وكشري لغير المحتاجين ببنها لا يستغني أحد عن الخبز؛ لأنه قوت الفقراء الحقيقي في مصر، كما تعتبر "وجبة الكشري" البديل الآخر للفقراء لسد رمقهم اليومي في جحيم الغلاء. ففي الغربية.. مسن لا يتجاوز 60 عامًا، يمتلك "فرن بلدي" بمنطقة شارع الجيش بمدينة كفر الزيات أراد أن يساعد أهالي المدينة فقرر توزيع الخبز مجانًا عليهم يوميًا من الساعة السادسة صباحًا وحتى الثامنة. "المصريون" ذهبت إلى مخبز الحاج مشرف محمود عبدالعزيز، الشهير ب"أبو أميرة"، حيث أكد الأهالي أن صاحب المخبز خصص ساعتين يوميًا لتوزيع الخبز فائق الجودة مجانًا، مناشدين كل أصحاب المخابز أو أي مشروع تخصيص جزء من وقتهم للغلابة. يقول الحاج مشرف، إن الفكرة جاءته للتجارة مع الله؛ بسبب اضطهاد إدارة التموين بكفر الزيات وقفل الفرن شهري "يناير وفبراير"؛ بسبب الكارت الذهبي، ومطالبته بدفع مبلغ مالي قدره 2000 ألف جنيه، مما دفعه إلى تخصيص ساعة يوميًا لتوزيع الخبز على المحتاجين من أبناء منطقته سواء ببطاقة النقاط التموينية أو بدون بطاقة في حالة عودة تشغيل الفرن مرة أخرى. وأضاف أن إغلاق الفرن كان الدافع الرئيسي لتخصيص ساعة خبز مجانية للأهالي؛ حيث إنني ندرت لله عز وجل أنه في حالة عودة العمل بالفرن وتشغيله مرة أخرى سأخصص ساعة للغلابة والمحتاجين لغاية ما أموت، وقررت أنا وعيالي أن نسيب شقانا للناس حبًا في الله ورسوله. وأوضح: "من يوم ما طلّعت العيش ببلاش، كرمنى ربنا أحلى كرم، وربنا عوضني في كل حاجة معايا، ورزقني بمحل بقاله كمان، بس عاوز التموين يسيبنا فى حالنا"، متابعًا: "رغم تكلفة الخبز المجاني الذي يقوم بتوزيعه، إلا أن أرباحه زادت"، مؤكداً أنه سوف يستمر في هذه التجارة مهما واجه من مصاعب أو أي ظرف. وفي القليوبية.. قام صاحب سلسلة مطاعم كشري المتواجد بشارع فريد ندا بمدينة بنها، بتعليق لافتة على مطعمه "سلسلة محلات وصاية تقدم وجبات مجانًا لغير القادرين"، والذي بدأ تنفيذ فكرته الخيرية مع بداية افتتاح مطعمه الثاني في بنها. يقول نور السيد سند عبدالسلام 32 سنة حاصل على بكالوريوس تربية رياضية، وصاحب سلسلة مطاعم كشري "وصاية"، إن الفكرة جاءته منذ فترة كبيرة ، بعد أن زادت نسبة الفقراء بسبب موجة الغلاء وارتفاع الأسعار بشكل كبير، وأصبح قطاع كبير من المصريين لا يستطيعون سد احتياجاتهم اليومية وأصبحت الأسرة المصرية تعاني فقرًا شديدًا. وأضاف أن من أسباب إقدامه على هذه الخطوة هو تعرض عدد كبير من المواطنين للإحراج والذين يحضرون إلى مطعمه، فمنهم من يقوم بالانسحاب بعد أن يجلس داخل المطعم ويطلب وجبة كشري ورغم ضعف سعرها إلا أنه ينسحب قبل أن تصل إليه، بينما يأكل آخر ويغادر المطعم دون أن يدفع ثمن ما تناوله، وآخر يقف أمام المطعم ليشاهد الزبائن أثناء تناول وجباتهم داخل المطعم. وأكد أن أرباحه لم تتأثر ودخله لم ينقص بعد تنفيذ فكرته بل زادت في أعقاب المبادرة، قائلاً": "ربنا بارك في الرزق والتجارة مع الله مربحة، وسوف أستمر في هذه التجارة مهما واجهت من صعوبات".