هل تذكرون النكتة القديمة الخاصة بصاحبنا "الفهلوى" الذى جلس فى الطائرة وبجواره فتاتان جميلتان بملامح أوروبية تتحدثان؛ الأولى: قرأت أن الرجل الإيطالى هو الأكثر رومانسية، فردت الثانية: بل المصرى "الصعيدى" هو رمز الرجولة الكاملة حسب ما يقولون، فأجابت الأولى: أبى من أصول تركية، وأرى فيه الزوج المثالى.. فقاطعهما صاحبنا: أعرِّفكم بنفسى: عوضين لورنزو أوغلو!! أعتقد أن المقابلات المباشرة التى تجريها القنوات الفضائية مع مرشحى الرئاسة الأوفر حظًا فى الحصول على أصوات المصريين فى الانتخابات، غيَّرت كثيرًا من قناعات المتابعين، وربما ستؤدى إلى "تغييرات" جوهرية فى النتائج المتوقعة. خالد على، أصغر المرشحين سناً، أثبت أنه يستحق ما يحظى به من حب وتعاطُف ببرنامجه المتكامل، والذى يمنحه بقوة لقب "مرشح الفقراء"، والرائع فى الأمر أنه عندما يخاطب الناس يصل إلى قلوبهم مباشرة دون طرق أو استئذان، وتشعر أنه شقيقك الأصغر "النابغة"، أو ابنك "الشاطر" الذى يفاجئك بأشياء تبهرك، ويشعرك بأن مشاكل الفقراء هى همه الأول، وقضايا الفساد هى شغله الشاغل، وأنه على الرغم من سنه الصغير إلا أن إنجازاته كناشط حقوقى تؤهله بقوة لاحتلال مكانة مميزة فى قلوب المصريين. وما أدهشنى فى خالد على هو بساطته المتناهية، واستيعابه الكامل للشأن الاقتصادى بتفاصيله المزعجة، رغم خلفيته القانونية، ولو كنا فى زمن آخر، ولو لم يكن المصريون فى هذا الظرف القاسى لأيقنت أنهم سيعطون أصواتهم لخالد على، حتى "نحقق حُلمنا". أما د. عبد المنعم أبو الفتوح، الذى ينهال الدعم عليه من حيث لا يدرى ولا يحتسب، فتُجمع عليه "الجماعة الإسلامية"، وأغلب السلفيين - بعد استبعاد أبو إسماعيل - وأيضًا شباب الإخوان، والعديد من التيارات الدينية والسياسية، فهو قد حقق نقاطاً إيجابية بظهوره مع خالد صلاح على شاشة التليفزيون، خاصة بعد هجومه على "جماعة الإخوان المسلمين"، ربما بهدف النفى الكامل لأى شك أو لمَن يشير إلى وجود حسابات "تحت الطاولة" بينه وبين "الإخوان"؛ خاصة بعد أن بدأ السيد عمرو موسى يستخدم تعبير "الشيخ أبو الفتوح"، فى إشارة إلى استمرار انتماء د.عبد المنعم إلى جماعة الإخوان، ولكنه من ناحية أخرى ربما يكون أبو الفتوح قد خسر تعاطف البعض عندما "استُدرِج" إلى النفى القاطع "لبَيعته" للمرشد العام للإخوان، وتأكيده باقتصار "البيعة" على الجناح العسكرى الذى تم حله عام 1954 هو و"بيعته"، رغم وجود اعتراف منه فى كتبه بإعطاء "البيعة" للشيخ عمر التلمسانى - رحمه الله - ، وهذه الجزئية لا أتوقف عندها كثيراً، ولا يتوقف عندها القارئ العادى، أو المواطن المصرى غير "الإخوانى"؛ حيث يبقى الدكتور أبو الفتوح الأكثر قبولاً، والأوفر حظاً لأسباب كثيرة؛ فتاريخه السياسى يزكّيه، وترْكُه للإخوان يرفع أسهمه، وربما يجعل التيارات الأخرى تمنحه أصوات أعضائها "نكاية" فى الإخوان ليس إلا، ووصوله لكرسى الرئاسة فى كل الحالات أمر محمود. أما الصديق والزميل العزيز حمدين صبَاحى، المبتسم رغم الهَمّ، والمتفائل رغم الكوارث التى تحيق بمصر، فهو مثال للمصرى الأصيل، المتمسك بانتماءاته وأفكاره، ويكفيه أنه لم يتراجع فى انتمائه "الناصرى"، ولم يركب موجات "الفلول" أو تيارات الإسلام السياسى، نموذج للمناضل الثورى الحقيقى، المُدافِع عن الحق، الذى يستعد لدفع حياته ثمناً لما يعتقده، وإذا حقق النجاح فستشهد مصر الخير على يديه. ودون الخوض فى التفاصيل، كنت أتمنى أن تنجح المساعى الطيبة لجمع الرموز الثلاثة فى بوتقة رئاسية واحدة، فى شكل فريق رئاسى واحد يواجه الآخرين؛ فمصر تحتاج إلى جهود كل الشرفاء والمخلصين حتى تخرج من أزمتها، وتقوم من عثرتها، وتنطلق لتحقيق نهضتها.. ولكن قدّر الله وما شاء فعل. وادعوا معى أن يحفظ الله مصر ويوفق شعبها لاختيار رئيس يحفظها ويتقى الله فيها. [email protected]