رصد الموقع أهم الهجمات التي استهدفت الكنائس في مصر خلال السنوات الماضية, بداية من تفجير كنيسة القديسين أثناء احتفالات رأس السنة عام 2011, حيث وقع تفجير كبير استهدف الكنيسة، في منطقة سيدي بشر بمدينة الإسكندرية، وقتل خلاله 23 شخصًا وأصيب 97, وفقًا لمصادر رسمية. بالإضافة إلى حادث كنيسة الوراق حيث أطلق مسلحون متشددون النار على حفل زفاف في منطقة الوراق بالقاهرة، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص، وذلك في شهر أكتوبر 2013, بينما تفجير الكنيسة البطرسية في ديسمبر الماضي, فقد فجر مهاجم انتحاري نفسه في قاعة للصلاة بالكنيسة البطرسية الملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في القاهرة، موقعا 25 قتيلا أغلبهم من النساء والأطفال وعشرات المصابين . وآخر الاعتداءات على المسحيين في مصر, كان أمس الأحد, الذي يوافق "عيد السعف" عند الأقباط, موضحة أن أثناء احتفال المسيحيين في مصر بأحد السعف، استهدف تفجير كنيسة "مار جرجس" في مدينة طنطا أثناء صلاة القداس، ما أدى إلى مقتل 30 شخصًا على الأقل وإصابة العشرات, وبعد ساعات قليلة من تفجير طنطا، وقع استهداف جديد لكنيسة بالإسكندرية، حيث وقع انفجار أمام الكاتدرائية "المرقسية", أسفر عنه مقتل 11 شخصًا على الأقل وإصابة العشرات .